الأخوان .. يتغيرون لا يغيرون
عارف الدوش
الجمعة , 07 ديسمبر 2012
الساعة 08:40
صباحا
مهما قيل أن قرارات مرسي متفق عليها ومبرمجة بينه وبين قيادات قليلة في تنظيم الأخوان تهدف إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب في الدستور الجديد باعتبار انه سيتم مناقشته وإقراره في ظل أزمة حادة تكاد تفجر المجتمع المصري وسيجعل الأغلبية التي ترفض الإنقسام والمواجهة تقبل على مضض التهدئة \"بدستور مسلوق\" يحقق من خلاله الإخوان المسلمون مكاسب ما كان لهم أن يحققوها ويستند أصحاب هذا الرأي إلى مؤشرات ربما قد لا تكون صحيحة منها إن الإصرار على رفض التعديل للإعلان الدستوري من قبل مرسي والتصعيد لإحداث أزمة في المجتمع أولاً ووجود مادة في مسودة الدستور الذي طرح للتصويت تنص على إلغاء أي إعلانات دستورية وتعهد مرسي أنه لن يستخدم الإعلان الدستوري قبل الإستفتاء على الدستور كل ذلك هدفه النهائي القبول بدستور\"مسلوق \" وهو ما اشار إليه عمرو موسى بإنتقاده التعجل في تقديم الدستور للمناقشة وإقراره بالإستفتاء للخروج من الأزمة التي صنعها الرئيس مرسي بالإعلان الدستوري وإقالة النائب العام كما اشار إلى ذلك محمد البرادعي وهو الوصول إلى \" مشروع دستور يعصف بحقوق المصريين وحرياتهم\".
لست من هواه التحريض ضد الأخوان ولا من دعاة الخصومة معهم بل أدعوا وباستمرار إلى تشجيعهم على الإنفتاح وممارسة الديمقراطية الليبرالية واطلب من عقلائهم الصبر والعمل فكرياً وتنظيمياً لتعزيز الممارسات المدنية والقبول بالأخر والتسامح وخدمة الجماهير وعمل حساب لها كون الوصول إلى السلطة يتم من خلال الإنتخابات والديمقراطية والطريق الليبرالي وليس العسكري الشمولي والإنقلابات أو القيادة بالأزمات تنفيذا للمثل الشعبي \" فجعه بالموت يرضى بالحمى\" لتمرير قضايا وسياسات وتوجهات محددة وأطالب - ويفترض أن يطالب الكثيرون- من القوى الليبرالية\" اليسارية والقومية والتكنوقراط\" إن تقف إلى جانب التيار الليبرالي في الأخوان ليظهر ويتوسع ويفرض رؤيته بالديمقراطية كون ذلك يخدم البلدان العربية لا أن تقف مواقف الخصومة والعداوة لان ذلك يعيد تيار التجديد في الأخوان إلى أحضان التيار الشمولي الساعي لعسكرة الجماعة والمجتمع ليحتمي به.
وهنا يمكن طرح السؤال الكبير والهام هل يتغير أخوان مصر بعد وصولهم للحكم بطريقة ديمقراطية ويخرجون من عباءة الشمولية وعسكرة التنظيم والحياة برمتها ؟ أم سيظلون \" شموليين\" وتحت سيطرة مجموعة صغيرة في القيادة هي التي تتخذ القرار وهو ما سيجعلهم لا يختلفون كثيراً عن من سبقهم من حكم العسكر والعائلات . وهل سيستفيد من تجربتهم الحالية الأخوان المسلمون في دول الربيع العربي ومنها اليمن ؟ باعتبار ان أخوان مصر هم النموذج والملهم منذ تأسيس الجماعة على يد المؤسس الإمام حسن البناء الذي ما كان يريد للجماعة الإنغماس في الشمولية وعسكرة التنظيم والمجتمع . ولازال الحكم بنجاح وفشل الأخوان في الحكم مبكراً وهناك من يصرخ بصوت مرتفع بضرورة أن يتدرب الأخوان كيف يتحولون من الشمولية إلى الحياة الديمقراطية الليبرالية والتصبر على تجرع \" علقم \" الليبرالية والديمقراطية \" الذي جرعوه من سبقهم من الحكام لان ذلك أفيد لهم وللمجتمع وهو علاج نافع لتقليل الخصوم الذين استحوذت قياداتهم على المال والسلطة لدهر من الزمن وهي الأن مستعدة لإنفاقه في سبيل افشال حكم الأخوان. وليعلم الأخوان جيداً أن الصراع سيستمر ولن ينتهي المطلوب منهم باعتبارهم الأقوى إقتصادياً وجماهيرياً تهذيب الصراع بأليات ديمقراطية ليبرالية فليصارع الأخوان خصومهم من خلال برامج سياسية وكسبهم وعدم تجاهلهم وإقصائهم وعدم استفزاز الناس في الشارع باتخاذ قرارات شمولية بعد أن صوتوا لهم وتفائلوا بتحقيق طريق أخر غير طريق العسكر الشمولية.
وأخيراً ليعلم الأخوان المسلمون في مصر واليمن وغيرها من بلدان الربيع العربي أنه ليس هناك طريق أخر غير ممارسة السياسية باليات ديمقراطية ليبرالية تقبل بالأخر وترفض النزعات الشمولية والإستحواذ والهيمنة والإستخفاف بالجماهير وليتذكرون جيداً أن الجماهير التي أذاقت من سبقهم من الحكام \" العسكر والعائلات\" علقم الديمقراطية الليبرالية المر عن طريق الثورات الشعبية هي نفسها قادرة على تجريعهم نفس العلقم وبمرارة أكثر مهما تغولوا عسكرياً وإقتصادياً.
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |