الأستاذ سمير ،،،،، ورحلة السندباد ( 5 )
عباس القاضي
الثلاثاء , 01 يناير 2013
الساعة 10:08
مساء
رآه يقترب وعيونه كأنها \" كشافات \" سيارة ذات اللون الأصفر الداكن ،، يحدث نفسه : يا هل ترى ،، هل هذا المخلوق من فصيلة الحمير التي ترى الشياطين ؟ أم فصيلة الديوك التي ترى الملائكة ؟، وأردف : ما هذه التساؤلات الغريبة ؟ أنا ، لا ، هذا ولا ذاك ،،، يبدو أنه متخصص لرؤية المدرسين.!
ها هو يقترب ، وعيناه مركزة نحوه ، حف قدميه إلى أعلى رعبا من مَقْدَمِه ،،، لن يستطيع أن يصعد إليه ، هكذا عرف من الحكايات الشعبية ، التي سمعها صغيرا ، تربع في جلسته ، نظر إلى أسفل ،، رآه يتشمم الكيس والحقيبة ،،، قال له : خذ لك \" جماع صليعات \" وامش لك ، أما رجلي والله ما دخلت بطنك .
كان النمر يدس أنفه داخل الكيس ، وينفخ لعله يرى شيئا يأكله ، إلا إنه حيوان لاحم لا يستسيغ أكل الفطائر ، وعاود النظر إلى أعلى ، نظرات مرعبة ، ظل يحلق حول الشجرة ، ينظر إلى سمير كأنه ثمرة ينتظر سقوطها ، وسمير ينظر إليه يخاله أسدا شرسا عند صمته ، وقطا أليفا عند تسبيحه ، كان واثقا من دعاء أمه له ، وهي تودعه قائلة : تعود بالسلامة ، مطمئنا بالله أنه لن يفجع أمه به ، وما هذه إلا نوع من المغامرات ، هكذا أراد سمير أن يطمئن نفسه .
بدأ النمر يحك جسده في جذع الشجرة حتى تهيأ لسمير كأنه منشار يحاول قطعها ، كان سمير يحرك رأسه مع حركة النمر جسده ،، ومن \" حنقه وزعله \" يردد : \" ألا ليل ، ليل ، ليل ، ليل \" \" ،،، ليس بيده عصا حتى يؤذيه به ،،، لكن كان الدعاء حاضرا في قلبه تسبيحا واستغفارا ،،، وفعلا بدأت أساريره تنفرج ، عندما سمع صوت كلاب ،،، عندها توقف النمر من حك جسده ، وبدأ يشنف السمع ، ويبتعد عن الشجرة ، يبحث عن المصدر ، لكن النباح لم يتوقف ،،، بدأت نوازع الرغبة للعودة إلى الشجرة ، ونوازع الخوف من نباح الكلاب يتصارعان ، لكن الأخير سيطرت عليه فولى هاربا من حيث أتى .
قال سمير : سبحان الله ! إن الله لم يخلق شيئا عبثا ،،، فهذه الكلاب ، رغم نجاستها ،،، إلا إنها لا تخلو من فائدة .
نزل من الشجرة ليستريح بعد جلوسه على وضع واحد لفترة طويلة .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |