الخطاب السياسي بين الحوار والخمار !
د . أشرف الكبسي
الثلاثاء , 19 مارس 2013
الساعة 06:05
صباحا
لطالما تعاطا الخطاب السياسي – وما يزال - مع (الوطن) باعتباره ورقة رهان يضعها كل مرة على طاولة القمار السياسي ، موظفاً الماكنة الإعلامية ، للترويج الزائف ، والدعاية الخادعة ، عبر تحريك الشعور الجمعي (اللاواعي) ، وسوقه - ترغيباً وترهيباً- في اتجاه أحادي قطعي لإنجاح رؤية أو ممارسة سياسية قائمة بذاتها ، وإعادة إنتاج مباركة شعبية (قسرية) لكل ما تتبناه وتقوم به – دون أن تتحمل مسؤوليته - نخب السياسة والنفوذ.
من المؤكد أن هذه البلاد وشعبها (ثابت) وأن التجارب والممارسات والأفراد (متغير) ، وإذا كان مشروع الحوار الوطني الشامل (لقوى النفوذ) ، يمثل بالفعل مخرجاً للكثير من الأزمات ، وحلا للعديد من العقبات ، فإن علينا – وبالرغم من كل آمالنا وأمانينا –التخلي عن (النعامة) التي تسكننا ، ومواجهة مشكلاتنا وتحدياتنا ، باعتبارها نتاجاً لممارساتنا وأخطائنا ، لا قدراً مكتوباً علينا ، وأن نتساءل: هل يمكن لهذا المشروع (التحاوري) أن يفشل – كلياً أو جزئياً – في تحقيق تطلعاتنا ؟ وإن حدث ذلك ، فهل سنرفع بالتسليم أيادينا ، ونبدأ نزوحاً كونياً ، وهجرة جماعية على غرار ما حدث بعيد انهيار السد؟
كي لا يتحول الحوار الراهن – على أهميته - إلى (خمار) يحجب عنا حقيقة ما جرى ويجري وسيجري ، وحتى لا يصبح محطة تالية في مسار خيبة الظنون المتلاحقة ، ينبغي النظر إليه باعتباره محاولة أخرى لا أخيرة ، وتبني خطاباً سياسياً إعلامياً مغايراً ، يضع الأمور في نصابها ، ويسمى الأشياء بمسمياتها ، خطاباً يعتمد الموضوعية في طرح المشكلات ، والمصداقية في تقديم الحلول بوصفها مقترحات وبدائل ممكنة - بل ومؤلمة أحياناً - تحتمل الصواب والخطأ ، لا نتائج ومصائر ملزمة ، فالنتائج ليست رهناً فقط بما تفرضه التوقعات، وتقتضيه الرغبات ، ولكن بحجم العمل على استعادة الثقة والصدق في تحمل المسؤوليات..!
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |