الصحوة نت- ياسر العرامي
قال الفنان الكوميدي فهد القرني أنه لو أصبح رئيساً فأن أول عمل سيقوم به هو " مؤتمر صحفي أعلن فيه العفو عن الذين لم ينتخبوني . وعن الذي تجرأ ونافسني . لكي لا يكون الرئيس الذي قبلي أكثر مني قبيلة , وشهامة , ولو على حساب المنطق والقانون , والدستور الذين سأعفي عنهما , وأعفيهم من أي مهمة مدة بقائي رئيس للبلاد , ومن شابه الذي قبله فما ظلم .
وأضاف ساخراً في حوار أجراه معه " منتدى حوار " سأعفو أيضاً عن الفاسدين وسيشفع لهم موقفهم الوطني الذي كان بارزاً في مساندتهم لي في حملتي الإنتخابية . والذين أثبتوا من خلالها تمسكهم بالوطن , والثورة والوحدة , والديمقراطية مضيفاً " وسأجمع رموز الشر من جميع المحافظات وأعينهم أعضاء في لجنة أسميها لجنة مكافحة الفساد .
وأكد " أنه سيظل يصدر أشرطته وهو في منصب الرئيس وسيكتب على الغلاف الفنان الكبير رئيس الجمهورية القائد العام للقوات المسلحة يقدم شريط بعنوان : ما لكم إلا أنا !
ولكنه استدرك بالقول " لكن أخر أمنياتي أن أكون رئيس .
وقال فهد القرني أنه " يتمنى أن يكون المستقبل أفضل , وشخصياً لا أثق بوعود الرئيس , وكلما استعرضت الوعود لأعطيها في نفسي بعض التفاؤل , أبدأها بالنووي فتسد نفسي – حسب قوله -
وعن أعمال الفنية القادمة قال القرني " في الأعمال الإجتماعية لدي شريط فني , يطرح بعض القضايا الاجتماعية أبرزها المهمشين " الأخدام " حياتهم , وعلاقتهم بالمجتمع , ونظرة المجتمع لهم .
أما في الأعمال السياسية فعندما تنتقل السلطة إلى المستقبل , ونرى ما تحقق من وعودها وما لم يتحقق , عندها سيكون على الفن الساخر أن يحاكم الواقع بعدل , سنسخر مما لم يتحقق من وعود ونشكرهم عما حققوه .ـ
وأضاف في رده على من يتهمه أن يستخدم الحان أغاني عاطفية و ماجنة " ليس هناك مجون أكثر من الفساد , ومصادرة حريات الناس . "
مضيفاً " أنا أتحرك أعمل شيء لأرى وطني أفضل , من حقي أن أجعل من الطرب رسالة حرية , أنتزع حقي بالإبتسامة .. أنتصر للشعور , أكثر من انتصاري للفكر .
وفي رده على سؤال حول ماذا سيعمل القرني إذا صلحت الأوضاع خصوصا وأن أعماله وشهرته قائمة على الفساد قال " أنا رأس مالي الإنسان , حقه , حريته , لذلك ننتقد الأوضاع ليستعيد الإنسان حقه الطبيعي في الحياة فإذا صلحت الأوضاع نكون قد حققنا شيء لهذا الإنسان لكن حاجة الإنسان لا تنتهي عند صلاح وضعه السياسي فقط , فللإنسان إحتياجات أخلاقية , إجتماعية , ذوقية , روحية , يبقى دور الفن أساسي لتلبية هذه الإحتياجات . مضيفا ً" انتقادي للفساد ليس مشروع إستثماري , كلما بقى الفساد كلما ضمنا الدخل , لكن إنتقادي للفساد مع ما يحفه من مخاطر لإيماني العميق بالإنسان .
وعن أسباب مصادرة أشرطته وتعرضه للتهديد قال القرني أن الأسباب هي نفسها التي جعلت نتيجة الإقتراع للإنتخابات الرئاسية 77و77% التي أعلنت قبل الفرز .
مضيفاً " لست أنا وحدي من يتعرض للتهديد , معظم الصحفيين , وأصحاب الرأي الحر في بلادنا , يتعرضون بإستمرار لمثل هذه المضايقات , وهذه حالة طبيعية في بلد يراد للديمقراطية أن تكون فقط جسر عبور للشرعية المزورة , والمنح , ومؤتمرات الدول المانحة , والقروض , وصندوق الآلفية .
وحول من يدعمه لإصدار أشرطته قال القرني " تتكفل مؤسسة سرى للإنتاج والتوزيع وغيرها من مؤسسات الإنتاج بإنتاج العمل , وتوفير إمكانيات الإنتاج , مش هذا وبس , وكمان احصل على مبلغ ما ينقصش على 100 ولا يزيد على 250 .. شفت على روعة ؟! أنتقد الفساد وأقف في وجه عتاولة الظلم , وفوق هذا أأكل واشرب ,اصرف , واشتري لعيالي كسوة للعيد , وادفع إيجار البيت , وأعاود على أمي بـ 2500 بالعيد , ومنزلي مفروش بالموكيت , كل هذا , وانا حر .. إطمئن يا عزيزي من يعارض السلطة الفاسدة لا يموت جوع . بل بالعكس يعيش أفضل من الذين يقتاتون من النفاق , والتطبيل , وعلى حساب قناعاتهم .
وفي سؤال له حول لو كان الإصلاح شريكاً في الحكم هل كان يسمع الناس القرني كما يسمعونه الآن قال " السخرية السياسية في أشرطتي لا ترتبط بنوع الحزب الذي يحكم , بل بالوضع القائم , لان أشرطتي لا تعبر عن حزب , هي قناعاتي , ومع قناعتي بأن الإصلاح لو كان في الحكم لن يكون الوضع على ما هو عليه , إلا أنه إذا حكم الإصلاح ووجدنا في أداءه تكريس للفساد , والظلم , ومصادرة الحريات , والعبث بثروات البلاد سيكون دور الفن الذي أتبناه هو نفس الدور الذي تتبناه أشرطتي اليوم .. وقد تكون أشد .. واضاف " أنا لست بحاجة أن اقنع الأخرين بأنني لست بوق , أو ارجوز لشخص أو حزب , ويجب أن يتم التفرق بين انتمائي الحزبي , وإنتمائي فني .
مضيفا " أنا لست قادحاً او مادحاً , أنا صاحب حق , ينتزع حقه بفنه , ورسالة فني واضحة المعالم , تنتصر للحرية , تتحدى الظلم , تحث على طعام المسكين , تسخر من القهر , وتكفر بالفقر , هكذا سأبقى , ما بقيت , ما بقي الظلم والقهر , والعبث , لا يهمني من يحكم , لكنني معني بكيف يحكم .
وفي سؤاله هل يسمع الرئيس لأشرطته قال " إن كان لا يسمع فتلك مصيبة , وإن كان يسمع فالمصيبة أعظم . وما يهمني أن يسمعني الناس .
وحول تحريم البعض للموسيقى قال " أنا لست مع البعض , أنا مع الكل , مع احترامي لرأي البعض , إلا أن معركتنا ليست مع السماء , معركتنا مع سكان الأرض ومعركتي ليست مع محرمي الموسيقى , معركتنا مع من يحرمون الحياة على البسطاء .. لا أعتقد أن الله عز وجل سيغضب حينما نصرخ بالغناء ضد الكفر , لأننا بهذا الفن ندعو الناس لتوحيد الله , وعدم إشراك القصر الجمهوري , وارباب السلطة مع الله في أسماءه وصفاته ..
وأعتبر القرني انتمائه للإصلاح يشغل السائلين أكثر مما أقدمه من فن , متسائلا ً " لا أدري هل هو بسبب أنهم لم يعتادوا أن يجدو فنان إصلاحي , وإن كان كذلك فأبشرهم بأن الفنانين الإصلاحيين قد سبقوا زملاؤهم الأخرين بتوصيل الفن اليمني إلى خارج اليمن , وأبشرهم كذلك بأن الإصلاح لديه أكثر من ألف فنان , بين ممثل , ومنشد , ناهيك عن الكم الهائل من المؤسسات الفنية
مؤكداً " أن مؤسسات الإصلاح وقيادة الإصلاح لا تتدخل في عملنا الفني ولا تفرض علينا وصاية , ولو فعلت , لن نبقى إصلاحيين , فالفنان أكثر من يتمرد على الوصاية .
وأكد أن ما يقدمه من فن يدخل ضمن الدعوة إلى الله قائلا" التربية الإصلاحية ترى أن الدعوة إلى الله تعني الدعوة إلى الفضيلة , والخير , والحق , والحرية , وإحترام الإنسانية والإنسان , وحث الناس على التزكية , في الروح والأخلاق , وتمريد الناس على عبادة الأشخاص والأنظمة , والمصلحة من دون الله , من هذا كله ندرك أن مفهوم الدعوة إلى الله أكبر بكثير مما قد يصوره البعض , فالصحفي الذي يدعو على الفضيلة داعية , والفنان الذي يدعو إلى التغيير والحرية داعية . فعلاقتي بالدعوة هو تسخير فني للدعوة إلى الفضيلة والحق والعدل , وعلاقتي بالإصلاح , علاقة شراكة , لا علاقة تبعية .
ونفى القرني من أن يكون تابعاً فيما يقدمه للمشترك أو الإصلاح معتبراً العلاقة بين فنه والمشترك كان علاقة شراكة في التغيير , شراكة في الهدف , مضيفاً " بذلك يحصل التناغم بين أعمالي الفنية , وبين خطاب المشترك .. وهذا مصدر قوة لدى المشترك , وإذا تحول المشترك كحزب الحاكم , حيث يجمع الفنانين والشعراء , ويجزل لهم المخصصات , ويحدد لهم نوع الخطاب ووقته , بل حتى مفردات الخطاب , لو كان المشترك يتعامل معنا كذلك , لما كان لهذا الفن صدى , وما استطاع أن يحقق قبولاً , وانتشاراً بين الناس .
وكشف القرني عن عرض المؤتمر الشعبي العام له الأموال مقابل إنتاج شريطاً يمتدح الرئيس وأضاف " عرض عليا مبلغ وطُلب مني أن أعمل شريط للمؤتمر , ولست أنا وحدي وضعوه في مزاد شراء الذمم , إلا أنني ولله الحمد انتصرت لذاتي , وأسأل الله كما حفظنا فيما مضى أن يسترنا فيما بقى .