الرئيسية / كتابات وآراء / آل سعود واليمن، وتحديات الثوار

آل سعود واليمن، وتحديات الثوار

سمير الشرجبي
الأحد , 14 أغسطس 2011 الساعة 10:01 صباحا
مساهمة في تقريب الصورة امام الجدل القائم حول أل سعود واليمن وانكار البعض للدور السلبي التي تلعبه المملكة في مواجهة الثورة واي تغيير حقيقي في اليمن ساحاول ان استرسل في الافكار والمعلومات من مخزون الذاكرة الثقافية على وعسى ندفع البعض المتخصص الى المضي في دراسة علمية معمقة تساهم بفهم هذا الواقع وتعقيداته بين المبداء والمصلحة.
لذى اود ان اورد بعض الاسس التاريخية للحديث كي لا نسمح بمغالطات وفبركة كلام ليس صحيحا او استخدام كلام في غير مكانه ولذى فالثابت التالي :-
1) ان اليمن بملك تاريخ عريق وطويل منذ عمق التاريخ البشري نفسه وهذا علم بالارقام والمدونات التاريخية بل وحتى الكتب السماوية قد عرضتها وتحدثت عنها.
2) جغرافية اليمن واضحة وضوح الشمس ومدونة في كل كتب التاريخ والجغرافيا.
3) الانسان اليمني عرف عنه قوته واعتزازه بنفسه وقدرته على صنع الحضارت الانسانية بل وقيادته للفتوحات الاسلامية التي وصلت ابواب اوروبا الجنوبية وكذا اغترابه ونشره للاسلام في بقاع الارض من الهند الى السند وافريقيا وانونيسيا وماليزيا والصين....القائمة طويلة.
4) الانسان اليمني لايقبل احتلال ولا تسلط بل كان دائما ثائرا ومقاتلا لكل من حاول ان يدوس على اليمن طرف.
5) الانسان اليمني طوله عمره موحدا معتز بانتمائه لهذه الارض واتاريخها العريق وكذا فان اليمانيون هم مسلمون اشداء وقوميون حتى النخاع وثوريون حتى التضحية بالنفس .
6) اليمانيون هم نصرة رسول الامة ومناصريه ومن وقف معه وايده ومدوه بالرجال يوم منع عنه اهله ذلك.
في المقابل ...من هي المملكة العربية السعودية؟
باختصار هي دولة قامت على انقاض امارات ضعيفة في نجد والحجاز والاحساء بعد حروب طويلة قادتها اسرة أل سعود لتقيم الدولة السعودية الاولى التي فشلت وبعدها عادت الدولة السعودية الثانية وتمكنت من البقاء بدعم الاستعمار البريطاني الذي وقعت الجزيرة العربية تحت انتدابه في القرن القرن العشرين واتحالفت مع الاسرة السعودية على حساب الاسرة الشريفية (اسرة الشريف حسين).
اذا فهي مملكة سمية باسم اسرة من نجد (ال سعود) وصبغ بهذا الاسم كل ابناء نجد والحجاز والاحساء والجزء المحتل من اليمن في عسير ونجران وجيزان....هل لدى اي حد اعتراض؟
ولذى فابنا نجد والحجاز والاحساء...انساب رسول الله واهله ومن والاه..هم اليوم ينتسبون لاسرة أل سعود....وهذه الدولة العربية والاسلامية الوحيدة في العالم التي تسمى باسم اسرة...بالاضافة طبعا الى دولة بوليفيا الغير مسلمة التي سميت على اسم ملكها كثاني دولة في العالم باسره باسم اسره.
طبعا اموال الدنيا كلها لا تغني الانسان عن نسبه الا من رضي بذلك وقبل بها اما مقموعا او مذلولا او مبيوعا..او مشترى.اما الاحرار فلا يقبلون ان تنسب ارض وانسان وحجر سماء الى اسرة مهما كانت عظمة هذه الاسرة والدليل ان سيد خلق الله لم يعمل له مملكة باسمه بل خلافة للمسلمين.

بالنسبة لعلاقة هذه الاسرة الحاكمة هناك باليمن فهي تاريخية خلافية فهي اولا مغتصبة لارض من اليمن بالقوة وضمتها الى مملكتها التي انشئتها والتي لم يقرها الشعب اليمني يوما بل دخل اليمنييون في حرب معهم انتهت بمعاهدة مع الامام ولم يجددها الاحرار من اليمن وما اقدم عليه نظام صالح هو اعطاء من لا يملك ارض لمن لا يستحق (الارض اليمنية ليس ملك نظام حاكم مهما كان بل هي ملك لاجيال ولت واجيال ستاتي).

ادرك النظام الملكي ان بقاء أل سعود ومملكتهم مرهون بدول ضعيفة وفاشلة حولها وهكذا عملت بكل الوسائل مستعينة تارة بالبريطانيين ايام الحقبة الاستعمارية حتى نهاية السبعينات وارتمت بعدها في احضان الامريكان بما يمثلون من قوى الهيمنة الدولية الجديدة ففتحت لهم الارض وما عليها لما سموه استثمار وتدريب ومحاربة ارهاب كما كان قبلها حربا على الشيوعية وخطرها.

اليمن والعراق تمثل ل أل سعود الخطر الحقيقي فعلا لانها دول كبيرة وذات تاريخ عريق وتملكان مقومات الدولة الناجحة التي ممكن ان تمثل خطرا عليها.
ولذى فان أل سعود لا بد ان يخضعوا اليمن والعراق في دوامة مستمرة من عدم الاستقرار وبذا تبقى هذه المملكة سيدة المنطقة فهي تملك النفط بكميات مهوله بالاضافة الى البعد الديني لمكة المكة والمدينة المنورة وميول المسلمين جميعا الى التمسك بالاستقرار بهذه الارض.
فكان لهم ذلك ولننضر الى العراق وحاله اليوم لنعرف انها تحت الاحتلال الامريكي والايراني ,والتشرذم الطائفي والعرقي والديني الذي سيجعلها كذلك مع الاسف لعشرات السنيين.
اما اليمن فعروف ان هذه الاسرة رغم ان الامام حاربها على الارض اليمنية (بحكم انها جزء من مملكته) الا انها وقفت معه حينما اصبح الامر في الثورة التي تغير النظام من ملكي معفن الى جمهوري يحمل مبادي الفكر القومي والاشتراكية العربية فتصدت المملكة وقوى الاستعمار معها للثورة بل وجلبت المرتزقة من اوروبا لمقاتلة الثوار ولمن لا يصدق يقراء مذكرات المرتزق الفرنسي الشهير بوب دينار الذي تحدث عن قتاله بجانب الملكيين بدعم من السعودية والانجليز ضد الثوار اليمنيين بعد ثورتي 62 و63 من القرن الماضي.
لم تنتهي تلك المعارك الا بعد كسر حصار السبعيين واتفاقية المنقلبين على الرئيس السلال مع الملكيين وعودتهم للمشاركة في الحكم بصورة وباخرى.
كان موقف ال سعود من النظام الاشتراكي في جنوب اليمن عدائيا بل وتكفيريا ودفعت بكل امكانياتها لضرب الاستقرار هناك وشراء الذمم وقيادة حملة تكفيرية ضد ذلك النظام الاشتراكي كونه نظام ملحد وكافر يجب التصدي له بل والعمل على اسقاطه.
بعد قيام حركة 13 يونيو التصحيحية التي قادها الرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي في الجزء الشمالي من اليمن والتقاء مشروعه مع مشروع الرئيس الشهيد سالم ربيع علي في الجنوب وكذا الخطوات العملية التي خطاها الحمدي في بناء الدولة اليمنية الحديثة - دولة النظام والقانون في شمال اليمن وبدء ظهور هذا العملاق ونتائج الانجاز الذي اوجده بامكانيات اليمن المتواضعة وامتلاكه لحب اليمنيين من اقصى اليمن الى اقصاه بل والنجاح الاقليمي والدولي الذي حضي به شعرت المملكة بهذا الخطر القادم من الجنوب.
رغم ان الحمدي وبمشروعه التنموي كان قد استعاد العمالة اليمنية والمغتربين اليمنيين في العالم الذي دفعوا بكل ثقلهم لدعم مشروعه التنموي والذي بالطبع سيعكس نفسه ايجابيا على المنطقة وعلى السعودية بشكل خاص لانها ستتخلص من الاعباء التي تتحملها لدعم انظمة فاشلة.......كان هذا و المنطق......ولكن السعودية جن جنونها واحست بالخطر المحدق بمشروعها الملكي الذي بات يهدد الاسرة الحاكمة لان البديل جاهز في دولة جارة (ففيرة صحيح) ولكن .......ما تملكه هو للشعب وليس لاسرة......دولة تحمي ولا تهدد..تبني ولا تبدد...والاخطر من ذلك ,الالتقاء بين مشروع الحمدي ومشروع سالمين الوحدوي والذي صاغا ملامحه بكل موضوعية كانت قاب قوسين او ادنى من تحقيق الوحدة والبدء بخطوات الوحدة الفعلية من خلال زيارة الرئيس الحمدي لعدن في ذكرى احتفالات 14 اكتوبر العظيم.

لم يستطع السعوديون وكذا قوى الاستعمار المتكبر الخائف من قوة اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية فتامرة على اليمن اسرة ال سعود ومعهم اميركا وفرنسا ومخابرات حلفائهم في المنطقة في ايران الشاه ومصر السادات...فكان لهم ان اغتالوا حلم اليمنيين في ال11 من اكتوبر 77 وبايدي يمنية خانت العهد والدين وجرت وراء السلطة والجاه والمال.
تلتها جريمة اخرى في عدن قادها اخرون وجدوا في سالمين ومشروعه الوحدوي المستقل عن هيمنة السوفييت خيانة فارتكبوا جريمتهم تحت مبرر حقيبة الموت التي ارسلها سالمين للمقتول الغشمي.
تلت تلك الجريمة واستلام الغشمي الحكم ومقتله بعد 8 اشهر لتدخل اليمن في صراع على الخليفة والذي حسمتها السعودية باختيارها...... لعلي عبدالل صالح... - كما اكد على ذلك المرحوم الشيخ عبد الله الاحمر في مذكراته في الصفحة رقم 118 ولم يكن الشيخ عدوا للسعودية ليتجنى عليها ولكنه كان الصديق والموالي لنظام أل سعود وهنا اود ان اسجل ان أل سعود لايريدون حاكم في اليمن له تاريخ واسرة عريقة بل تريد شخصية وضيعة وضعيفة تبقى دائما ذليله امامها مهما كبر سلطانها.

لكي اختم اود ان اوكد ان نظام ال سعود وطوال فترة حكم علي صالح وقفت معه حتى وان حاول التمرد عليها احيانا بتحالفاته المختلفة سواء مع صدام حسين او الملك حسين وذلك لاحساسه الدائم بالدونية امامهم وادراكه انهم هم من اتى به الى الكرسي...وهذا شعور انساني طبيعي ومنطقي.

القراءة في السطور اعلاه توصلنا الى نتيجة حتمية وهي ان ال سعود لن يتركوا اليمنين باقامة دولة ناجحه مستقلة معتمدة على نفسها حتى وان عاهدتهم على الولاء بل يريدونها فاشلة تابعة حتى ولو صرفت عليهم المليارات....

لذى فلدى الثوار تركة كبيرة...وجارة متربصة ...تسعى اليوم على لاجهاض الثورة وتقزيمها وتحويها الى ازمة...يتغير فيها الواقع جزئيا وليس ثوريا..