ونقلت صحيفة جيروزالم بوست عن دبلوماسي إسرائيلي وصفته بأنه رفيع المستوى قوله "لن يكون لتركيا مكان في مفاوضات أو مناقشات السلام طالما أن أردوغان هو رئيس وزراء البلاد"، مضيفا أنه لم يعد (أردوغان) بعد اليوم شريكاً دبلوماسياً جديراً بالثقة.
وتابع قائلا إن "السبب ليس أنه انتقد إسرائيل، فدول أخرى مثل فرنسا تنتقد إسرائيل عندما ترى ذلك مناسباً، ولكن أردوغان أطلق اتهاماً بعد اتهام وبذل ما في وسعه ليعبر عن قلة الاحترام بما في ذلك التلفظ بأكاذيب، وقد تمادى إلى درجة أنه أهان رئيس دولة إسرائيل".
أميركا فقط
ووفقا للدبلوماسي الإسرائيلي فإن الوحيدين الذين بإمكانهم أن يلعبوا دور الوسطاء الموثوقين هم الأميركيون في ظل الرئيس باراك أوباما, أو نظرياً الجانب الأوروبي.
وخلال نقاش أثناء المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس (سويسرا)، انسحب أردوغان غاضبا بعدما احتج على عدم إعطائه الوقت الكافي للرد على الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز, وأدان تصفيق جانب من الحضور على كلمة بيريز التي تحدث فيها عن الحرب على غزة بوصفها حربا مشروعة وأخلاقية.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية اليوم عن السفير الإسرائيلي في أنقرة غابي ليفي قوله إنه يعمل مع السلطات التركية على إصلاح العلاقات.
وفي تصريحات للإذاعة الإسرائيلية أيضا اليوم, قالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إنه يتعين على تركيا اتخاذ موقف صارم تجاه حركة حماس وإيران.
وأضافت أنه "يجب تذكّر أنه بعدما تولت حماس السلطة كانت تركيا أول دولة تدعوها لزيارتها, لذلك نجد أنفسنا نتمتع بعلاقة مهمة ولكن أيضا في خلاف بشأن كيفية التصرف إقليميا".
وبشأن إيران اعتبرت ليفني المرشحة لخلافة رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت في الانتخابات الإسرائيلية المقررة الأسبوع المقبل, أن دولا أخرى بالمنطقة "تدرك أن إيران هي مشكلة الجميع، وأنه ينبغي اتخاذ خطوات لحرمانها من امتلاك وسائل صنع قنبلة ذرية".
تركيا وأوروبا
وفي غضون ذلك نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مسؤولين أوروبيين قولهم إن مواقف أردوغان بما فيها انسحابه غاضبا من منتدى دافوس بعد مشادة مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز, حدّت من فرص انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقالت إن دبلوماسيين رفيعي المستوى في الاتحاد وجهوا انتقادات لاذعة لرئيس الوزراء التركي بسبب مواقفه وتصريحاته المنددة بالحرب التي شنتها إسرائيل على غزة وتأييده لحركة حماس، على حد تعبير هذه المصادر.
ووفقا للصحيفة التي استندت في تقريرها إلى الخارجية الإسرائيلية, فإن هؤلاء المسؤولين الأوروبيين قالوا إن أردوغان يريد أن يكون جزءاً من الاتحاد الأوروبي, ولكن عليه اليوم أن يتغاضى عن ذلك.
وحسب قولهم أيضا فإن تصرف أردوغان في منتدى دافوس قد يقضي على فرص دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي