في عنبر مستشفى بالعراق يحمل الطبيب علي سلام عبد الله ومريض مبتسم كيس دم كبير مليء بالسائل الأصفر الذي يأمل أن يساعد في تجاوز الأزمة وخفض معدل الوفيات الناجمة عن مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد في البلاد.
وهذا السائل هو بلازما دم استُخرجت من مريض، بكوفيد-19، تعافى حديثا ويُعتقد أنها غنية بالأجسام المضادة التي يستخدمها الطبيب إخصائي المناعة، عبد الله، وفريقه في مدينة البصرة بجنوب العراق في علاج حالات كوفيد-19 الحرجة منذ شهر أبريل نيسان.
ويأمل عبد الله الآن أن يحصل على دعم وزارة الصحة لاستخدام البلازما كعلاج عام قبل أن تتحول حالة المريض لما يهدد حياته، لكنه يقول إنه يواجه نقصا في عدد المتبرعين بالبلازما.
وقال ”يتطوع ثلاثة في المئة فقط من بين كل المرضى المتعافين، وهم المتبرعون المؤهلون... لو جاء نصف المرضى المتعافين سيكون لدينا بلازما تكفي لعلاج المرضى في البصرة حتى نهاية السنة“.
ومع أن فعالية البلازما كعلاج لفيروس كورونا ما زالت غير واضحة فإن وزارة الصحة تسمح بجمعها في بنوك الدم واستخدامها في ظل ظروف معينة، بينما تعمل صناعة الدواء العالمية على تطوير علاجات قائمة على الأجسام المضادة.
وعبد الله على قناعة بأن البلازما تساعد المرضى، الذين يعانون من ضعف الأجهزة المناعية، في محاربة الفيروس. ولتعويض نقص المتبرعين فإنه يستخدم آلة استبدال البلازما التي تحقن سوائل بديلة لزيادة ما يُستخرج من كل مريض من 400 ملليمتر إلى 3000 ملليمتر.
ويقول إنه بمجرد أن يتوفر لديه العدد الكافي من المتبرعين فإنه سيعود لمستويات الاستخراج القياسية، لكنه في الوقت الحالي ومع استمرار تفشي وباء كوفيد-19 في العراق ملتزم باستخراج العائد الأعلى.
ويأمل الطبيب العراقي في أن يتم فحص منهجه في نهاية المطاف واعتماده في الخارج.
وقال المتبرع باسم جاسم قبل التقاط صورة له مع كيس البلازما الكبير المستخرج منه ”أنصح الناس بالمجيء والتبرع. أكثر الناس خائفة، لا أعرف لماذا؟“.
وأضاف ”يأخذوه منا ويستبدلوه بسائل بديل. شيء طبيعي“.
وتفيد أرقام وزارة الصحة العراقية أن عدد وفيات كوفيد-19 يتجاوز 1250 حالة بينما يقدر عدد المصابين بأكثر من 34500 مصاب.
ولم يتسن الوصول للمتحدث باسم وزارة الصحة على الفور للتعليق على هذا الموضوع.