الرئيسية / تقارير وحوارات / الزنداني يدعو الشباب الى البقاء في الساحات "ليكونو مراقبين للدولة والحكومة"
الزنداني يدعو الشباب الى البقاء في الساحات \"ليكونو مراقبين للدولة والحكومة\"

الزنداني يدعو الشباب الى البقاء في الساحات "ليكونو مراقبين للدولة والحكومة"

20 يونيو 2012 07:01 صباحا (يمن برس)
أيّد الداعية اليمني ورئيس هيئة العلماء الشيخ عبد المجيد الزنداني في حوار خاص للجزيرة نت، دعوات تسليح ثوار سوريا والجيش السوري الحر، واعتبر أن من حق الشعب الدفاع عن نفسه لكونه يواجه القتل والذبح يوميا.

كما دعا الدول الكبرى إلى إنقاذ الشعب السوري، وطالب العرب بالقيام بواجبهم نحو شعب سوريا، وأن لا يتركوه يُذبح على يد فئة لا ترى لهذا الشعب حقا في الحياة، مؤكدا أن ما يجري في سوريا وصمة عار في جبين الإنسانية.

وعلى الصعيد الداخلي في اليمن كشف عن قرب عقد مؤتمر عام لكل علماء اليمن، يتناولون فيه القضايا الكبرى، ومنها قضايا التمرد المسلح، كما دعا شباب الثورة إلى الاستمرار في الاعتصامات لمراقبة الحكومة، ونفى شائعات بموافقته على التعاون مع المخابرات الأميركية مقابل رفع اسمه من قائمة الإرهاب.

وفيما يلي نص الحوار:

تحدثت مواقع يمنية مؤخرا عن وثيقة تقول إنكم عرضتم فيها التعاون مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) لاستهداف وقتل عناصر تنظيم القاعدة باليمن في مقابل رفع اسمكم من قائمة الإرهاب. فما حقيقة ذلك؟

هذا كذب محض، ومجرد افتراءات وأكاذيب، وهي تأتي في إطار الحملة التي ما زال يشنها ضدي نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأعوانه، وحقيقة الموضوع أن أمينة المظالم في الأمم المتحدة السيدة كيمبرلي بروست بعثت بمذكرة رسمية إلى مكتبي في 26 أكتوبر/تشرين الأول 2011 ذكرت فيها أن من مهام عملها التواصل مع الشخصيات والكيانات التي تطالب بشطب أسمائها من قائمة مجلس الأمن الخاصة بالمتهمين بدعم الإرهاب.

كما ذكرت السيدة كيمبرلي أنهم مكتب محايد عيّن من مجلس الأمن، وأنهم لا يريدون أن يظلم أحد، وقالت إنها تخشى أن تكون هناك ألاعيب سياسية تجاه الأشخاص المتهمين بدعم الإرهاب، فجرى تكليفها من قبل مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بأن تتصل بكل شخص اتهم بدعم الإرهاب، ومعرفة هل لديه اعتراضات على هذه الاتهامات أو تفنيد لها، وأعلنت استعدادها لاستقبال رأي الأشخاص المتهمين والنظر فيها، ونحن قمنا بالرد على مذكرة أمينة المظالم وقمنا بتفنيد كل الاتهامات الموجهة لنا وأكدنا أنها افتراءات باطلة جملة وتفصيلا.

هل تعتقدون أن ثمة إمكانية من خلال رسالتكم إلى مجلس الأمن بأن يرفع اسمكم من قائمة داعمي الإرهاب؟

طبعا، هم قالوا إن وظيفتهم هي التواصل مع الأشخاص المتهمين ورفع أسمائهم من هذه القائمة، ولقد أكدنا أن هذه الدعاوى كلها كاذبة وهي مكر وكيد سياسي من حكومة اليمن والمخابرات الأميركية.


هل تعتقدون أن الرئيس السابق صالح كان وراء فزاعة اتهامكم بالإرهاب للتضييق عليكم والحد من نشاطكم؟

قطعا بالتأكيد، فقد كان علي عبد الله صالح يشتكي مني إلى الأميركيين، وطلب منهم الحد من نشاطي وتحركاتي داخل اليمن وخارجه، وكان اتهامي بدعم الإرهاب باتفاق بينه وبين المخابرات الأميركية.

وكيف جرى إدراج اسمكم في قائمة المتهمين بدعم الإرهاب؟
أنا قرأت بنفسي عندما كانت كوندوليزا رايس وزيرة للخارجية بالولايات المتحدة أن أميركا اتفقت مع الدول العربية والإسلامية وغيرها على خطة ضد كبار المعارضين في تلك الدول وضد الهيمنة الأميركية، وأنه إذا عجزت أنظمة تلك الدول عن التصدي لشخصيات معينة بسبب مكانتها، فإن أميركا ستقوم بالتدخل في هذا الباب لتسهيل محاصرة تلك الشخصيات والزعامات المعارضة.

وهذا نشر في وقته وكنت أسأل نفسي كيف سيفعلون ذلك، ثم اتضح لي بعد ذلك أن الدولة اليمنية برئاسة علي عبد الله صالح هي صاحبة الاتهام لي ولجامعة الإيمان، بصورة متعمدة وفق الخطة التي اتفقوا عليها، واستجابة لهذا المخطط.

إذن هو اتفاق بين علي عبد الله صالح والمخابرات الأميركية على أن يتهموا الشخصيات التي لا يستطيع علي عبد الله صالح أن يحد من أنشطتها، ثم لما علم أن اسمي سوف يدرج في قائمة الإرهاب، جاءت الحكومة الفرنسية وطلبت رسميا من وزارة الخارجية اليمنية -هذا الكلام قاله لي موظف كبير في الخارجية اليمنية- عندما علمت بأن اسم الشيخ الزنداني سوف يدرج في قائمة داعمي الإرهاب، إذا أردتم أن نستخدم الفيتو فنحن على استعداد وننتظر ردكم، فلم يجب عليهم إلى اليوم. كما أن مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة كان يفترض حضوره الجلسة المقررة بهذا الأمر، ولكنه غاب عن الجلسة.

لذلك أطالب رسميا حكومة اليمن الراهنة بأن تعمل على رفع اسمي من قائمة داعمي الإرهاب، وأن تقوم بواجبها نحو مواطن من مواطنيها كما تفعل سائر الدول التي تدافع عن مواطنيها في المحافل الدولية.

ما حقيقة الخلاف بينكم وبين الرئيس السابق علي عبد الله صالح؟ ولماذا أصبحتم هدفا لحملة إعلامية شعواء عندما كنتم تقودون لجنة من العلماء للوساطة ولإنهاء حالة الصراع التي اشتعلت إبان الثورة الشبابية العام الماضي؟

عندما انطلقت ثورة شباب اليمن السلمية، كان الرئيس السابق علي عبد الله صالح، يريد أن نكون أبواقا له وأن نفتي باستحلال دماء المتظاهرين لكي يقتلهم، فأبينا ذلك وقلنا هذا حرام. هم يمارسون صورا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويطالبون مطالبات سلمية، من هنا بدأ الهجوم من النظام السابق على شخصنا.

وأعلن صالح أنه يحتكم إلى كتاب الله، وفي الحقيقة -كما نعلم- أنه لا يريد الاحتكام إلى كتاب الله وسنة رسوله، بل كان يريد فتوى لقتل المعتصمين في ساحة التغيير، والقضاء عليهم بالقوة، لما فشل في الحصول على فتوى بالقتل، حاول أن يزيف كلامي في وسائل الإعلام، فذهبت إلى ساحة التغيير بصنعاء وزرت المعتصمين، وبينت كثيرا من الحقائق التي أنا معتقد بها، من هنا أُعلنت الحرب ضدي من قبل النظام بوجه سافر.

فلما ولغ الرئيس صالح ونظامه وجيشه في دماء أبناء اليمن حكم على نفسه أنه قاتل، والحاكم إذا قتل نفوسا بريئة فمكانه المحكمة، ولقد استمر وواصل وتوسع في سفك الدماء، ورأينا المجازر في حق شباب الثورة، والعلماء كانوا يتألمون لذلك كله، ولكنهم رأوا أن الأمر قد تجاوز حده، وأن الرئيس صالح قد أساء إلى وظيفته، وهي مسائل ذكرها الدستور والقانون اليمني بأنها من الخيانة العظمى، ورأينا أن كثيرا من هذه الأشياء قد وقعت وأنه أصبح كرئيس عاجزا ولا يستطيع أن يدير البلاد، فمحافظات تمردت وخرجت عن سيطرته وطاعته، إلى جانب إثارة الفتنة بين أبناء الشعب ونهب ثرواته، والاستسلام للإملاءات الأجنبية، فكان أن أفتينا بعزله من رئاسة البلاد.

إلى أي مدى كانت هذه الفتوى ضرورية؟ وما هي الأسانيد التي استندتم عليها؟
طبعا تكلمنا بهذا لأنهم اختصروا الطريق، وجاؤوا بأسلوب فذ جعل الشعب اليمني يهوي إليهم، وثبتوا في مواقفهم واعتصامهم، فبعد أن استعملت معهم الأسلحة بمختلف أنوعها، خرجوا بصدور عارية كما كانوا يقولون، وثبتوا وكانوا كالجبال، فنالوا إعجاب أبناء الشعب، والعالم بأكمله.

الشاهد أنه بعد أن أفتينا بأن الرئيس لا يصلح ويجب أن يعزل، حدثت تداعيات كثيرة، ومواقف من الشعب قوية، وانشقاقات من الجيش تؤيد الثورة، فرسم الرئيس في ذهنه ومن حوله أننا نحن الخصوم له، فشن الحملة علينا، ومنها الأكاذيب بدون حساب، وكانوا يكتبون أنني قتلت بحادث وغيره من الافتراءات، ويقولون إنني في أرحب أقود المعارك، بينما أنا في صنعاء، ويفترون الأكاذيب بكل صورها وأشكالها.

وهل من حق الأمة أو الشعوب عزل الحاكم أو الرئيس؟
بل يجب عليها ذلك، إذا كانت تملك القدرة، وهي الآن خرجت بطريقة سلمية، لكن هذه الطريقة السلمية جاءت بمعان ضخمة وكبيرة جدا، أنه بلغ الحال منا يا أيها الحاكم أننا لا نريدك وإن قتلتنا، وهذا أعلى درجات الاعتراض.

وكيف ترون ثورة اليمن؟ هل حققت ثورة الشباب السلمية كل أهدافها بمجرد إزاحة الرئيس السابق صالح عن الحكم، أم لا تزال هناك أهداف بحاجة للإنجاز؟
لا شك أن الهدف المعلن للثورة كان شعار "ارحل" و"الشعب يريد تغيير النظام"، وهذا كان الهدف الأكبر، وقد تحقق هذا الهدف، ورحل علي عبد الله صالح، وما كان يمكن لأحد أن يتصور أنه سيخرج بهذه الطريقة، وكون أنه يرحل ويوافق على الرحيل، ويوقع على ذلك، ويطالب هو بانتخابات مبكرة لانتخاب رئيس جديد بدلا عنه، فذلك ما كان يريده الشعب، وقد تحقق ذلك، واليوم لدينا رئيس جديد.

لكن بعد ذلك أنا أتمنى أن تفتح الحوارات لكل من اشترك في الثورة وساهم فيها، وله جهد فيها، بين القيادات الفكرية والعلمية والسياسية، ويكون هناك منتدى واسع حول الأهداف المتفق عليها والمجمع عليها بين الثوار.

هناك العشرات من شباب الثورة ما زالوا معتقلين منذ العام الماضي، فماذا أنتم قائلون بخصوصهم؟
واجب على حكومة اليمن إطلاق سراحهم فورا، ولماذا يبقى شباب الثورة في السجون يوما واحدا؟ هل لأنهم يطالبون بالحرية، ولولا هؤلاء الشباب الذين خرجوا إلى الشوارع، وقيض الله هؤلاء الشباب، لما وجد رئيس الحكومة (محمد باسندوة) والوزراء في مناصبهم الآن، ولا حتى رئيس الجمهورية (عبد ربه هادي).

ولذلك نقول لهم، يا حكومة الوفاق لولا الشباب الثورة ما جئتم إلى الحكم ولا إلى هذه المناصب، ولا جاء الرئيس هادي إلى الكرسي، هؤلاء الشباب هم الذين رفعوكم وارتفعتم بهم إلى هذا المكان.

ونصيحتي أقدمها للشباب، الاستمرار في الاعتصامات بساحات الحرية والتغيير، وعدم الاستجابة إلى دعوات الانفضاض من الاعتصامات من ساحة التغيير، يل يجب أن تبقى الاعتصامات، وهؤلاء الشباب هم الضمانة الحقيقية، هم الذين فتح الله على أيديهم الباب للتغيير، ونريد أن يكونوا مراقبين للدولة والحكومة وما يتم إنجازه من أهداف الثورة.

كيف تنظرون إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل المرتقب؟
طبعا، الحوار مبدأ عظيم، ويجب أن نشجعه فهو خير من القتال، وخير من استباحة الدماء والأموال والأعراض، والحوار مطلوب جدا، ولكن من الذين سيحضرون مؤتمر الحوار؟ ومن الذي سيختار من يحضرون؟ وما هي نسب التمثيل؟ وهل هي معبرة عن الشعب كله، أم أن نخبة تختار من قبل جهة قد لا تكون معبرة عن الشعب كله؟

نحن نريد حوارا وطنيا لا يستثني أحدا من أبناء الوطن، أن يكون شاملا، وهذا الذي نؤكد عليه، وبحيث لا تأتي مجموعة من الناس أصواتهم كبيرة وحقائقهم صغيرة، والشعب صاحب الصوت الكبير ساكت ولا أحد يعبر عن قضاياه ومطالبه.

ولذلك نريد أن يشترك الشعب كله عن طريق ممثليه الذين يختارهم، والشيء الأهم أن يكون الحوار مفتوحا، ويجري نقله بشكل مباشر على الهواء عبر وسائل الإعلام، ليعرف الشعب من يتكلم باسمه، وماذا يقولون باسمه، حتى يحاسب هؤلاء الذين يتحدثون، فقد يأتي من يتقمص ثوب الشعب ولكنه في جلسات الحوار يعبر عن شيء آخر.

هل تخشون ضياع وحدة اليمن خاصة وأن هناك من يدعو للانفصال بالجنوب، وفي الشمال يسيطر الحوثيون على محافظة صعدة ويسعون لحكم ذاتي؟
نحن نطالب باتحاد العرب والمسلمين، وهذا الزمن هو زمن التكتلات الكبرى، فهل تريدنا أن نسير في الاتجاه المعاكس نقسم الأوطان الصغيرة، ونمزق الكيانات الموحدة، ولكن يجب علينا أن نصغي إلى الشكوى التي جاءت من كثير من إخواننا في المحافظات الجنوبية، وإن كان الذين في المحافظات الشمالية قد نالوا الظلم نفسه، ومع ذلك نصغي وننظر أين الشكوى ونرفعها، وفورا تُحل هذه الإشكالات، ولا تحتاج إلى تأخير.

ثمة من يدعو لأن يكون مؤتمر الحوار الوطني تحت سقف الوحدة، ولكن شكل الدولة والنظام السياسي يمكن الحوار بشأنه، فما رأيكم؟
طبعا، نحن نتكلم في كل شيء، لكن الثوابت الأساسية التي دعانا إليها ديننا، وتدل عليها العقول الصافية، وتتعلق بها قلوب أبناء الشعب اليمني، لا نجعلها موضع الحوار، فمثلا الوحدة هل نتحد أم نتقسم؟ وإذا كان المبدأ أن نقسم ما قد اجتمع وتوحد، إذن سنصل إلى تقسيم القرى، وكل قرية تصبح دولة، وهذا الكلام غير صحيح.

هناك قوى وجماعات مسلحة في الجنوب كتنظيم القاعدة وبعض قوى الحراك الجنوبي، وفي شمال البلاد توجد جماعة الحوثي، وهذه الجماعات ترفع السلاح في وجه الدولة وتحاول إقامة كيانات تحكمها في الأراضي التي تسيطر عليها، فما موقفكم منها؟

لربما أنت أول إعلامي سيسمع هذا الكلام بوضوح وتفصيل، فالعلماء مهتمون بهذا الأمر، كما هم مهتمون بغيره من الأمور الهامة في بلادنا، وهم يعدون لعقد مؤتمر عام لكل علماء اليمن، يتناولون فيه القضايا الكبرى، ومنها قضايا التمرد المسلح، والحركات المسلحة المتمردة على الدولة.

ولقد وصل العلماء إلى رأي معيّن عرضوه على الرئيس عبد ربه هادي خلال لقائهم به مؤخرا، وقالوا له لا تستثني أحدا من الحوار، لأن هذا هو الذي فعله علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، عندما خرج عليه الخوارج، فأرسل إليهم عبد الله بن عباس، فأقنع عددا كبيرا منهم وانضموا إليه، ولهذا فالحوار مهم وخاصة مع الذي يحمل السلاح، أما أن نقول: هذا نتحاور معه، وهذا لا نتحاور معه، فهذا كلام لا يخدم مصلحة الوطن ولا مصلحة الشعب اليمني.

لكن يجب أن يتم هذا الحوار وفق ثلاثة أسس أو شروط لا بد منها، الشرط الأول حرمة قتل أي مسلم، بل قتل معصوم الدم، ومعصوم الدم يدخل فيه الكافر المستأمن، وهو الذي دخل البلد بتأشيرة دخول، فهو مستأمن، وقد استدل العلماء على ذلك بقول رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام "من حمل علينا السلاح فليس منا"، ليس من المسلمين ولا من أمة الإسلام الذي يحمل السلاح على برها وفاجرها يقتلهم، فإذا، قتل المواطنين محرم، وقتل المعصومي الدم محرم، فالسلام يجب أن يتم ويأمن كل إنسان في البلد على نفسه وماله ودمه وعرضه.

وأما الشرط الثاني، فهو وجود الطاعة للحكومة والاعتراف بأنها صاحبة الأمر، وعدم محاربة رجالها وجنودها وضباطها وموظفيها، ما دامت هذه الحكومة لم تأت بكفر بواح، والكفر البواح أن تأتي بشيء من الكفر متفق عليه، والقانون اليمني رقم 6 الصادر عام 1995 يقول مفسرا ما جاء في الدستور إن "الخيانة العظمى هي أن يأتي الحاكم بأمر مجمع عليه بأنه كفر"، وهذا واضح.

والشرط الثالث، لا يسمح لأحد من المواطنين أو من غير المواطنين بأن يعلن حربا على أي دولة أجنبية، أو على مصالحها أو على مواطنيها من أرض اليمن، ما دام اليمن في حالة سلم وعهود بينه وبين هذه الدول، ودليل العلماء في هذا قول الله عز وجل، عندما جاء بعض المسلمين المستضعفين المضطهدين يستنجدون برسول الله، وهو بينه وبين قريش عهد، : "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق".

ونحن بهذه الشروط الثلاثة نقول للدول كلها التي تقول إن اليمن مصدر قلق أمني ومصدر خطر على الأمن الإقليمي والعالمي، نقول لهم لقد حللنا هذا الأمر، والعلماء باليمن يقضون على هذه المسألة وينهونها، عبر الثلاثة الشروط السابقة، بحيث تقدم للمسلحين والجماعات التي ترفع السلاح، ويقال لهم أنتم يمنيون، وحربكم حرب الشعب اليمني وجيشه وحكومته، وسلمكم سلم الشعب اليمني وحكومته وجيشه، فلا يحق لأحد أن يعلن حربا من نفسه على من شاء من الدول الأجنبية أو مصالحها ومواطنيها. ثم لا يجب الخروج على الدولة أو الاعتداء على جنودها وضباطها، أو أخذ مؤسساتها والسيطرة عليها، بل هي التي يجب أن تطاع، ما لم تظهر كفرا بواحا.

ولا يحق لأحد أن يقتل أحدا أبدا بأي حال، إذا لك شيء، اذهب إلى المحكمة، "وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله"، "فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول"، "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم".

وبالتالي يصبح المواطن آمنا، والدولة آمنة، والمجتمع الدولي آمنا، وهذه الثلاثة الشروط هي التي اشترطناها من أجل الدخول في الحوار مع الحركات المسلحة، بحيث إنه إذا خرج أي أحد منهم يبقى خارجا على الجميع، ويعامل معهم كأفراد.

سؤال يتعلق بثورة سوريا، هل تؤيدون دعوات التدخل الخارجي في أزمة سوريا الراهنة؟
نحن المسلمين فقط الصادقون في التحرك لإنقاذ الضعفاء والأبرياء وإن كانوا من غير ديننا وغير بلادنا، تحقيقا لقول الله تعالى "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها"، فأمة الإسلام والحضارة الإسلامية هي صاحبة مبدأ التدخل لإنقاذ الضعفاء، من الرجال والأطفال والنساء.

واليوم أصبح إنقاذ الضعفاء مبدأ عالميا، أساسه حقوق الإنسان، للإنقاذ من الانتهاكات وحماية الحريات، ولو كانت الدول الكبرى صادقة لكانت تكفي حادثة قتل واحدة، لتتحرك لإنقاذ الشعب السوري من حاكمه الذي يقتل شعبه أمام العالم أجمع، مستخدما كافة أنواع الأسلحة من الرشاشات والقناصة وحتى الدبابات والصواريخ والطائرات، وهذه وصمة عار في جبين الإنسانية، ولو أرادت الدول الكبرى التي عندها القوة والقدرة لأنقذت الشعب السوري، ولكنها غير جادة في ذلك.

وبقي هناك العرب، ووضعهم ضعيف وهزيل، ولكن هذا لا يعفيهم من القيام بواجبهم، وألا يتركوا الشعب السوري يذبح على يد فئة لا ترى لهذا الشعب حقا في الحياة.

وما رأيكم بشأن دعوات تسليح ثوار سوريا، وخصوصا الجيش السوري الحر، لمواجهة قوات نظام الرئيس بشار الأسد؟
هذا مبدأ يقرره القرآن الكريم، ويقره كل عقل سليم في الأرض، هذا أبسط الحقوق أن يدافع الإنسان عن وجوده وحياته، وواجب الشعب الدفاع عن نفسه، والله عز وجل يقول "ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".

ولكن هناك من يخشى حدوث حرب أهلية في حال تسلح الجيش السوري الح?
ما الذي يجري الآن، فالجيش السوري اختطف إلى يد فئة أعلنت الحرب عمليا، وقامت بالقتل والذبح عمليا، وتخوض حرب إبادة ضد الشعب السوري، هذا حقيقة مشاهدة، وأمر كائن وواقع، وهذا النظام يقوم بها، وعلى العالم وقف القتل وإنقاذ الشعب السوري.

وهنا نريد أن ننصح الطائفة التي ينتمي إليها نظام بشار الأسد، ونقول إن الشعب السوري لن يزيله أحد من أرضه، والشعب السوري هم إخوانكم وأهلكم وأصدقاؤكم ومن عشتم معهم فترات طويلة، وسيبقى فوق أرضه، أما الحاكم سيزول ويرحل، وفلا تتعلقوا بالزائل الذي سيرحل اليوم أو غدا، وتعادوا هذا الشعب الذي تعيشون معه فوق أرض واحدة، فلا تكونوا ضحية لهذا النظام، ويجعل منكم عداوة دائمة مستمرة ثأرية بينكم وبين الشعب السوري.
شارك الخبر