ونسبت وكالة "قدس برس" إلى مصادر محلية يمنية القول إن غالبية أتباع المذهب الزيدي في مناطق محافظة صعدة، معقل جماعة الحوثي المتشددة، واصلوا صيامهم يوم الثلاثاء الماضي، على الرغم من الإعلان الرسمي للدولة ببداية العيد في هذا اليوم. ومن بين هذه المناطق: مدينة ضحيان ومنطقة الرزامات وآل سالم ومناطق أخرى من ولد مسعود وآل غبير وبني معاذ ومران وحيدان وساقين، وأجزاء من حارات مدينة صعدة عاصمة المحافظة، والمواصلات ورحبان وغيرها من مناطق تشتهر بوجود قوي لجماعة الحوثي. ونفى مكتب عبد الملك الحوثي في تصريح لموقع "نيوز يمن" أن يكون أتباعه منعوا أي مسجد في مديرية مجز ومركزها ضحيان من إقامة صلاة العيد يوم الثلاثاء بعد إعلانهم مواصلة الصيام في هذا اليوم، خلافا للإعلان الرسمي للدولة. غير أن قاسم منصر فيشي، مدير مديرية مجز، قال: إن المعلومات الميدانية التي تضمّنها تقرير مفصّل رفعه لرئيس المجلس المحلي في صعده، المحافظ حسن مناع، تفيد بأن أمرا من عبد الملك الحوثي صدر منتصف ليلة الإثنين- الثلاثاء لأعضاء مليشياته، أدى إلى "تحريض" المواطنين على مواصلة الصوم، بحجة عدم تأكد الدولة من رؤية الهلال. وشدد المسئول على أن الأمر مقتصر على أتباع جماعة الحوثي، وليس على مرجعيات المذهب الزيدي، الذي قال إنهم "شاركوا الناس الاحتفالات بالعيد". وانتقد مكتب الحوثي إعلان السلطات أن الثلاثاء هو غزة شهر شوال استنادا إلى إعلان الدول المجاورة، في إشارة إلى المملكة العربية السعودية. واعتبر أن "السلطة لم تستند في إعلانها إلى أي مستند شرعي، سواء علماء فلك أو شهود عيان وغيره، على الرغم من امتلاكها للإمكانات اللازمة في تحديد ذلك وإثباته". طاعة ولي الأمر ويوم تفجر الخلاف صرح عبد الرحمن مكرم، رئيس هيئة الإفتاء بمحافظة الحديدة، لقناة "الجزيرة" الإثنين الماضي، بأنه "من المستحيل رؤية الهلال"، وبرّر ما قد تعلنه الدولة من قرارات بأنّه "يدخل من باب الولاية العامة". لكنّ مكتب الحوثي ردّ على "حق الحاكم في تعديل مواعيد الشهور" بقوله: "إنّ طاعة ولي الأمر في قضية مثل هذه غير واردة؛ لأنّ طاعة ولي الأمر في جوانب أخرى تختلف تماما عن قضايا شرعية منصوص عليها في الكتاب والسنة، وواضحة ولا لبس فيها، ومنه ما نحن بصدده اليوم، والذي نحن ووليّ الأمر مطالبون بطاعة الله عز وجل" فيه. وشدد على أن "المسألة لدينا ليست لأمور سياسية، وإنما كون الأمر تعبّداً شرعيًّا في حكم وفرض شرعي هو الصيام". ويرى البعض أن هذا الاختلاف في بداية العيد باليمن يعكس خلافا مذهبيا وصراعا سياسيا بين السلطات وأنصار الحوثي الذين خاضوا عدة جولات من المعارك الدامية. وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد عبر في رسالة متلفزة موجهة للشعب عن ارتياحه إزاء الجهود التي بذلت لإنهاء الفتنة وإحلال السلام في محافظة صعدة. وطالب الرئيس اليمنيين بتنمية علاقات المحبة والإخاء والتراحم والتعاون والتكامل داخل المجتمع والتفاني في بناء الدولة.