الرئيسية / كتابات وآراء / هل لليمن خلاص قريب ؟!

هل لليمن خلاص قريب ؟!

أحمد مصطفى الغر
الثلاثاء , 15 نوفمبر 2011 الساعة 09:40 صباحا
\" للأوطان أحيانا فترات صعبة تمر بها ، وفترات رخاء وعز وهناء ، كان اليمن هكذا .. بلد حضارة و تاريخ فى ماضيه .. جنة على جنوب أرض شبه الجزيرة العربية، ثم إنتكاسة من بعد رخاء .. لكن يبدو أن الانتكاسة قد طالت مدتها ! \"

في بلاد اليمن السعيد، أو هكذا كانت تُوصف في ماضيها المزدهر، قصة أخرى لحكاية شعب صنع ثورته ليقضي على براثن الحكم الفاسد وبقتل مشروع توريث كان التخطيط له يتم على قدم وساق، خرج الشعب اليمني يطالب بكرامة وحرية ولقمة عيش كريمة، خصوصاً وأنه يرى من حوله بلدان عربية مماثلة استطاعت أن تسقط أنظمتها الفاسدة، خرج الشعب مسالماً رغم كون السلاح في يد الجميع، إلا أن الشعب أرادها ثورة بيضاء حتى لا تفسد بياض الربيع العربي، وربما هذا ما كان يريده ثوار ليبيا أيضاً لولا جنون القذافي الذي فرض عليهم حمل السلاح للدفاع عن النفس أولا والتخلص من مرتزقته وكتائبه التي لا ترحم ثانياً، لكن داء اليمن هو رئيس يريد أن يبقى في الحكم إلى آخر لحظة من عمره، رغم أنه هو نفسه من خرج أكثر من مرة ليعلن أن الحفاظ على اليمن ووحدته هي أسمى وأهم واجباته التي وهب حياته لها، فكيف سيحقق ذلك إذا كان بقاؤه في الحكم هو لب المشكلة التي قد تودي باليمن وبشعبه على حد السواء؟! ، تطول ممطالة على عبدالله صالح ومعها تطول معاناة اليمن ، ولعل تلك المعاناة هى أخر ما قد يذكره أجيال اليمن المستقبلية عندما يقلبوا فى صفحات كتب التاريخ ليستعرضوا تاريخ الأباء و الاجداد.

سيقرأ أبناء المستقبل كم عانى أباؤهم فى شبابهم لتخليص الوطن من الانفراد بالحكم ، وجعل منصب رئاسة الجمهورية حكرا على شخص بعينه دون غيره ، بل ويتم توريثه من بعده لأبنائه كجزء من التركة والميراث ، فقبل عدة أشهر كانت عملية الإعداد والتجهيز لتعديل دستوري يسمح لعلي عبدالله صالح للترشح لولاية جديدة في 2013 تتم بخطي ثابتة، بالرغم من ان إدارته الاقتصادية الفاشلة أصابت الاقتصاد اليمني بحالة من الكساد جعلت أعداد كبيرة من اليمنيين فى الجنوب تطالب بالانفصال عن اليمن الأم، فيما يعرف بالحراك الجنوبي، هذا غير مصائب أخرى كثيرة ربما لم يكشف عنها النقاب بعد، إذن ما الذي يغري شعب اليمن في القبول ببقاء صالح في منصبه حتى أخر نفس؟! يقول صالح أنه جاء في منصبه بالشرعية، عن أي شرعية يتحدث الرجل؟! ، ولنفترض أن الشرعية قد جاءت به فى الحكم .. فلماذ لا يقبل بشرعية الشارع ألان التى تطالبه بالرحيل .. أليست هى الشرعية ذاتها ؟! ، فى الواقع لا .. لأن الشرعية التى يتحدث عنها هى شرعية التزوير وليس غيرها ، إنها شرعية التزوير والتدليس وتغيير إرادة الشعب وتطويعها لخدمة مصالحها فقط، يقول صالح انه مصمم على البقاء في السلطة حماية لليمن من الخراب والضياع والوقوع في قبضة الإرهاب، وكأنه يحكم على من سيأتي من بعده في السلطة بأنه سيترك البلاد لتضييع أكثر مما هي عليه.

أتمنى خلاصا قريبا لليمن من وضعه الحالى ، بأن تنتهى الأزمة وتنجح الثورة ليكتمل عقد الربيع العربى الأبيض ، لكن هل يبدو ذلك قريباً ؟! .. هذا ما ستجيبنا عليه الأيام القادمة .