الرئيسية / طب وصحة / هل يسبب "كورونا" العجز الجنسي؟.. أطباء يجيبون
هل يسبب "كورونا" العجز الجنسي؟.. أطباء يجيبون

هل يسبب "كورونا" العجز الجنسي؟.. أطباء يجيبون

10 يوليو 2020 10:27 مساء (يمن برس)

شهدت الفترة الماضية تداول آراء الكثيرين حول تأثيرات أعراض كورونا المستجد (كوفيد-19) على المرضى حاملي الفيروس بعد تعافيهم منه، خصوصاً بعد ملاحظة أطباء في مدينة ووهان الصينية وجود تأثيرات سلبية تتعلق بالقدرة الجنسية والتناسلية، والإصابة بالعُقم لبعض المتعافين.

وأكد أطباء لصحيفة «الرؤية» أن هذا الأمر لا يمكن الجزم بصحته أو خطئه إلا بعد عدة أشهر، عندما تقل حدة انتشار الفيروس ويبدأ إجراء الدراسات على تأثيراته على مختلف الوظائف الحيوية للجسم ومن بينها القدرة الجنسية والتناسلية.

وأشاروا إلى أن أعراض الفيروس عموماً، المتمثلة في الارتفاع الكبير في درجة الحرارة تؤثر سلباً على قدرة الخصيتين على إنتاج الحيوانات المنوية، كما أن نقص الأكسجين الذي يسببه ضيق التنفس والالتهاب الرئوي يؤثران بشدة على هذه العملية الحيوية.

ومن جانبه، قال زميل كلية الجراحين الملكية بإدنبره واختصاصي جراحة المسالك البولية والتناسلية في دبي الدكتور نبيل متري، إن الحديث في هذا الأمر بالجزم بالصحة أو الخطأ سابق لأوانه، ولن يتم التأكد من هذه المشكلة المتعلقة بالخصوبة إلا بإجراء دراسات علمية كافية وهذا يستغرق بعض الوقت.

وأضاف أن ارتفاع درجة حرارة الجسم عن معدلها الطبيعي (37) درجة تضعف عملية إنتاج الحيوانات المنوية، لافتاً إلى تساؤل أهم: هل هذا التأثير لفترة محدودة ويعود المتعافون إلى طبيعتهم بعد مدة زمنية أم تستمر المعاناة لوقت طويل؟

وأشار إلى أن الدوالي والشرايين تنقل درجة حرارة الجسم إلى الخصيتين لترتفع درجة حرارتهما، رغم أن الطبيعي هو بقاء حرارة الخصيتين عند مقياس (35) درجة، أي أقل من درجة حرارة الجسم العادية بدرجتين، لذلك التكوين التشريحي لجسم الرجل جعل الخصيتين خارج الجسم لتبقى درجة حرارتهما منخفضة.

وأوضح متري أن الخصيتين حساستان للغاية، لذلك نقص الأكسجين في الجسم الناتج عن مضاعفات الإصابة بكوفيد-19 قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية كبيرة على إنتاج الحيوانات المنوية، آملاً في عدم حدوث مضاعفات تؤثر على القدرة الإنجابية، وأن تكون التأثيرات محدودة ومتلاشية مثل الأوبئة السابقة (سارس، وإنفلونزا الطيور، والخنازير، والإنفلونزا الآسيوية وغيرها).

ولفت إلى وجود العديد من الأسباب لعدم قدرة الخصيتين على إنتاج الحيوانات المنوية، منها المناعة الذاتية المضادة التي تنبع من داخل جسم الإنسان لتقاوم الجسم نفسه، والتهابات مجرى الحيوانات المنوية التي تمنع انطلاقها خارج الجسم، والخصية الملتفة التي تصيب الأطفال ومتوسطي العمر، وهي حالة تلتف فيها الخصية باتجاه البطن وتؤدي لانقطاع الدم والأكسجين عنها.

وتابع أن هذه الحالة تستدعي تدخلاً جراحياً فورياً لإنقاذ الخصية، وفي بعض الأحيان لا يمكن ويصيبها التليف، كما تؤدي التهابات الغدة النكافية أيضاً إلى ضعف إنتاج الحيوانات المنوية.

ومن جهته، قال استشاري المسالك البولية الدكتور محمد العوضي، إنه لا يمكن إثبات تأثير درجات ارتفاع درجة حرارة الجسم على الصحة الإنجابية لدى المتعافين من الإصابة بكورونا، وأن حالات ضمور الخصيتين معروفة وليس من بينها درجات الحرارة في حالات الحمى، بل درجات الحرارة المرتفعة بشدة.

وأضاف أن المصابين بالفيروس المستجد يتناولون علاج الأعراض مثل خافضات الحرارة، ما يساهم في عودة قياسات الحرارة إلى معدلاتها الطبيعية.

وأفاد بأن الله خلق الوضع التشريحي لجسم الإنسان ليناسب ظروف الحياة ويتكيف مع الأمراض والمتغيرات، فمثلاً في فصل الصيف تبتعد الخصيتان عن جسم الإنسان وتتمددان بفعل الحرارة لكي تبتعدا عن الجسم ولا تتأثرا بحرارته، ويحدث العكس في فصل الشتاء وتنكمشان وتقتربان من الجسم، لتحافظا على معدلات الحرارة القريبة من المعدل الطبيعي لهما.

وأوضح العوضي أن هذه التأثيرات المزعومة قد تكون لفترة بسيطة أو مؤقتة ثم تزول، ولا يجب النظر باهتمام إلى كل الأوراق البحثية التي تنشر حالياً حول التبعات المستقبلية للإصابة بالفيروس على حياة المتعافين، لأنه فيروس مستجد ويحتاج كثيراً من الوقت لدراسة كل الإشكاليات المتعلقة به.

شارك الخبر