توصلت دراسة حديثة إلى أن فيروس كورونا قد يتسبب في تلف الدماغ فيما يصل إلى ستة من كل 10 مرضى بحالات خطيرة من "كوفيد-19" في المستشفى.
ونظر باحثون بريطانيون إلى 125 شخصا تم نقلهم إلى المستشفى في ذروة أزمة المملكة المتحدة في أبريل، لكنهم اعترفوا بأن المرضى تم اختيارهم من قبل الأطباء ومن المحتمل أن يكونوا من أكثر المصابين بأمراض شديدة.
وعانى 62% منهم من السكتة الدماغية أثناء إقامتهم في المستشفى، بينما أصيب ثلثهم تقريبا بالذهان أو بأعراض تشبه الخرف.
ويعترف علماء من جامعات ليفربول وساوثهامبتون ونيوكاسل وكلية لندن الجامعية بأن دراستهم صغيرة للغاية بحيث لا يمكنهم استخلاص نتائج مؤكدة.
لكنهم يقولون إنها توفر "صورة" عن الضرر العصبي الأقل شهرة الذي قد تسببه عدوى الجهاز التنفسي.
ويتعرض ما يصل إلى ثلث الأشخاص الذين يصابون بمرض شديد بفيروس كورونا، بجلطات دموية خطيرة، والتي يمكن أن تؤدي إلى سكتات دماغية قاتلة إذا هاجرت إلى الدماغ وقطعت إمداد الدم.
ويكافح العلماء لتحديد سبب تشكل الجلطات بالضبط، ولكن يُعتقد أنها ناتجة عن التهاب شديد ناتج من عدوى "كوفيد-19".
ويعتقد أن هذا الالتهاب في الشرايين الرئيسية المؤدية إلى الدماغ هو السبب وراء المشاكل النفسية التي يعاني منها بعض المرضى.
ووجدت أحدث دراسة نُشرت في مجلة "لانسيت" للطب النفسي أن أكثر تلف الدماغ شيوعا هو السكتة الدماغية التي تم الإبلاغ عنها في 77 من أصل 125 مريضا (62 %).
ومن بين هؤلاء، أصيب 57 مريضا بسكتة دماغية بسبب جلطة دموية في الدماغ، تُعرف بالسكتة الإقفارية، وأصيب 9 مرضى بسكتة دماغية بسبب نزيف في الدماغ.
كما أصيب أحد المرضى بسكتة دماغية بسبب التهاب في الأوعية الدموية في الدماغ.
وكانت بيانات العمر متاحة لـ 74 من المرضى الذين أصيبوا بسكتة دماغية وغالبيتهم فوق سن 60 عاما (82%).
في غضون ذلك، أظهر 39 مريضا علامات ارتباك أو تغيرات في السلوك تعكس حالة عقلية متغيرة.
وكان 9 مرضى يعانون من اختلال وظيفي غير محدد في الدماغ، والمعروف باسم اعتلال الدماغ، وكان 7 مرضى يعانون من التهاب في الدماغ.
ووقع تشخيص المرضى الثلاثة والعشرين المتبقين، الذين يعانون من حالة عقلية متغيرة، مع حالات نفسية. واثنين فقط من هؤلاء المرضى كانوا يعانون من مشكلة في الصحة العقلية قبل دخولهم المستشفى مع "كوفيد-19".
لكن الباحثين يقولون إنهم لا يستطيعون استبعاد احتمال أن هؤلاء الأشخاص كانوا يعيشون في ظروف غير مشخصة مسبقا.
وقال الباحث بنديكت مايكل من جامعة ليفربول الذي شارك في قيادة الدراسة إن من المهم ملاحظة أن هذه الدراسة ركزت على الحالات الشديدة.
وأوضح مايكل أن النتائج التي توصلوا إليها هي خطوة مبكرة مهمة نحو تحديد تأثير "كوفيد-19" على المخ. وأشار: "نحتاج حاليا إلى دراسات تفصيلية لفهم الآليات البيولوجية المحتملة... حتى نتمكن من استكشاف العلاجات الممكنة".