ماذا بعد رفع الساحات
صالح احمد كعوات
الأحد , 21 أبريل 2013
الساعة 11:40
صباحا
ليس من المفيد الآن البقاء في الساحات لسبب بسيط وهو أن المرحلة تقتضي الانتقال إلى ساحات وميادين أكثر وأعمق من البقاء في الإعتصام وإلاّ ماذا يعني بقاء الثوار في الميادين وبقايا النظام والفاسدون مستمرّون في الوزارات والدوائر والمسئوليات..أليس هؤلاء من كانوا يخدمون الأسرة ويدافعون عنها ويُغطّون على فسادها وعبثها، فهل من المنطق أن نظل في الشوارع وهم في المكاتب.
لقد قدّم الثوّار الكثير في الميادين وعلى الحكومة أن تنقلهم إلى ميادين العمل التي حُرموا منها كثيراً وأُقصي منها الكثير رغم كفاءاتهم وإخلاصهم وقدراتهم.
يستحق الثائر الذي رابط في خيمته أن ينتقل إلى الوظيفة ليؤدي دوره لبناء اليمن من الداخل بعد أن ساهم في بنائها من خلال ميادين التغيير ... إنكم أيها الثوّار تستحقون الخلود في صفحات اليمن الناصعة تستحقون أن تتبوءوا الأماكن القيادية لتُكملوا المسيرة فأنتم من أخلص لوطنه وقدّم من أجله أغلى ما يملك.
ليست الخيمة هي معيار الثوريّة بقدر ما كانت ضرورة ومرحلة من المراحل حين أبا الإستبداد الرحيل إلا بمغادرتنا البيوت وأماكن العمل إلى الساحات ورفع الأصوات ولكن يجب أن يتحول المسار وتتغيّر المعادلة ليكون التحرّك من الخيمة إلى الوزارة والمكتب والمؤسسة وغيرها من مرافق الدولة.
من أجبر الثوار على البقاء في الساحات قد رحل ونفي هو وعائلته وأصبح شيئا من الماضي لذلك فإن البقاء فيها بعد كل هذه المراحل التي قُطعت من العبث بالثورة وتضييع الوقت وترك المجال لأتباعه للبقاء يعبثون ويخربون.
إن رفع الخيام من الساحات والتحوّل إلى الوسائل الأخرى المختلفة دليل نضج الثورة اليمنية وأن الثوّار يحملون مشروعاً إيجابياً قادرون على تحقيق النهضة والبناء وليسوا عبثاً كما يريد تصويرهم البعض فهم حين خرجوا للساحات يعرفون لماذا خرجوا وماذا يريدون والى متى سيظلون، وحين خرجوا منها يدركون إلى أين يتجهون وماهو الدور المطلوب منهم.
حقاً إنها ثورة رائعة وشباب أروع يحلّقون بأنفسهم في أعالي الأهداف ويسمون بأنفسهم عن البقاء داخل معترك سلبي لا يحقق نتيجة ولا يترك أثرا.
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |