الرئيسية / محليات / ثرثرة قصيرة مع سائق تاكسي في عدن
ثرثرة قصيرة مع سائق تاكسي في عدن

ثرثرة قصيرة مع سائق تاكسي في عدن

10 سبتمبر 2012 06:42 مساء (يمن برس)
كان لي الحظ أن أدخل في حوار مهم اليوم مع شاب عدني ، تفضّل أن رافقني في مشوار بسيارته للأجرة ، كان يمضغ القات و كان هذا مدخلاً للدردشة ، سألته عن السبب الذي يمضغ لأجله القات و هو الذي بدا أنيقاً في مظهره و متحضرا في تعامله ، قال لي " يا كريمة من عاد ما يآكلش قات ، الآن ماعادوش القات المشكلة ، المشكلة بالكرّاع " .

بعد استبيان بسيط ، اتضح أن الكلمة " كراع " تعود بالإشارة إلى الحبوب المخدرة التي أصبح الشباب يتناولونها بشكل يضاهي في " اعتياديته " شرب الماء " حسب تعبيره " .
 
حكى لي تفاصيل عجيبة و مثيرة عن الأماكن التي تباع فيها الحبوب ، عن الأثر الكارثي الذي يترتب عليها ، عن اسمائها المتداولة ، عن أن أكثر من يشتريها هم ضباط الشرطة ، العاطلين ، الصومال ، حكى لي حواديت و قصص عن المرات التي تلقى فيها هو أو أحد من أصدقائه ضربات " سكينة " أو سرقة تحت تهديد السلاح أو تهجّم من قبل هؤلاء المخدورين .

أحسستُ لوهلة أننا نتحدث عن حي " هارلم" النيويوركي الشهير بالجريمة و العنف ، و فكرت في حالة القطيعة التامة و الكاملة بين الشباب و الساحات و النخبة الثورية بمثقفيها و ناشطيها و أكاديمييها في الجنوب و بين هموم و مشكلات الحياة الاجتماعية اليومية و المستجدات المعيشية .
 
استغربت كثيرا تجزئة العمل النضالي عن المجتمع و حصره بالكامل في أمور السياسة و القانون و التدويل ، و لكأن بروتوكولات النضال تستدعي أن تنزع معطفك الثوري عند عتبة الساحة الفلانية أو عند نهاية المسيرة أو الندوة العلانية ، و تتخلى عن اكتراثك بالكامل خارجاً ، ثم تعود لتتفرغ من البقية لتضع الكريمة على الكعكة الجنوبية ، التي لم تُطهى بعد !!

* من سناء مبارك
طبيبة وكاتبة وناشطة جنوبية

شارك الخبر