مفهوم الديمقراطية في العالم العربي
يحي محمد القحطاني
الأحد , 25 نوفمبر 2012
الساعة 10:40
صباحا
وبسبب إحاطة الحاكم العربي و رئيس الحزب بهالة من التبجيل والتقديس ،يتم إختزل الشعب في صورته، فهو الجندي والعامل والفلاح والمثقف والمحامي والطبيب وكل ما يعمله يصنف ضمن الأمور الخارقة ،بل وتحتل صورة كل مكان وصولاً إلى غرف النوم ،وهذه السمة طبعت جميع الأحزاب العربية،وأصبح رئيسها رمزاً ،ووصل الأمر عند بعض الأحزاب إلى النص على استمرار تولية للرئاسة في قانونها الداخلي مدى الحياة،فنحن مثلا في اليمن قد(هرمنا)كما قال أحد المناضلين التونسيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح يحكمنا لمدة33سنة،وفي ليبيا ظل المرحوم ألقذافي يحكم ليبيا أكثر من 42 عاما،والملك حسين في ألأردن حكم أكثر من 45 عاما ،والرئيس المصري السابق حسني مبارك حكم مصر أكثر من 31عاما،والمرحوم حافظ ألأسد حكم سوريا أكثر من 30عاما ثم ورث الحكم من بعدة لابنة بشار،وفي المملكة المغربية فقد حكم الملك الحسن الثاني أكثر من 35عاما ورث الحكم من بعدة لابنة محمد الخامس،وفي تونس الخضراء المرحوم بورقيبة حكم حتى وصل به الحال أن كان يشكل حكومة في الصباح وفي المساء يشكل حكومة أخرى بسبب كبر سنة والقائمة تطول في مثل هذه النماذج في عالمنا العربي ولدينا رؤساء ونواب رؤساء وأمناء عامين الأحزاب قد شاخوا وهم على هرم ورئاسة الأحزاب متناسين شبابا وقيادات جديدة أغفلوها عن العمل للتطوير والمواكبة فعمدو ا يتناوبون فيما بينهم يقدمون هذا العجوز ويؤخرون ذاك،وجعلوا من أنفسهم معصومين وقادة لأحزابهم لا يعتريهم الملل والهرم وكبر السن ينادون أن لاتوريث وقد ورثو الأحزاب لسنين وتحكموا بفكرهم القديم على أتباعهم،ويريدونه مواكبا للقرن الواحد والعشرين،غافلين عن شباب يملكون رؤيا لقيادة الوطن،وهذا واقع الحال في جميع ألأحزاب اليمنية ابتداء من المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح وأحزاب البعث وانتهاء بحزب الجفري وإتحاد القوى الشعبية والناصريين،وفي لبنان تجلت الصورة أكثر,فقد عانى الحزب الشيوعي اللبناني من اختزاله سنين طوال بشخص أمينه العام جورج حاوي،ووصل أنطوان سعادة إلى مرتبة العصمة في فترة ترؤسه للحزب السوري القومي الاجتماعي،وبدا بيار الجميل الجامع الوحيد لجسد الحزب وروحه ،وبقي جميع مرشدي جماعة الإخوان المسلمين على رئاسة الجماعة في مصر إلى أن واراهم الثرى،لذلك فإن الدواعي إلى وجود مفهوم عربي للديمقراطية كثيرة وملحه،فالعرب اليوم هم في أمس الحاجة إلى وجود مفهوم جامع للديمقراطية، يمكنهم من بناء كتله تاريخيه قادرة على تفكيك الاستبداد المزمن في أنظمة الحكم العربية،إذ لا يمكن تفكيكه إلا بتوافق التيارات والقوى التي تنشد التغيير السلمي على نظام حكم بديل متوافق على أسسه وأهدافه، ولعل نظرة فاحصه إلى أدبيات الديمقراطية في البلاد العربية تبرز قدر الاضطراب والخلط والتشويه والتسفيه الذي يعترض له مصطلح الديمقراطية،نتيجة غياب مفهوم منضبط للديمقراطية بين المتحاورين،وبذلك الغياب لمفهوم محدد للديمقراطية أصبح مع الأسف حتى حوار الجادين في الوفاق،في مختلف التيارات التي تنشد التغيير، حوار طرشان،فالديمقراطية تعني لكل طرف غير ما تعني للأطراف الأخرى وبذلك يختلف المتحاورون أو يتفقون من دون تحديد ما اختلفوا أو اتفقوا عليه، وبالأخير نقول أن الداخلين في العصر هم فقط أولئك الذين يفهمون حركه التاريخ ويعملون وفق قوانينه أما الخارجون منه فهم أولئك الذين لم يعوا قوانينه أو لم يأخذوا بها،إننا لا نستطيع أن نكون في العصر وخارجه في الوقت نفسه كما إننا لا نستطيع أن ندعي الديمقراطية ونمارس خلافها على أرض الواقع أو أن نفصلها وفق رغباتنا،أنها بحق معضلة عقليه ثقافيه تشكلت في سياقنا الاجتماعي الثقافي السائد،فهل لنا أن نتحول عنها نحو العصر ورحابته،أم انه قد كتب علينا أن نعيش في أقبية التاريخ برهة من الزمن؟والله من وراء القصد والسبيل.
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |