ثوار - 2

د. وليد العليمي
الأربعاء , 06 فبراير 2013 الساعة 06:40 صباحا
قال تعالى:\" وهو معكم أينما كنتم \" الحديد 4

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف خلق الله محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلي اًله وصحبه وسلم ، من يستغل الوظيفة العامة لأغراض شخصية ويتعامل بالربي قال تعالي ( وأحل الله البيع وحرم الربا ) البقرة 275

وقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) ( عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :- ( لعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) اًكل الربا ، وموكله \" رواه مسلم ، زاد الترميدي وغيره \" وشاهديه ، وكاتبه \"

ومن يتعامل بالرشوة ، ومن يعتمد في حياته علي خداع نفسه وخداع الاًخرين وإستغفالهم بترك أوامر الله وإتيان نواهيه قال الله تعالى الهادي الجامع ( فاستقم كما أمرت ) هود 112 ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسوال الله صلي الله علية وسلم \" قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله \" قالوا :- ولا أنت يا رسول الله ؟ قال :- ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمه منه وفضل \" رواه مسلم \" والسداد \" :- الاستقامة والإصابة بعمل الخير كما أمر الله والانتهاء عن نواهيه ، في عرف فئة من الناس \" أحمر عين \" ، يجب أن تعي هذه الفئة وتفهم جيداً أن من يرتكب هذه المعاصي \" علي نياته \" الساذجة كأفعاله الساذجة بحيث يظن ألاعاصم له من أمر الله تقدست أسمائه وتعاظمت قدرته عز وجل حيث قال ( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ) هود 102
وأخذ الله بالعقاب المغلظ والشديد لمن ظلم نفسه باقتراف المعاصي وظلم غيره .


نداء :-
وندائي لهذه الفئة من الناس ألا يكون العاصي قدوة لهم ، ولو نجح بعض الوقت أو معظمه ، بتحقيق مكاسب نفعية ودنيوية زائلة لا محالة . وأن يكون قدوتهم ( الرسول الخاتم ومعلم البشرية محمد صلي الله عليه وسلم ) قال عز وجل الأول والأخر ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً ) الأحزاب 21 ، والغر الميامين من السلف الصالح ، وفي حقيقة الأمر بعض هؤلاء يدركون خداعهم لأنفسهم وللاًخرين ،يحملون هوية الاسلام بالأسم فقط وفي بطائقهم الشخصية تجد الديانة مسلم ، والاسلام منهم براء ، قال سبحانه وتعالى الواجد الماجد ( ومن الناس من يقول أمنا بالله وباليوم الاًخر وما هم بمؤمنين ، يخادعون الله والذين اًمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون ، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون ) البقرة 8 ،9 ،10


إدراك :-
يجب علينا أن ندرك غاية الإدراك أن هؤلاء تدرك حقيقتهم فئة عريضة من الناس وأنهم وأي مكاسب دنيوية حصلوا عليها في الطريق إلي الزوال قال الله تعالى الواحد القهار ( وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا الي أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال ، وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال ) ابراهيم 44 ،45 ، عندها سيًقطع حبل الناس كما قطعوا حبل الله بأيديهم وبإختيارهم ، قال الله تعالى المحصي الجبار ( ضربت عليهم الذله أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) ال عمران 112 ، ويجب أن يدرك هؤلاء أن حبل الناس حبل يلتف حول أعناقهم كخيوط بيت العنكبوت ، ويجب علينا أن ندرك أن كثير من المفاهيم يجب أن تتغير ، وأن علينا أن نسلك طريق التماهي مع الواقع التغييري الذي صنعناه بثورة بيضاء يجب أن تمتد شرق قلوبنا وغربها كامتدادها في ساحات الحرية والتغيير .


ثورة روحية وإنقلاب تغييري :-
ثورتنا يجب أن تكون إنقلاب تغييري وثورة روحية مرشدها وزعيمها وملهمها وقائدها إمام المتقين وسلطان العارفين محمد بن عبد الله الصادق الأمين ، الذي إيقظ وبعث في قلوبنا روح التغيير والثورة علي الظلم وأهله ( عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا علي يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه ) رواه أبو داود ، والترميذي والنسائي بأسانيد صحيحة .


اعبر نهر الخوف :-
أيها الواقف بجوار نهر السلبية والخوف والتردد أعبر نهرك هذا الذي صنعته بنفسك وبتدليس هؤلاء القلة اليائسة ، ألن يكون لك عبورك الذي تفخر به أمام نفسك قبل أن تلقى ربك قال تعالى المعز المذل:
( فإذا جاء أجلهم لا يستئخرون ساعة ولا يستقدمون ) النحل 61 ، تحرر، إنجز، ثور، لا تقف مكتوف الأيدي ، طوق النجاة هاهو ذا يلقى إليك ، دع صحاريهم المقفرة والموحشة والجدباء وأعبر نهر السلبية والتردد والخوف الي الضفة الأخري إلي المروج الخضراء مروج النقاء والأيادي البيضاء .