عند تلك النقطة تنقسم الشعوب إلى نوعين. النوع الأول: شعوب حية سليمة تشاهد اللون الأسود بكل وضوح وترفض أن تجعله أمراً واقعاً فتسعى لتغييره بما تمتلكه من أدوات. والنوع الثاني: شعوب ميتة أو معتلة، وهي في بادئ الأمر ترى اللون الأسود بوضوح، لكنها لتتغاضى عن الحقيقة، تنتقل إلى زاوية أخرى مليئة بالضباب لتشويه الرؤية..!!
* وعود مختومة بالتأكيد:
بحسب عداد صحيفة الصحوة الزمني في صفحتها الأخيرة، يكون الثلاثاء الماضي (13 يناير) هو نقطة الصفر بين وعد رئيس الجمهورية اليمنية علي عبد الله صالح - بالقضاء على الفقر والأمية وإيجاد فرص عمل "لكل" العاطلين – وبين الزمن الذي أختاره للانتهاء من وعده.
ففي أول خطاب له تم به تدشين حملته الانتخابية الرئاسية، من محافظة صعدة في 30/8/ 2006 قال الرئيس بكل ثقة: "..سأتحدث عن المستقبل والمستقبل هو المهم .. أيها الأخوة نواصل السير معا من أجل القضاء على الفقر والأمية وإيجاد فرص عمل لكل العاطلين أينما وجدوا في العام 2007م والعام 2008م إن شاء الله تعالى.."!!. ومضى مضيفاً بعزم: "وبتكاتف الرجال الأوفياء والمخلصين معنا سوف يتم القضاء على الفقر و البطالة، من خلال إيجاد فرص عمل للإخوة والأخوات في كل أنحاء الوطن .."..!!
إلى هنا. كان من الممكن أن يكون الأمر مجرد دعاية انتخابية، أعتاد المرشحون خداع الشعوب بها.. سواء في اليمن أو في بعض الدول الأخرى ذات الديمقراطيات الناشئة، والشعوب قليلة المعرفة، وتلك التي يعتللها الفقر، وتسيطر عليها البطالة، وينخرها الفساد..
غير أن الأمر قد تعدى ذلك المنوال حين ربط الرئيس وعوده تلك باستدراكه الواضح كضوء الشمس، والذي أكد فيه قائلاً: "..ونحن عندما نقول مثل هذا الكلام نقوله بوضوح وصدق ، وليس كلام للخطابة السياسية ودغدغة عواطف المواطنين كما يفعلون اليوم ويمارسونه من كذب خلال حملاتهم الانتخابية".
لقد مر عامان كاملان، ليس فقط دون أن يتحقق شيئ من تلك الوعود.. بل يمكننا – بدون بذل جهد - أن نؤكد أن الأمور انحدرت نحو ما هو أسوء مما كانت عليه..!! فماذا سيعني ذلك للشعب..؟!
نحن هنا لا نريد أن نتهم الرئيس بالكذب..!! فهو أمر غير محترم، ناهيك عن أن القانون يمنع الإساءة لرئيس الجمهورية..!! ولذلك يمكننا أن الاستعاضة عن اتهامه بتحسين النية وإعطائه سبعين عذراً فإن لم تكفي سنقول: لعل له عذراً أخرى..!!
وبغض النظر عن سياق تلك الوعود التي تجاوزت العلاقات الشخصية في التعامل إلى كونها وعود في سياق العلاقات العامة مع شعب بأكمله من رئيس الجمهورية، فإن التجاوز بمنحه العذر أمر يتوجب علينا القيام به التزاما باللياقة في حضرة رئيس الجمهورية، من جهة، ومن جهة أخرى حتى لا يقال أن المعارضة – التي أتهمها الرئيس بدغدغة عواطف المواطنين والكذب- تتعامل مع القضايا الوطنية بانتهازية وتصيد الأخطاء..!!.
* كشف حساب لما مضى:
لنبدء بالحديث – بحسن نية - عن صعوبة الإيفاء بتلك الوعود الرئاسية بالحديث عن الظروف غير الطبيعية التي تلتها. من اضطرابات سياسية، في الشمال"الحرب في صعدة" والجنوب"الحراك الجنوبي". هذا في الجانب السياسي. أما في الجانب الاقتصادي، فهناك ما حدث من ارتفاع لأسعار القمح عالمياً..!!
وإن كان بعض ممن حول الرئيس اتهموا المعارضة بإعاقة تنفيذ برنامج الرئيس - ونضيف هنا: وبعض وعوده الجانبية أثناء الحملة الانتخابية - فمن الواجب على الرئيس أو من حوله من مستشارين ومخططين ومنفذين أن يقدموا اليوم – بعد انتهاء مهلة الوعد - كشف حساب للشعب لتبرير ذلك. كأن يوضحوا - من خلال تقديم تقرير مفصل – ما هي الخطوات التي عزموا على القيام بها لتنفيذ البرنامج وتلك الوعود، وكيف عملت المعارضة على إفشالهم!!. وحتى يكون الأمر منطقياً، فعلى مثل ذلك التقرير أن يتضمن الخطط تم إعدادها بالأرقام والفترات الزمنية لتنفيذها. وكيف أن المعارضة تدخلت وأعاقت التنفيذ..؟! على سبيل المثال كأن يقول التقرير: خططت السلطة – أو أي جهة شكلها الرئيس لمثل ذلك – للفترة من كذا إلى كذا، لعمل كذا مصنع، أو تنفيذ كذا مشروع من أجل امتصاص البطالة. غير أن المعارضة قامت بكذا وكذا لإعاقة تنفيذ ذلك. أو: أننا خططنا – خلال الفترة من كذا إلى كذا - لتوظيف كذا خريج، لكن المعارضة تدخلت ومنعتنا من ذلك..!! أو: أن السلطة حاولت القضاء على الفقر باستخدام خطة مكونة من كذا وكذا.. الخ، غير أن المعارضة وقفت في طريقنا.. الخ
ذلك إن كانت المعارضة هي السبب في إعاقة التنفيذ – كما صرح بعض المعنيين بتنفيذ برنامج الرئيس – أما إن كان المعيق أمور أخرى فمن اللازم إيرادها.
أؤمن أنني سأكون أول من يعطي العذر للرئيس وحكومته إذا ما تم إعارتي قليلاً من الانتباه - كمواطن أمتلك حقوقاً في هذا الوطن - وإطلاعي على كشف حساب خلال العامين الماضين. أما إن يتم التعامل معي بتجاهل وتجهيل، وأن لا أكون سوى مجرد مواطن ليس لي من حق إلا أن يكون واجبي فقط هو مجرد الطاعة والامتثال، فإن ذلك يمس من كرامتي ويقلل من احترام النظام لي ولأمثالي.
* تركيا في ثلاث سنوات:
في تركيا مثلاً، لم يكن رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان، قد وعد شعبه بتوظيف جميع العاطلين عن العمل خلال عامين أو حتى خمسة أعوام. لكنه وبعد مرور ثلاثة أعوام من توليه السلطة عام 2002، قال لقناة الجزيرة " لقد تولينا مقاليد الحكم كحكومة تتحلى بالحماس والعزم وكنا نعرف مشاكل تركيا وقضاياها وتعاملنا معها بحسم وأهم هذه الأمور البطالة والفقر والفساد وعلاقات تركيا بالبلدان الأخرى ومسيرة انضمامها للاتحاد الأوروبي، نحن قمنا بخطوات هامة جدا في معظم هذه القضايا.." وحين لم يتركه المذيع بعموميته تلك وسأله عما تم تحقيقه خلال تلك الأعوام الثالثة، قدم له وللعالم ولشعبه كشف حساب واضح. لم يكن ليجرؤ من تقديمه لو لم يكن قد قام به فعلاً. قال له المذيع: هل يمكن أن تقول لي بالأرقام والإحصاءات القريبة كيف تسلمت تركيا قبل ثلاث سنوات على الصعيد الاقتصادي، على الصعيد السياسي، على الصعيد الاجتماعي؟
فبماذا أجاب الرجل؟ لقد شكره وأعتبرها فرصة جيدة للحديث عن إنجازاته.. قال: "أشكركم جدا فإن هذه ستكون فرصة جيدة لي أمام كل مشاهدينا في قطر والبلدان الأخرى لبيان حقيقة الوضع. ثم بدأ بسرد تلك الأرقام، وقال: "عندما تولينا مقاليد الحكم كانت نسبة التضخم في تركيا 34% ولكن خلال فترة الثلاث سنوات الأخيرة انخفضت هذه النسبة إلى ما دون 8% وآخر نسبة هي 7.52%."
كان لديه ما يقوله ليس لشعبه فقط بل للعالم. لقد أوضح كيف تم له ذلك. فعندما تولى الحكم كانت معدلات الفائدة عالية جدا، نسبة الفائدة الاسمية كانت 70%، أما الآن (أي في 2005) فانخفضت إلى 14% والفائدة السوقية كانت في حدود 34%.. 35%، فأصبحت تتراوح ما بين 8%، 9%، 7% .وهذا جعل نسبة النمو الاقتصادي في تركيا تصل إلى 8% في السنوات الثلاث الأخيرة الأمر الذي جلب الاستقرار. وإلى جانب ذلك قال أن هدفهم لهذا العام (2005) هو الوصول إلى نسبة 5% مؤكداً "وسنحققه أيضا بنفس الشكل". أما حجم الديون فقد كان 91% فتم خفضه إلى ما يُشكل نسبة 63.4% فقط من الناتج القومي الإجمالي. أما صادرات تركيا فقد وصلت إلى مستوى تفوق فيه الاثنين وسبعين مليار دولار وأصبح حجم التجاره الخارجية في حدود مائة وخمسة وتسعين مليار دولار. وفي السياحة حققت حكومته انطلاقات هائلة، فقد كان عدد السياح الذين يفدون إلى تركيا - عند تولي حزب العدالة والتنمية الحكم - حوالي تسع ملايين سائح، أما الآن فقد فاق عدد السياح القادمين إلى تركيا العشرين مليون سائح سنويا وباتت القدرة الاستيعابية للأسرّة السياحية عاجزة عن تلبية الحاجة وأصبحت تركيا دولة معروفة باستقرارها وموثق بها عالميا.
وفي نفس الوقت – يؤكد أردوغان – أن تركيا دخلت في استثمارات جادة سواء في البُنى التحتية أو الفوقية، في التعليم والصحة والمواصلات والإسكان الجماعي.. يقول:حيث بلغ عدد المساكن الجاهزة التي شرعنا في بنائها منذ ثلاث سنوات وحتى نهاية هذا العام مائة وخمسين آلف مسكن وسيكون عدد المساكن المُسلّمة فعليا لمستحقيها حتى نهاية العام ستة وخمسين آلف مسكن وحققنا ذلك عن طريق مؤسسة تابعة لرئاسة الوزراء تُمكن المواطن من الحصول على مسكن مناسب بدفع ثمنه على أقساط شهرية بدون فوائد تتراوح مدتها ما بين عشر.. خمسة عشر.. عشرين سنة" ويضيف "وهذه الإنجازات أدت إلى انتعاش جاد في السوق، أما أسعار العقارات التركية فقد شهدت ارتفاعا كبيرا ومع ذلك نحن نبيعها بسعر رخيص عن طريق إدارة الإسكان الجماعي".
لقد حقق حزب أردوغان إنجازات كبيرة، وأكثر مما وعد به ناخبيه في برنامجه الانتخابي، وهو في كل لحظة يمكنه أن يقدم جردة حساب بما تم تحقيقه، وفي كل شهر تقوم أجهزة متخصصة في حكومته بإجراء استطلاعات للرأي العام. حول أداء الحكومة وتأييد الشعب لها. وارتفعت نسبة التأييد لحزب العدالة من 60% من أصوات الناخبين عام 2002 إلى 75 % في انتخابات 2006.
لعلنا ندرك تماماً أن المقارنة مع تركيا، مقارنة غير سوية، لكنني كنت بحاجة إليها، استدلالا لاحترام الحكومات لشعوبها. ومع أن ما أنجزته حكومة أردوغان على أرض الواقع كان يفوق وعود حزبه الانتخابية، فقد كان ذلك يغني عن تقديمه جردة حساب لشعبه، ومع ذلك فقد فعل وأعتبرها فرصة جيدة للحديث عن ذلك.
حاجتي لتلك المقارنة تجعلنا نؤمن أن شيء ما يجب القيام به، لتصحيح هذا الخطأ. فلا يمكن لنا على الدوام أن نظل هكذا مجرد آذان تستمع للوعود، ثم نؤمن آلياً أن تنفيذها على الواقع أمر صعب..!! بل مستحيل..!! لماذا لا يكون من حقي – كمواطن أمتلك صوتاً إنتخابياً على الأقل - أن استمع إلى ما تحقق أو لم يتحقق من نتائج وإن كانت جزئية؟
عامان مرا على وعود مختومة ومعمدة بالتأكيد الرئاسي: أنها ليست مجرد وعود انتخابية. فهل يمكن أن نتقبل أن لا تكون هناك حتى نسبة معينة على الأقل يتم الحديث عن تحقيقها من تلك الوعود؟ هل مثل هذا يعد كثير؟
حسناً هناك أمر آخر: إن لم يكن بمقدور الرئيس أو حزبه الحاكم تحقيق أي نسبة على الأرض من تلك الوعود.. فعليهم أن يبدو احترامهم لنا على الأقل..!! لماذا لا يجب عليهم أن يتخلوا – في المستقبل - عن التعامل معنا كأغبياء، أو كعاجزين لا يمكننا القيام بشيء أكثر من الصمت، حينما تتضح لنا الصورة السوداء..؟! لماذا علينا أن لا نتسائل: لماذا وقف رئيس الجمهورية في أحد مهرجاناته الانتخابية، ووعد بتوظيفنا والقضاء على فقرنا خلال عامين فقط.. ثم وبعد مرورهما، لم يعرنا أي انتباه..!! سواء بالاعتذار، أو بتوضيح الحقيقة؟؟
لماذا لا أعتبر تلك إهانة وعدم احترام؟ خصوصاً وأن الأمر تكرر ويتكرر من وقت إلى آخر..!!
* وعود مكررة:
في أحد مهرجاناته الانتخابية بتاريخ 7 سبتمبر 2006 وقف الرئيس على المنصة أمام أبناء محافظة المهرة. بارك لهم ما تحقق من مشاريع ووعدهم بالمزيد القريب.. قال لهم: " أبارك لكم يا أبناء المهرة بكل ما تحقق على أيدي الشرفاء من أبناء المحافظة والمسؤلين المخلصين"
كان عليه أن يكتفي بالماضي، وهو أمر كان سيغنيه التعميم الوارد في خطابه.. فلماذا قرر الحديث عن المستقبل، بكيل الوعود الكبيرة..؟ لماذا أضاف قائلاً: "..أبارك لكم وأهنئكم بما سوف يتحقق إنشاء الله في المستقبل، سنبدأ بالسكة الحديد من هنا من المهرة التي ستربط الساحل إلى جانب الخط الإسفلتي الساحلي من ميدي إلى حوف ويتحقق هذا الحلم ، والمناقصات جارية لانجاز سكة حديد لنقل البضائع والمسافرين وستكون تكلفتها اخف علينا.. ". ربما كان ذلك أيضا يكفي.. فلماذا قرر أن يزيد من أعباء تلك الوعود بربطها – كسابقاتها – بالقول: "..وسيقول قائل هذه دعاية انتخابية ، وأنا عمري ما عملت دعاية انتخابية ، أتكلم وعندما أعد بشيء أنفذه"...!!
بل حسناً: لم ينفذ ذلك حتى الآن، فلماذا ليس عليه أن يقدم تبريرات بذلك؟!!
لا يريد أحد أن يقول أن الرئيس كان يكذب على شعبه.. فربما قالها صادقاً.. لكن لماذا لا يحافظ على صدقه بتقديم المبررات التي أعاقت التنفيذ حتى الآن؟ كان أقل ما يجب القيام به، كدبلوماسية تعفيه من التهمة، على الأقل هو: أن يحيل المنفذين، أو المسئولين عن تلك المشاريع، إلى التحقيق أو أقالتهم..!! لم يتم شيء يمكن أن نشعر معه أنه كان في ذلك اليوم يتحدث إلينا بصدق ومسئولية..!!
هل نحن شعب عاجز بالفعل، حتى يتم التعامل معنا بتلك الطريقة؟ أم أننا متوحشون وتبرز أسنانا المخيفة في فترات محددة فقط..؟!
في خطاباته الانتخابية وغيرها، قدم الرئيس وعوداً كثيرة جداً لم تنفذ حتى اليوم. لكننا هنا أردنا توخي الحذر والتركيز على تلك الوعود التي كان يعمدها بحديثه عن الصدق والمصداقية بعيداً عن الدغدغة والدعايات الانتخابية.
* وعود كثيرة تجاوزت الحدود:
لا نريد أن نكون قساة على رئيسنا ونتهمه انه يقول مالا يفعل..!! حتى وإن كانت أقواله تلك تتعدى الفعل الإنتخابي، فنحن أيضاً لا نريد أن نصطاد وعوده لنثبت أنه يتأثر فقط بالحدث..!! لا نريد أن نقول أن وعوده غير المتحققة تجاوزت بلادنا إلى إقليمنا العربي..!!
على سبيل المثال: ليس من المهم أن نذكر أنه ذات يوم – قبل دخول الحملة الانتخابية سبتمبر 2006 زمنها المحدد – كان قد وعد ببناء ضاحية بيروت الجنوبية التي قصفتها الآلة العسكرية الصهيونية أثناء حربها على لبنان، وأن ما وعد به لم يتحقق حتى الآن..!! وأن استياء ما بدأ يظهر إزاء ذلك، خصوصاً وأن البجرين كانت مستعدة للقيام بذلك لولا أن الرئيس سبقها وأعلن..!!
وماذا عن الألفين دولار التي وعد بصرفها لحارس مرمى منتخبنا الوطني لكرة القدم في دورة الخليج – ربما الدورة السابع عشرة قبل عامين تقريباً – حينما أصيب الحارس إصابة بالغة، وأعلنت الصحافة الرسمية تبرع الرئيس بالمبلغ لعلاجه..!! أكد لي أحدهم أن الحارس المصاب أكد في مقابلة صحفية لأحدى الصحف الخليجية قبل أيام بأن المبلغ لم يصرف له حتى اليوم..!!
من شأن ذلك أن يجعلنا نتسائل لنتأكد فقط: هل تم تسليم مزرعته – في الحديدة – للأيتام؟ بعد أن كان أعلن في أحد المهرجانات الخاصة باليتيم تبرعه بها لصالحهم؟!
قد تبدوا تلك القضايا غير طبيعية.. وهو ما يجعلنا نحسن الظن ونعتقد أن الرئيس ليس هو السبب الرئيسي وراء كل ما يحدث. فليس هناك من رئيس يحب أن يفقد ثقة الشعب به عمداً..!! ربما يمكن أن نعزو كل ذلك لعدم وجود نظام حقيقي فعال يجب أن يتعامل معه رئيس الجمهورية..!! إذ في الأنظمة الفعالة، ليس على الرئيس أن يتابع كل شيء ويقوم بنفسه بكل شيء..!! كان يجب على الموظفين من حوله أن يقوموا بذلك على أكمل وجه. وهم كثير ويستلمون مخصصات مالية كبيرة ويحصلون على امتيازات هائلة ربما لا يحصل عليها الموظفون لدى الرئيس الأمريكي نفسه..!!
إلى هنا يكفي.. على أن الرئيس يجب عليه أن يبرر لنا ما يحدث لوعوده..!! لماذا تتبخر سريعاً؟ على الأقل يظل لزاماً عليه أن يقنعنا بعمل شيء ما. مثلاً أن يقرر تغيير طاقمه المقرب إن أراد حقاً أن يستعيد ثقتنا. عل ذلك سيساعدنا على مواصلة أحلامنا حينما نستمع إلى خطاباته ووعوده القادمة.