نقف اليوم على عتبة شهر شعبان الذي يتخذ منه معظم اليمنيين محطة للإعداد والاستعداد لزيارة مكة المكرمة وأداء العمرة إلا أن حق عشرات آلاف اليمنيين في العمرة هذا العام مازال غامضا في ظل إصرار
الشقيقة الكبرى على استمرارها في العقاب الجماعي ضد الشعب اليمني منذ إبريل الماضي على خلفية اختطاف عناصر “سعودية” تنتمي إلى تنظيم القاعدة نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي في الـ28 من مارس الماضي إلا أن الحكومة السعودية فضلت معاقبة اليمنيين رغم إدراكها بأن حادثة الاختطاف شأن سعودي داخلي قام بها سعوديون على أرض يمنية ولذات السبب شل ما تبقى من حركة القطاع السياحي وتوقفت حركة النقل البري بين اليمن والمدن السعودية وتوقفت معاملات الآلاف من العمال اليمنيين الذين حصلوا على تأشيرات دخول إلى المملكة لغرض العمل وتعرض آلاف المواطنين اليمنيين العاملين في الداخل السعودي لانتهاكات لا حدود لها.
بعد مرور اكثر من 80 يوما من إعلان الشقيقة الكبرى عقابها الجماعي ضد شقيقتها الصغرى تعالت المطالب وتراكمت المظالم ولحقت عشرات مكاتب السفر والحج والعمرة بأخواتها إلى مثلث الإفلاس وبات اليمن واليمنيون ضحية غضب الشقيقة.
“الوسط” اقتربت من معاناة آلاف المواطنين اليمنيين والمئات من مكاتب العمل والعمرة لترصد عن قرب أضرار وتداعيات العقاب.. فإلى التفاصيل:
الطريق إلى مكة ما زال مغلقا حتى الآن بل إن الطريق إلى الرياض وجدة والمدن السعودية الأخرى ما زالت هي الأخرى مغلقة على كل يمني يريد زيارة مكة المكرمة أو يحمل زيارة عمل حصل عليها بشق الأنفس وأنفق عليها الغالي والنفيس، والغريب أن كل الطرق أغلقت حتى على شاحنات النقل التجاري التي تعمل في مجال الاستيراد والتصدير من السعودية إلى اليمن والعكس، يضاف إلى الانتهاكات التي تصاعدت في الآونة الأخيرة ضد المغتربين اليمنيين مقيمين ومجهولين على خلفية اختطاف نائب القنصل السعودي “عبدالله الخالدي”، وما يحز في النفس أن العقاب الجماعي المفروض على اليمن شعبا ودولة قوبل بصمت حكومي والطريق إلى الجارة الكبرى برا وبحرا وجوا ما زال موصداً.
“الوسط” نزلت ميدانيا إلى العشرات من مكاتب الحج والعمرة والعمل لمعرفة الأضرار عن قرب ومعرفة معاناة آلاف المواطنين الذين وجدوا أنفسهم أمام حكم الجارة الكبرى القاهر، وخلال وصولنا أمام السفارة السعودية التي كانت قبل ابريل الماضي تعج بالمسافرين إلى المملكة، وفي المكاتب التي تقدر بالعشرات والواقعة أمام السفارة في صنعاء لاحظنا مدى الضرر، فالشارع الخلفي الذي بات خاليا من المارة والمكاتب التي كانت يوما ما تستقبل المئات من طالبي العمرة والسفر لغرض العمل خاوية أيضا، حتى من موظفيها الذين ذهب معظمهم في إجازة مفتوحة حتى إشعار آخر، وبعكس الماضي تخلت معظم المكاتب عن الترحيب بمرتاديها والتزمت الصمت فقط، وحال السئوال عن وضع العمرة يكتفي العاملون بالقول: السفارة مازالت مغلقة.. حاولت الحديث مع محمد احد العاملين في مجموعة (اجياد) للحج والعمرة عن تعامل الوكالات مع المسجلين للعمرة هذا العام وتعثر سفرهم بسبب إغلاق السفارة أبوابها وأفاد أن نسبة 50% من العاملين في مكاتب الحج والعمرة تم تسريحهم من أعمالهم بسبب إغلاق السفارة السعودية، يضاف إلى أن المئات من المعاملين يترددون يوميا إلى المكاتب لمعرفة ما إذا فتحت السفارة في ظل الشائعات عن فتحها وكذلك توقعات أصحاب المكاتب بفتح السفارة من أسبوع لآخر دون أن تفتح وهو ماسبب ضغطاً كبيراً للوكالات خصوصا المعتمدة للحج والعمرة، التي تكبدت خسائر مباشرة على مستوى توقف تسجيل المعتمرين لهذا العام وكذلك الخسائر الاخرى التي تكبدتها تلك الوكالات في السعودية .
شلل تام لمكاتب العمرة والسفر
يلاحظ الزائر شارع الوكالات الكائن أمام السفارة السعودية في صنعاء وجود عشرات الصور لنائب القنصل السعودي عبدالله الخالدي المختطف من قبل تنظيم القاعدة منذ 28 مارس الماضي وأمام كل مكتب حج وعمرة أو وكالة سفر توجد عدد من الصور التي تحمل عبارة “أهل اليمن كرام لايهان ضيفهم”، بسبب الإرهاب حرمان 10 آلاف شخص من فرص العمل وحرم 80 ألفاً من حق أداء العمرة، يضاف إلى إدانة وكالات السفر والعمرة الإرهاب بكافة اشكاله.. تلك الصور التي تحمل صورة المختطف السعودي لم تشفع للشعب اليمني عند الشقيقة الكبرى التي تتلذذ بمعاناة اليمنيين وحرمانهم من ادنى الحقوق فقرار إغلاق السفارة والقسم القنصلي في عدن وصنعاء شل ماتبقى من حركة لمكاتب الحج العمرة، وأوقف حركة شركة النقل الدولي العاملة بين البلدين، وخلال زيارتنا لشركة العيساوي للنقل قيل لنا بأن حركة النقل البري الخاصة بقسم المعتمرين والحجاج وغيرها شلت بصورة شبة كاملة.
الفيز في خطر
يحيى واصلي – مكتب ضيوف الرحمن- أفاد بأن الضرر الكبير تحمله المواطن الذي توقفت كل مصالحه وأشار إلى أن عشرات الوكالات استأجرت مساكن للمعتمرين في مكة وانتهى الموسم ولم يدخل معتمر واحد وحال استمرار إغلاق السفارة، فإن الخسارة ستكون مضاعفة جراء الأضرار التي لحقت بوكالات الحج والعمرة.
وأضاف: في الوقت الذي ندين اختطاف نائب القنصل السعودي فإننا نعاتب السفارة السعودية التي أغلقت أبوابها وأوقفت مصالح المواطنين اليمنيين، وحرمت عشرات الآلاف من المعتمرين من السفر لأداء العمرة التي تعد من الحقوق المكفولة ولا يجوز تعطيلها أو تعليقها على ذمة قضايا أخرى.. مختتماً تصريحه بمناشدة الحكومة اليمنية والسعودية رفع العقاب الجماعي الذي يعانيه الشعب اليمني منذ أكثر من شهرين والذي اضر بالمرضى الذين يحتاجون العلاج في المملكة واضر بأصحاب الأعمال التجارية والوظيفية وحاملي الفيزا التي أوشكت على الانتهاء وطالب حكومة باسندوة بأن يحذو حذو النظام المصري الذي أقام الدنيا وتحركت الحكومة المصرية على اعلى مستوى لإعادة فتح السفارة السعودية في القاهرة.
“الوفاق” أهدرت كرامة اليمنيين
أمام مكاتب الحج والعمرة الواقعة أمام السفارة السعودية أو مايسمى بشارع الوكالات التقينا عدداً من المواطنين الذين يترددون على المكاتب بصورة دائمة فالمواطن محمد احمد الخاوي يتردد على مكتب الحج والعمرة والسفر منذ 3 أشهر، حيث يقول محمد: كل يوم يأتينا نبأ بفتح السفارة ونقطع المسافات حتى نصل إلى المكتب ويكون الجواب إنها ستفتح الأسبوع القادم ومن ثم نعود، ولكن المشكلة هي المشكلة فالسفارة مغلقة ، الخاوي الذي ينتظر 3 أشهر إنجاز زيارته إلى المملكة التي انفق عليها حتى الآن مئات الآلاف على الرغم من أن الزيارة إلى المملكة لمدة شهر تباع بألفي ريال من تاريخ تأشيرها ، ورفع الخاوي معاناته إلى وزير الخارجية في حكومة الوفاق أبو بكر القربي والى رئيس حكومة الوفاق.. اما المواطن عمران محمد عمران فيصب جام غضبه على رئيس حكومة الوفاق الوطني الذي قال انه فشل في تحقيق أي شيء للمواطن اليمني حتى الآن حتى على مستوى التدخل لدى النظام السعودي لإعادة النظر في العقاب ضد الشعب اليمني واتهم حكومة الوفاق بإهدار كرامة اليمنيين، وذكر باسندوة بتحرك السلطات المصرية الشهر قبل الماضي حينما أغلقت السفارة السعودية في مصر أبوابها لمدة 3 أيام تحركت الحكومة المصرية لأنها تحترم مواطنيها وأعادت فتح السفارة السعودية.
الفيز في خطر
حسب النظام السعودي فإن تاريخ صلاحية فيز العمل التي يتم شراؤها في اليمن بمبالغ تفوق المليون ريال يمني عدة أشهر فقط وحال عدم معاملتها في القسم القنصلي والدخول إلى المملكة فإنها تعتبر منتهية ولايمكن قبولها مهما كانت الاعتبارات والمبررات، وما علمناه خلال نزولنا الميداني لمعرفة أضرار إغلاق السفارة السعودية في صنعاء وإغلاق القسم القنصلي في عدن -ان الآلاف من الفيز التي تم إدخالها قبل ثلاثة أشهر إلى القسم القنصلي في سفارة المملكة في صنعاء او في قنصليتها في عدن في خطر، وان استمرار إغلاق السفارة السعودية سيحرم آلاف العاملين اليمنيين الحاصلين على فيزا عمل من السفر حتى وان فتحت السفارة فيما بعد، تلك المخاوف بدت واضحة على من التقيناهم من أصحاب الفيز الذين سلموها للمكاتب الموكلة بمعاملتها في اليمن أمام السفارة السعودية والذين عبرو عن مخاوفهم الشديدة من انتهاء الفيزا التي يحملونها قبل أن تعتمدها السفارة حيث التقينا المواطن محمد ناجي العامري الذي بدت عليه ملامح القلق من استمرار إغلاق السفارة السعودية، فالعامري سلم وثائق الفيزا قبل ثلاثة أشهر وكان بانتظار خروجها والسفر إلى السعودية إلا أن السفارة أغلقت وقيل إن إغلاقها لن يستمر أسبوعاً وبعد ذلك ارتبط إغلاقها باختطاف نائب القنصل السعودي وحمل الحكومة المسئولية عما يتعرض له المواطن اليمني من عقاب جماعي ، اما حسين الزغيمي من أبناء محافظة عمران فقد تحدث عن معاناة أربعة أشهر منذ أن دخلت وثائق سفره فيزا عمل ولم تخرج بعد حيث يقول الزغيمي: (أشتي اتخارج لا طريق (أنا طفحت من السيرة والجيّه) وتساءل (أين الحكومة حقنا أين الدولة هذه ليش ماتقول حرام ياخادم الحرام الشعب اليمني مظلوم).
العمرة في القليس
احمد سليمان قدّم على طلب عمرة منذ 3 أشهر ايضاً، قرر بعد نفاد صبره أن يستعيد ما أنفقه على السفر لأداء العمرة حال تواجدنا سألناه عن السبب فقال 3 أشهر وأنا بانتظار زيارة بيت الله وأداء العمرة.. يخافوا الله بالشعب المسكين هذا.. وتساءل: أية شريعة وأي قانون يمنعك من أداء الشعائر الدينية وبأي حق يحرمك من بيت الله؟!.. وتابع: والله اننا حنيت للقليس ورحمة الله على ابرهة الأشرم ألف مرة لأنه كان يريد أن يقرّب لنا الكعبة واحنا شعب الإيمان قلوبنا رحيمة وأفئدتنا لينة نخاف الله في الناس، ولذلك كنا أحق بالكعبة في بلادنا بدل الظلم هذا كله.
مناشدات متأخرة
على مدى الأشهر الماضية لم تتحرك أي جهة رسمية لرفع الضرر عن الشعب اليمني جراء إغلاق السفارة السعودية وقسمها القنصلي بل التزم الجميع الصمت وكأن الأمر لايعني الحكومة باستثناء منظمات المجتمع المدني التي اكتفت بإصدار البيانات بعد مضي أكثر من شهرين من إغلاق السفارة ، حيث ناشد الاتحاد اليمني للسياحة في بيان العاهل السعودي وحكومته معاودة فتح السفارة السعودية بصنعاء وقال ان استمرار إغلاقها يهدد بحرمان آلاف اليمنيين من أداء العمرة هذا العام وحرمان آلاف آخرين من الحصول على تأشيرة عمل أو زيارة ، وقال الاتحاد اليمني للسياحة إن إغلاق السفارة منذ أكثر من شهرين أعاق حوالى 10 آلاف يمني من الحصول على تأشيرة عمرة وحوالى 20 ألفاً تراكمت طلباتهم لدى الوكالات المعنية والراغبين في الحصول على فيزا عمل وزيارة إلى المملكة السعودية ، وقال الاتحاد اليمني للسياحة في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء بالتعاون مع مركز الإعلام الاقتصادي إنه كان من المتوقع أن تصل أعداد المسجلين للعمرة إلى 90 ألف معتمر، لكن التأشيرات توقفت عند 80 ألفاً قبل إغلاق السفارة، بينما أكد الأخ محمد الخولاني القيادي بالاتحاد أن أعداد فيز العمل الموقفة بسبب إغلاق السفارة «وصل إلى أكثر من 20 الف فيزة عمل وزيارة» .
كما ناشد ( حلف الفضول للحقوق والحريات ) في بيان صادر عنه بشأن إغلاق السفارة السعودية – رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني وكافة القوى السياسية والاجتماعية ومنظمات حقوق الإنسان إلى سرعة التحرك الجاد لإقناع حكومة خادم الحرمين الشريفين بسرعة رفع الضرر عن الشعب اليمني ، وأن يكون لنا قدوة حسنة في الشعب المصري الذي واجه نفس المشكلة بتحرك سريع أعاد الأمور إلى وضعها الطبيعي بين البلدين.
مصير الخالدي
ويظل مصير مصلحة اليمنيين رهينة الإفراج عن المختطف السعودي الخالدي الذي لايزال غامضا حتى الآن بعد خروج القاعدة من أبين وعزان شبوة ففي الوقت الذي توقعت بعض المصادر مقتل الخالدي سيما وان التنظيم تهاوى في الآونة الأخيرة إلا أن مصادر قبلية نفت مقتل الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي الأسبوع الماضي، وأكد محافظ أبين جمال العاقل، سلامة نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي، نافيا أن يكون من بين القتلى الأربعة الذين تم العثور عليهم في منزل مدير الأمن العام في محافظة أبين جنوب البلاد، مشيرا إلى أن جميع القتلى يمنيون.وقال المحافظ “إن كل ما أثير عن شكوك بوجود القنصل السعودي مقتولا في منزل مدير الأمن العام في مديرية زنجبار عار عن الصحة، لافتا إلى أن الجثث تعود ليمنيين ولا علاقة لها بالدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي ، وأشار إلى “أن الجثث جرى تحويلها إلى المعمل الجنائي لفحصها، والتأكد من هويتها.
هذا وكانت مصادر قبلية في محافظة أبين أن المعلومات تشير إلى أن الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي لا يزال على قيد الحياة، وجرى نقله بسلام برفقة المختطفة السويسرية إلى منطقة عزان في محافظة شبوة , ومايزيد الغموض حول مصير الخالدي هو تسليم القاعدة لعزان – شبوة.
* نقلاً عن صحيفة الوسط
الشقيقة الكبرى على استمرارها في العقاب الجماعي ضد الشعب اليمني منذ إبريل الماضي على خلفية اختطاف عناصر “سعودية” تنتمي إلى تنظيم القاعدة نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي في الـ28 من مارس الماضي إلا أن الحكومة السعودية فضلت معاقبة اليمنيين رغم إدراكها بأن حادثة الاختطاف شأن سعودي داخلي قام بها سعوديون على أرض يمنية ولذات السبب شل ما تبقى من حركة القطاع السياحي وتوقفت حركة النقل البري بين اليمن والمدن السعودية وتوقفت معاملات الآلاف من العمال اليمنيين الذين حصلوا على تأشيرات دخول إلى المملكة لغرض العمل وتعرض آلاف المواطنين اليمنيين العاملين في الداخل السعودي لانتهاكات لا حدود لها.
بعد مرور اكثر من 80 يوما من إعلان الشقيقة الكبرى عقابها الجماعي ضد شقيقتها الصغرى تعالت المطالب وتراكمت المظالم ولحقت عشرات مكاتب السفر والحج والعمرة بأخواتها إلى مثلث الإفلاس وبات اليمن واليمنيون ضحية غضب الشقيقة.
“الوسط” اقتربت من معاناة آلاف المواطنين اليمنيين والمئات من مكاتب العمل والعمرة لترصد عن قرب أضرار وتداعيات العقاب.. فإلى التفاصيل:
الطريق إلى مكة ما زال مغلقا حتى الآن بل إن الطريق إلى الرياض وجدة والمدن السعودية الأخرى ما زالت هي الأخرى مغلقة على كل يمني يريد زيارة مكة المكرمة أو يحمل زيارة عمل حصل عليها بشق الأنفس وأنفق عليها الغالي والنفيس، والغريب أن كل الطرق أغلقت حتى على شاحنات النقل التجاري التي تعمل في مجال الاستيراد والتصدير من السعودية إلى اليمن والعكس، يضاف إلى الانتهاكات التي تصاعدت في الآونة الأخيرة ضد المغتربين اليمنيين مقيمين ومجهولين على خلفية اختطاف نائب القنصل السعودي “عبدالله الخالدي”، وما يحز في النفس أن العقاب الجماعي المفروض على اليمن شعبا ودولة قوبل بصمت حكومي والطريق إلى الجارة الكبرى برا وبحرا وجوا ما زال موصداً.
“الوسط” نزلت ميدانيا إلى العشرات من مكاتب الحج والعمرة والعمل لمعرفة الأضرار عن قرب ومعرفة معاناة آلاف المواطنين الذين وجدوا أنفسهم أمام حكم الجارة الكبرى القاهر، وخلال وصولنا أمام السفارة السعودية التي كانت قبل ابريل الماضي تعج بالمسافرين إلى المملكة، وفي المكاتب التي تقدر بالعشرات والواقعة أمام السفارة في صنعاء لاحظنا مدى الضرر، فالشارع الخلفي الذي بات خاليا من المارة والمكاتب التي كانت يوما ما تستقبل المئات من طالبي العمرة والسفر لغرض العمل خاوية أيضا، حتى من موظفيها الذين ذهب معظمهم في إجازة مفتوحة حتى إشعار آخر، وبعكس الماضي تخلت معظم المكاتب عن الترحيب بمرتاديها والتزمت الصمت فقط، وحال السئوال عن وضع العمرة يكتفي العاملون بالقول: السفارة مازالت مغلقة.. حاولت الحديث مع محمد احد العاملين في مجموعة (اجياد) للحج والعمرة عن تعامل الوكالات مع المسجلين للعمرة هذا العام وتعثر سفرهم بسبب إغلاق السفارة أبوابها وأفاد أن نسبة 50% من العاملين في مكاتب الحج والعمرة تم تسريحهم من أعمالهم بسبب إغلاق السفارة السعودية، يضاف إلى أن المئات من المعاملين يترددون يوميا إلى المكاتب لمعرفة ما إذا فتحت السفارة في ظل الشائعات عن فتحها وكذلك توقعات أصحاب المكاتب بفتح السفارة من أسبوع لآخر دون أن تفتح وهو ماسبب ضغطاً كبيراً للوكالات خصوصا المعتمدة للحج والعمرة، التي تكبدت خسائر مباشرة على مستوى توقف تسجيل المعتمرين لهذا العام وكذلك الخسائر الاخرى التي تكبدتها تلك الوكالات في السعودية .
شلل تام لمكاتب العمرة والسفر
يلاحظ الزائر شارع الوكالات الكائن أمام السفارة السعودية في صنعاء وجود عشرات الصور لنائب القنصل السعودي عبدالله الخالدي المختطف من قبل تنظيم القاعدة منذ 28 مارس الماضي وأمام كل مكتب حج وعمرة أو وكالة سفر توجد عدد من الصور التي تحمل عبارة “أهل اليمن كرام لايهان ضيفهم”، بسبب الإرهاب حرمان 10 آلاف شخص من فرص العمل وحرم 80 ألفاً من حق أداء العمرة، يضاف إلى إدانة وكالات السفر والعمرة الإرهاب بكافة اشكاله.. تلك الصور التي تحمل صورة المختطف السعودي لم تشفع للشعب اليمني عند الشقيقة الكبرى التي تتلذذ بمعاناة اليمنيين وحرمانهم من ادنى الحقوق فقرار إغلاق السفارة والقسم القنصلي في عدن وصنعاء شل ماتبقى من حركة لمكاتب الحج العمرة، وأوقف حركة شركة النقل الدولي العاملة بين البلدين، وخلال زيارتنا لشركة العيساوي للنقل قيل لنا بأن حركة النقل البري الخاصة بقسم المعتمرين والحجاج وغيرها شلت بصورة شبة كاملة.
الفيز في خطر
يحيى واصلي – مكتب ضيوف الرحمن- أفاد بأن الضرر الكبير تحمله المواطن الذي توقفت كل مصالحه وأشار إلى أن عشرات الوكالات استأجرت مساكن للمعتمرين في مكة وانتهى الموسم ولم يدخل معتمر واحد وحال استمرار إغلاق السفارة، فإن الخسارة ستكون مضاعفة جراء الأضرار التي لحقت بوكالات الحج والعمرة.
وأضاف: في الوقت الذي ندين اختطاف نائب القنصل السعودي فإننا نعاتب السفارة السعودية التي أغلقت أبوابها وأوقفت مصالح المواطنين اليمنيين، وحرمت عشرات الآلاف من المعتمرين من السفر لأداء العمرة التي تعد من الحقوق المكفولة ولا يجوز تعطيلها أو تعليقها على ذمة قضايا أخرى.. مختتماً تصريحه بمناشدة الحكومة اليمنية والسعودية رفع العقاب الجماعي الذي يعانيه الشعب اليمني منذ أكثر من شهرين والذي اضر بالمرضى الذين يحتاجون العلاج في المملكة واضر بأصحاب الأعمال التجارية والوظيفية وحاملي الفيزا التي أوشكت على الانتهاء وطالب حكومة باسندوة بأن يحذو حذو النظام المصري الذي أقام الدنيا وتحركت الحكومة المصرية على اعلى مستوى لإعادة فتح السفارة السعودية في القاهرة.
“الوفاق” أهدرت كرامة اليمنيين
أمام مكاتب الحج والعمرة الواقعة أمام السفارة السعودية أو مايسمى بشارع الوكالات التقينا عدداً من المواطنين الذين يترددون على المكاتب بصورة دائمة فالمواطن محمد احمد الخاوي يتردد على مكتب الحج والعمرة والسفر منذ 3 أشهر، حيث يقول محمد: كل يوم يأتينا نبأ بفتح السفارة ونقطع المسافات حتى نصل إلى المكتب ويكون الجواب إنها ستفتح الأسبوع القادم ومن ثم نعود، ولكن المشكلة هي المشكلة فالسفارة مغلقة ، الخاوي الذي ينتظر 3 أشهر إنجاز زيارته إلى المملكة التي انفق عليها حتى الآن مئات الآلاف على الرغم من أن الزيارة إلى المملكة لمدة شهر تباع بألفي ريال من تاريخ تأشيرها ، ورفع الخاوي معاناته إلى وزير الخارجية في حكومة الوفاق أبو بكر القربي والى رئيس حكومة الوفاق.. اما المواطن عمران محمد عمران فيصب جام غضبه على رئيس حكومة الوفاق الوطني الذي قال انه فشل في تحقيق أي شيء للمواطن اليمني حتى الآن حتى على مستوى التدخل لدى النظام السعودي لإعادة النظر في العقاب ضد الشعب اليمني واتهم حكومة الوفاق بإهدار كرامة اليمنيين، وذكر باسندوة بتحرك السلطات المصرية الشهر قبل الماضي حينما أغلقت السفارة السعودية في مصر أبوابها لمدة 3 أيام تحركت الحكومة المصرية لأنها تحترم مواطنيها وأعادت فتح السفارة السعودية.
الفيز في خطر
حسب النظام السعودي فإن تاريخ صلاحية فيز العمل التي يتم شراؤها في اليمن بمبالغ تفوق المليون ريال يمني عدة أشهر فقط وحال عدم معاملتها في القسم القنصلي والدخول إلى المملكة فإنها تعتبر منتهية ولايمكن قبولها مهما كانت الاعتبارات والمبررات، وما علمناه خلال نزولنا الميداني لمعرفة أضرار إغلاق السفارة السعودية في صنعاء وإغلاق القسم القنصلي في عدن -ان الآلاف من الفيز التي تم إدخالها قبل ثلاثة أشهر إلى القسم القنصلي في سفارة المملكة في صنعاء او في قنصليتها في عدن في خطر، وان استمرار إغلاق السفارة السعودية سيحرم آلاف العاملين اليمنيين الحاصلين على فيزا عمل من السفر حتى وان فتحت السفارة فيما بعد، تلك المخاوف بدت واضحة على من التقيناهم من أصحاب الفيز الذين سلموها للمكاتب الموكلة بمعاملتها في اليمن أمام السفارة السعودية والذين عبرو عن مخاوفهم الشديدة من انتهاء الفيزا التي يحملونها قبل أن تعتمدها السفارة حيث التقينا المواطن محمد ناجي العامري الذي بدت عليه ملامح القلق من استمرار إغلاق السفارة السعودية، فالعامري سلم وثائق الفيزا قبل ثلاثة أشهر وكان بانتظار خروجها والسفر إلى السعودية إلا أن السفارة أغلقت وقيل إن إغلاقها لن يستمر أسبوعاً وبعد ذلك ارتبط إغلاقها باختطاف نائب القنصل السعودي وحمل الحكومة المسئولية عما يتعرض له المواطن اليمني من عقاب جماعي ، اما حسين الزغيمي من أبناء محافظة عمران فقد تحدث عن معاناة أربعة أشهر منذ أن دخلت وثائق سفره فيزا عمل ولم تخرج بعد حيث يقول الزغيمي: (أشتي اتخارج لا طريق (أنا طفحت من السيرة والجيّه) وتساءل (أين الحكومة حقنا أين الدولة هذه ليش ماتقول حرام ياخادم الحرام الشعب اليمني مظلوم).
العمرة في القليس
احمد سليمان قدّم على طلب عمرة منذ 3 أشهر ايضاً، قرر بعد نفاد صبره أن يستعيد ما أنفقه على السفر لأداء العمرة حال تواجدنا سألناه عن السبب فقال 3 أشهر وأنا بانتظار زيارة بيت الله وأداء العمرة.. يخافوا الله بالشعب المسكين هذا.. وتساءل: أية شريعة وأي قانون يمنعك من أداء الشعائر الدينية وبأي حق يحرمك من بيت الله؟!.. وتابع: والله اننا حنيت للقليس ورحمة الله على ابرهة الأشرم ألف مرة لأنه كان يريد أن يقرّب لنا الكعبة واحنا شعب الإيمان قلوبنا رحيمة وأفئدتنا لينة نخاف الله في الناس، ولذلك كنا أحق بالكعبة في بلادنا بدل الظلم هذا كله.
مناشدات متأخرة
على مدى الأشهر الماضية لم تتحرك أي جهة رسمية لرفع الضرر عن الشعب اليمني جراء إغلاق السفارة السعودية وقسمها القنصلي بل التزم الجميع الصمت وكأن الأمر لايعني الحكومة باستثناء منظمات المجتمع المدني التي اكتفت بإصدار البيانات بعد مضي أكثر من شهرين من إغلاق السفارة ، حيث ناشد الاتحاد اليمني للسياحة في بيان العاهل السعودي وحكومته معاودة فتح السفارة السعودية بصنعاء وقال ان استمرار إغلاقها يهدد بحرمان آلاف اليمنيين من أداء العمرة هذا العام وحرمان آلاف آخرين من الحصول على تأشيرة عمل أو زيارة ، وقال الاتحاد اليمني للسياحة إن إغلاق السفارة منذ أكثر من شهرين أعاق حوالى 10 آلاف يمني من الحصول على تأشيرة عمرة وحوالى 20 ألفاً تراكمت طلباتهم لدى الوكالات المعنية والراغبين في الحصول على فيزا عمل وزيارة إلى المملكة السعودية ، وقال الاتحاد اليمني للسياحة في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء بالتعاون مع مركز الإعلام الاقتصادي إنه كان من المتوقع أن تصل أعداد المسجلين للعمرة إلى 90 ألف معتمر، لكن التأشيرات توقفت عند 80 ألفاً قبل إغلاق السفارة، بينما أكد الأخ محمد الخولاني القيادي بالاتحاد أن أعداد فيز العمل الموقفة بسبب إغلاق السفارة «وصل إلى أكثر من 20 الف فيزة عمل وزيارة» .
كما ناشد ( حلف الفضول للحقوق والحريات ) في بيان صادر عنه بشأن إغلاق السفارة السعودية – رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني وكافة القوى السياسية والاجتماعية ومنظمات حقوق الإنسان إلى سرعة التحرك الجاد لإقناع حكومة خادم الحرمين الشريفين بسرعة رفع الضرر عن الشعب اليمني ، وأن يكون لنا قدوة حسنة في الشعب المصري الذي واجه نفس المشكلة بتحرك سريع أعاد الأمور إلى وضعها الطبيعي بين البلدين.
مصير الخالدي
ويظل مصير مصلحة اليمنيين رهينة الإفراج عن المختطف السعودي الخالدي الذي لايزال غامضا حتى الآن بعد خروج القاعدة من أبين وعزان شبوة ففي الوقت الذي توقعت بعض المصادر مقتل الخالدي سيما وان التنظيم تهاوى في الآونة الأخيرة إلا أن مصادر قبلية نفت مقتل الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي الأسبوع الماضي، وأكد محافظ أبين جمال العاقل، سلامة نائب القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي، نافيا أن يكون من بين القتلى الأربعة الذين تم العثور عليهم في منزل مدير الأمن العام في محافظة أبين جنوب البلاد، مشيرا إلى أن جميع القتلى يمنيون.وقال المحافظ “إن كل ما أثير عن شكوك بوجود القنصل السعودي مقتولا في منزل مدير الأمن العام في مديرية زنجبار عار عن الصحة، لافتا إلى أن الجثث تعود ليمنيين ولا علاقة لها بالدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي ، وأشار إلى “أن الجثث جرى تحويلها إلى المعمل الجنائي لفحصها، والتأكد من هويتها.
هذا وكانت مصادر قبلية في محافظة أبين أن المعلومات تشير إلى أن الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي لا يزال على قيد الحياة، وجرى نقله بسلام برفقة المختطفة السويسرية إلى منطقة عزان في محافظة شبوة , ومايزيد الغموض حول مصير الخالدي هو تسليم القاعدة لعزان – شبوة.
* نقلاً عن صحيفة الوسط