الرئيسية / شؤون محلية / خلية أولمرت اليمنية فشلت في إحياء حفلات فنية فأصبحت عميلة لإسرائيل
خلية أولمرت اليمنية فشلت في إحياء حفلات فنية فأصبحت عميلة لإسرائيل

خلية أولمرت اليمنية فشلت في إحياء حفلات فنية فأصبحت عميلة لإسرائيل

31 يناير 2009 09:47 مساء (يمن برس)
في قضية تشكيل جماعة إرهابية تابعة للقاعدة تتواصل مع إسرائيل وتتخابر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي تختلط المأساة بالملهاة ولولا أن في هذه الأسطر تختلط دموع أم ولهفة زوجة وشوق طفل ومعاناة بشر كانوا يحاولون الخروج من عنق زجاجة الفقر لكانت تفاصيلها تحمل مشاهد في قمة الكوميديا التي يعجز عن ابتكارها أرباب الفن الساخر. مع كثرة القضايا التي يتلوث بها اسم رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت فإن أولمرت ربما لا يعرف أن لاسمه دوراً بارزاً في قضية منظورة أمام المحكمة الجزائية المتخصصة ببلادنا «محكمة أمن الدولة» يحاكم فيها ثلاثة شبان بتهم متفاوتة لدرجة تثير الغرابة ففي الوقت الذي يتهمون فيه بتأسيس جماعة إرهابية وبث الذعر في أوساط المجتمع من خلال تهديد السفارات والشخصيات المهمة فإنهم في ذات الوقت متهمون بالتخابر لصالح دولة معادية اسمها إسرائيل! تخيل أن تخرج من بيتك برفقة ضباط مؤدبين بعد أن تعطرت ولبست ملابسك الجيدة ثم اتصلت بأحد أصدقائك من مرافقي الرئيس الشخصيين لتقول له هناك أشخاص من البحث الجنائي يطلبون ذهابي فيجيب عليك صديقك «روح معاهم.. لا تخاف» وتتخيل أنت أن الأمر مجرد إجراءات شكلية قبل أن يقوم المقربون من ترتيب لقاء يجمع بين فقرك وبين ثراء رئيس الجمهورية وأنت تتخيل أنكما ستكونان طرفين في معادلة يكون ناتجها الفرق بينكما مع إشارة الأغنى.. لطالما كنت تخطط لهذا اللقاء وتحمل عليه الكثير من الآمال والأحلام التي تثقل كاهل الحقيقة فضلا عن الخيال، وبينما أنت مستعد للإجراءات الشكلية التي ستقربك من الرئيس زلفى تكتشف فجأة أنك صرت أبعد من عين الشمس وأنك لن تحرم من لقاء الرئيس فقط.. بل أنت منذ الآن محروم من العودة إلى منزلك.. من ملاعبة طفلك.. من دفء زوجتك.. وبعيد عن أمك التي أرهقها الضغط وهدتها جلطة مفاجئة بعد ولادة صعبة وغياب قاس. هذا ما حدث للشاب بسام عبد الله الحيدري الذي صرح الرئيس في واحدة من قفزاته على القضاء بأنه والأجهزة الأمنية قد اكتشفوا خلية إرهابية وهذه الخلية تتواصل مع إسرائيل.. كم نكره إسرائيل ونتمنى لو أنها اختفت قبل مساء هذا اليوم وعاد كل يهودي إلى بلاده.. وكم هو مرعب أن يكون من بيننا جواسيس لصالح هذا الكيان اللقيط المسمى إسرائيل.. لو حدث ذلك فإن اثنين وعشرين مليون يطحنهم الفقر والجهل والمرض لن يتأخروا في أن ينتقموا من العملاء.. سينتهون بين أيدي الناس كما لو كانوا غبارا لأن مخزون الكراهية في قلوبنا لإسرائيل يجد تغذية يومية كلما ذكر اسم إسرائيل مقرونا بوحشيتها وقلة حظها من احترام حقوق الإنسان، لا أحد يتصور أبدا أن يكون لإسرائيل أصدقاء في بلادنا البعيدة عن أطماع العدو الآنية لا من مستوى بسام الشاب الفقير سائق التاكسي ولا من مستوى ضباط في الجيش لا تصل إليهم كلابش الأمن ولا عدسات القنوات الفضائية التي تتسابق لتصور لحظات ضعف أبناء الفقراء دونما اعتبار للعوامل الإنسانية التي تحيط بالضحايا وأحيانا تساعد على تشويه سمعتهم مع سبق الإصرار والترصد كأن يقول مراسل إحدى القنوات «العربية»لزوجة أحد المتهمين»قولي أنه يعاني من أوهام وجنون العظمة» وحين ترفض أن تشارك في تلويث سمعة زوجها يعود نفس المراسل للاتصال بعم المتهم ليطلب منه أن يأتي لتصوير لقاء معه ويعرض عليه مبالغ مالية ربما من أجل أن يقول ما لم تقله زوجة المتهم ! ربما كان المتهمون يحتاجون لمقدار أكبر من الذكاء ليتمكنوا من مرافقة المقربين من الرئيس ويحصلوا على فرص للثراء والشهرة بعيدا عن محكمة أمن الدولة. يقول المحامي أمين الربيعي الذي يترافع عن المتهمين الأول والثاني في هذه القضية أنه من السهولة بمكان لكل من يطلع على ملف القضية أن يكتشف التناقض الواضح بين النصوص التي تزعم النيابة أنها رسالة من المتهمين لرئيس الوزراء الإسرائيلي حيث يأتي نص الرسالة في كل مرة مختلفا عن المرة الأخرى ما يدل على عدم وجود هذه الرسالة حيث لو كانت موجودة لكان لها نص واحد تذكر به في كل مرة، ولكان هناك صور منها أو أدلة مادية على وجودها، ويضيف في هذا الصدد سنطالب بتكليف خبراء تقنيين لتفحص هذه التهمة والاطلاع على الإيميلات التي تدعي النيابة أن المتهمين استخدموها لعرض خدماتهم على إسرائيل، مؤكدا أنه لن يكون هناك أي دليل مادي على وجود أي مستوى من مستويات التخابر، وقال الربيعي بالعكس فإن موكلي شباب بسطاء تواصلوا مع نافذين ومقربين من الرئيس بغرض الحصول على فرصة عمل، فكان العمل هو فبركة اكتشاف خلية إرهابية أودت بهم إلى السجن بتهمة الإرهاب وتشويه سمعتهم عن طريق توجيه الاتهام لهم مبكرا بواسطة تصريحات رئيس الجمهورية الأمر الذي يعاني منه المتهمون وأقاربهم الذين يتعرضون لضغوط نفسية هائلة وبشكل متواصل، منذ أن صرح الرئيس بأنه اكتشف عناصر لها صلة بإسرائيل، وقال المحامي الربيعي بأنه من المهم أن يعرف الناس وبالذات المعنيين أن تصريحات الرئيس لا تعتبر أدلة إثبات، لأنها ليست مبنية على حكم قضائي بقدر ما هي مبنية على تحقيقات أولية ومعلومات مغلوطة، وقال أتمنى أن تتم محاكمة موكلي بعيدا عن تصريحات الرئيس، وقال إذا كانت تصريحات رئيس الجمهورية مسيطرة على أجواء المحكمة كما سيطرت على كثير من الأجهزة المعنية فإنها ستؤدي إلى تكوين أحكام بعيدة عن روح العدالة. الرئيس يتهم بسام بينما كانت حضرموت تئن من جراحها بفعل السيول التي دمرت بنيتها التحتية كان الرئيس يبشر أهلها بأنه اكتشف خلية إرهابية لها صلة بإسرائيل ومنذ أن خطب الرئيس خطبة الاكتشاف والصحافة بمختلف اتجاهاتها وميولها تنتظر أن تكشف خيوط القضية لتبدأ تحقيقها العلني، وهناك من النخبة السياسية من فوجئ بالخبر ووقع عليه كالصاعقة وسارع ليتصل ببعض أصدقائه «الكبار» ليطمئن عليهم.. هؤلاء فقط هم الذين لم يرهقهم الانتظار، لأنهم عرفوا مبكرا أن المعركة بين الرئيس وإسرائيل ستكون هزلية لا تقدم شيئا للقضية، بقدر ما تحط من مستوى كرامة خط الدفاع عن كرامة الأمة كفيلم «ليلة سقوط بغداد» في هذه القضية ثلاثة متهمين أبرزهم بسام الذي ولد في مدينة عدن 1982م لأبوين يمنيين لم يلبثا أن انتقلا إلى مدينة صنعاء ليعمل والده في تخصص طبي نادر في إعداد الأشعة الطبية وإلى جوار بسام عشرة أشقاء من الذكور والإناث أغلبهم لا ينطقون ولا يسمعون «صم وبكم».. من حدة إلى السجن درس بسام الابتدائية في مدرسة آزال حدة ثم انتقل لدراسة الثانوية في مدرسة الشعب ثم الصيدلة في المعهد الصحي بصنعاء، ثم عمل مع المرحوم محفوظ سالم شماخ الذي كان يعتمد عليه في إنجاز بعض المعاملات التجارية، وبعد وفاة شماخ خرج بسام من المنزل الذي كان يسكنه ليسكن في شقة بمنزل والد زوجته، وعاد للعمل في عيادة والده التي تركها لهم قبل ثمان سنوات وغاب حيث لا يدري عنه أحد شيء، وبعدها بدأ بسام رحلة البحث عن الثراء فصمم لفكرة شركة باسم «يمن ستندر موف» وأصبح مديرا فيها وهي الشركة التي حاول من خلالها إقامة حفل فني يستضيف فيه أحد الفنانين العرب لإحياء الحفل.. كانت فكرة مأخوذة من حفلة الفنانة أصالة في عدن لكن الحظ لم يحالف بسام كما حالف مروان الخالد. مابين شهر يونيو وشهر سبتمبر من العام الماضي حياة حافلة بالمتغيرات والأحداث التي امتلأت بها وثائق النيابة والبحث الجنائي، بينما يؤكد أقارب بسام أنه لم يلمِّح إلى أي شيء من تلك الأحداث، مع أنها من الأهمية بحيث لابد وأن يلحظوا بعضها مثل السفر خارج صنعاء أو استئجار سيارات فخمة بمبالغ كبيرة أو استدانة مبالغ من أشخاص غير مرغوب بهم في الأسرة، تقول زوجة بسام « لم يكن على بسام دين لأحد ولم يحتج لأي دين من أحد « كنت قد سألتها عن ذلك في محاولة لفهم اتهام النيابة له بالنصب والاحتيال على شركات لتأجير السيارات بأسماء وهمية فأكدت لي أن الأشخاص في ملف القضية لم يتم التحقيق معهم.. لا ليس هذا فقط بل تم إخفاء أدلة جنائية ضدهم مثل لوحات سيارة معدنية كانت لدى أحدهم وتساءلت إذا كان هؤلاء الأشخاص مذكورين في قرار الإتهام فلماذا لم توجه لهم التهمة حتى الآن ؟ كانت تشير إلى خلل في حبك هذه القضية التي تسميها «لعبة» وتقول زوجة بسام « بسام بريء وهم يعلمون بذلك.. وقد عرف ذلك مسؤولين كبار في الأمن، ووعدوا بسام بان يعملوا على مساعدته للحصول على حقه في العدالة، وعرفوا أن هناك من حبكوا هذه «اللعبة» من أجل أن يحصلوا على مكافآت وعلاوات ورتب، وتضيف: خلقوا شخصيات وهمية وفبركوها كأنها تهدد أمن كل الناس وجعلوا القضاء عليها كأنه مستحيل ثم قالوا «مسكناهم».. هذه لعبة مكشوفة وركيكة لأنهم لا يجيدون الحبك وتقول «فصفصتها وأنا خريجة ثانوية ومدري كيف مرت عليهم كل هذه الثغرات وهم ضباط ودكاترة ورؤساء». وعندما سألتها إذا كانت مفبركة لماذا فبركوها على بسام بالذات قالت إذا لم يكن بسام فسيكون أي شخص آخر لكن كان بسام هو الأسهل لهم». هكذا تصف زوجة المتهم القضية بينما تصفها خلاصة أوراق القضية بأن بسام هو من فبرك الكذبة وأنشأ جماعة وهمية بهدف الإبلاغ عنها ومن ثم الحصول على مكافأة ويتضح أن علاقته بعصام دويد المرافق الشخصي للرئيس هي التي جعلته أكثر إيمانا بأنه سيحصل على المكافآت حين يبلغ عن الإرهابيين الذين اخترعهم حيث يقول بسام في محاضر التحقيقات التي ينكرها حاليا أن عصام دويد شجعه على التواصل مع الارهابيين بهدف الإبلاغ عنهم واعدا إياه بالدعم! زار الكاتب أسرة بسام التي تسكن في منزل متواضع «بدروم تحت الأرض وهناك وجدت والدة بسام التي تقول أنها لا تدري ما الذي يحدث لأنه فوق الاحتمال.. «من يصدق ياناس إن بسام متهم بالإرهاب وتضع يديها على رأسها وهي تقول «الإرهاب مرة واحدة ؟ والتخابر مع إسرائيل ؟ أصلا أيش مع بسام على شان يتخابر معاهم ؟ أيش با يقول لهم يعني واحد سواق تكس ؟ الله بايحكم بس من عنده.. الله يحكم بيننا وبين اللي سووا لنا المشاكل هذه.. وتضيف قائلة : أنا أصلا تاعبة من نفسي وزادت هذه المشكلة تعبتني ما عرفت ألاحق علاجات الجلطة ولا علاج الضغط والا علاجات المشاكل الثانية ولا أهتم بالأطفال المساكين اللي مايعرفوش يتكلموا ولا يسمعوا.. الله ينظر لحالنا ويفرج علينا والله يا ابني ان أكثر أيامنا بكاء لكن الله فوق الجميع». تتساءل أم أرغد «من يحميني أنا وطفلي في وسط هذا الضجيج غير العادي الذي يلصقنا بإسرائيل ؟ من سيحمي زوجي حين يخرج من السجن لو خرج من السجن ؟ ممن أطلب الحماية بمن أحتمي في هذا البلد إذا كان القائمين على الأمن هم سبب الخوف، ثم تتذكر أنهم هجموا على بيتها بشكل تصفه بأنه «همجي» هذا أقل وصف يمكن أن يطلق على عشرة أشخاص يقتحمون منزلا بلباس مدني وبدون استئذان دون مراعاة لحرمات غيرهم من «البشر» «كانوا يفتشون كل شيء ويأخذون أشياء ليس لها علاقة بهم ولا بالقضية.. أخذوا أفلام فيديو خاصة وألبومات صور عائلية وتركوا الصور الشخصية لبسام فوق الطاولة وعندما طلبنا منهم المضبوطات التي لا علاقة لها بالقضية لم نجد سوى جهاز جوال « من حق أم أرغد أن تتساءل عن سبب احتفاظهم بصور خاصة.. ليست صور أم أرغد فقط هي التي تقع في قبضة الأمن ثم لا يجد أصحابها إليها سبيلا. اعتراف تحت التعذيب تقول المعلومات أن بسام اعترف تحت الضغط النفسي والتعذيب البدني في سجن المباحث أنه قام بمحاولة ابتزاز صديقه المقرب من الرئيس عن طريق تزوير شخصية وهمية والقيام بمخطط لإقناع مرافق الرئيس من أن لدى بسام معلومات يود أن يطرحها على الرئيس إلا أن ما يبدو من خلال المعلومات أن بسام فشل في تقمص الشخصيتين غير أن ما يؤكده أقارب بسام هو أنه لا يمكنه أن يلعب أي دور خارج طبيعته الهادئة والواضحة ويوجهون الاتهام إلى نافذين حصلوا على فوائد من نوع ما حين نجحوا في خلق شخصية إرهابية ثم الإمساك بها وإضافة إلى تهمتي إعلان أخبار كاذبة باسم جماعة الجهاد الإسلامي التي تبث أخبار كاذبة، والسعي باتصال غير مشروع لدى دولة أجنبية والتعاون في تزوير محررات رسمية، فإن بسام يواجه تهمة التوصل بغير حق للحصول على سيارة عن طريق الاحتيال وبيعها لعصابة معروفة ببيع السيارات المسروقة تشير معلومات إلى أن بسام اعترف بأنه استلم مبالغ مالية من العصابة مقابل العملية السابقة وتمويل لعملية لاحقة لم تتم بسبب مماطلته التي لم يبررها، غير أن هناك معلومة تقول أن بسام اعترف أمام البحث الجنائي بأنه كتب سند لأشخاص تحت الإكراه في قسم شرطة لأنه تأخر في إعطائهم السيارة الأخرى وأنه وقع على السند خوفا من «الفضيحة» إلا أن المثير في هذه الجزئية هو أن موعد السداد للسند كان في نفس يوم اعتقاله ومن المهم الإشارة إلى أن العصابة المذكورة في تحقيقات البحث الجنائي والنيابة لم تتعرض لأي نوع من المساءلة حتى الآن ولا أدري كيف يمكنني أن أتجاهل الربط بين موعد سداد السند وبين دخول بسام إلى السجن بتهمة الإرهاب والتخابر! تقول زوجة بسام هناك مواجهة غير متكافئة وغير عادلة في طرف منها تصريحات الرئيس وواجهات صحف الدولة الرسمية وتوجهات كبار الضباط المساندة لتوجيهات الرئيس ومصالح من حصلوا على المكافآت ومناصبهم، وفي الفريق الآخر بسام لوحده داخل السجن وبجواره صديق من أب يمني وأم مصرية لا يدري الكثير عن ما هو متهم به، وصديق ثالث لا يستطيع أبوه زيارته أكثر من مرة في الأسبوع وهي عملية مرهقة لرجل مثله، وهؤلاء الثلاثة هم أصدقاء أولمرت بحسب تصريحات الرئيس التي وصفتها إسرائيل بأنها مثيرة للشفقة!!! من خلاصة هذه القضية يمكننا أن نعتبر أنفسنا قد شاهدنا فيلما سينمائيا مكتمل المقومات يتسابق الجميع للحصول على أدوار فيه حتى فخامة رئيس الجمهورية. بســام موكلي شباب بسطاء تواصلوا مع نافذين ومقربين من الرئيس بغرض الحصول على فرصة عمل، فكان العمل هو فبركة اكتشاف خلية إرهابية أودت بهم إلى السجن بتهمة الإرهاب وتشويه سمعتهم عن طريق توجيه الاتهام لهم مبكرا بواسطة تصريحات رئيس الجمهورية
شارك الخبر