وكان عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال قال في تصريحات للجزيرة أمس إن ما ذهب إليه مشعل هو إنشاء إطار وطني فلسطيني يضم القوى المستبعدة من منظمة التحرير الفلسطينية.
وأكد أن مشعل لم يقل إن هذه المرجعية ستكون بديلا عن المنظمة أو إنها "ستذهب إلى الجامعة العربية لتطلب اعترافا بها".
وقال القدومي في تصريحات للجزيرة من عمان إن "ما قدمه الأخوة في حماس مقبول"، مشيرا إلى أن ما تعنيه حماس هو إنشاء تحالفات، وهو ما يتطلب إزالة سوء التفاهم من الساحة الفلسطينية "إلا إذا كانت هناك نوايا معينة لتحوير الحديث إلى أشياء أخرى".
وكان نزال قال إن "القوى المستبعدة من منظمة التحرير التي لا يراد أن تشارك في المنظمة ستقيم إطارا وطنيا فلسطينيا لها يدخله من يقتنع ببرنامجها وخطها السياسي يعمل بمعزل عن منظمة التحرير" ولكن ليس على قاعدة البديل لها.
وفي هذا الإطار أوضح القدومي أنه ما دامت هناك بالفعل منظمات خارج منظمة التحرير "فلا بد من مجلس وطني يعقد بأسرع ما يمكن وتدخله هذه المنظمات" ويكون لها برنامج عمل سياسي معين، طالما أنها ليست بديلا وإنما تحالفات.
اتفاق القاهرة
من ناحية أخرى نفى القدومي ما ذكره نزال بأن حركة فتح كانت وراء عدم اجتماع لجنة شكلت بعد اجتماعات القاهرة لدراسة إعادة تشكيل أو صياغة منظمة التحرير الفلسطينية بناء على اتفاق تم عام 2005، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية هي التي ألغت الاتفاق الذي عقد في مارس/آذار من ذلك العام.
وأوضح أن موقف السلطة ذاك عائد للخلافات بينها وبين حركة حماس في غزة والتي لم يكن عليها أن تدخل الانتخابات، لأن دخولها -حسب رأيه- معناه دخول أوسلو والاعتراف بالشروط الثلاثة التي تضعها إسرائيل وهي الاعتراف بها وبالاتفاقات المعقودة ووقف المقاومة.
وقال بما أن حركة حماس ترفض هذه الاعترافات بينما تقرها السلطة فقد أصبح هناك خلاف بينهما لأن عدم اعتراف حماس يمنعها من دخول السلطة الفلسطينية.
وكان رئيس كتلة فتح بالمجلس التشريعي عزام الأحمد هاجم خالد مشعل على خلفية تصريحاته بشأن البحث عن مرجعية جديدة.
كما دعا المجلس الوطني الفلسطيني إلى اعتبار ما جاء على لسان مشعل "مؤامرة".
وأكد المجلس في بيان أصدره في نهاية اجتماع عقده السبت بعمان أن المجتمعين يؤكدون "رفضهم التام لما أعلنه مشعل واستنكارهم لهذا الانقلاب على منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني"، وأن "هذه المؤامرة مخطط ومبيت لها منذ زمن".
ويشار إلى أن عدة فصائل فلسطينية أكدت أنها مع تفعيل المنظمة وإصلاحها، معتبرة أن المنظمة تبقى كيانا وطنيا جامعا وموحدا للشعب الفلسطيني.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال الجمعة -في مؤتمر صحفي مع رئيس جمهورية سلوفينيا دانيلو تورك في رام الله بالضفة الغربية- إن مساعي حماس وفصائل أخرى لإنشاء مرجعية بديلة للمنظمة "ستبوء بالفشل ولن تتحقق أبدا"، معتبرا تصريحات مشعل بهذا الخصوص "لعبا في الوقت الضائع".