إعادة صياغة اليمن والجيش المعضلة
عارف الدوش
الثلاثاء , 20 نوفمبر 2012
الساعة 02:40
مساء
• والسؤال الكبير الهام والجوهري لماذا تفشل أو تنتكس كل الإنتفاضات والثورات ضد الظلم والطغيان والإستبداد في اليمن ويتم احتوائها وإفراغها من مضمونها ؟! الإجابة تحتاج الى شجاعة وجراءة من قبل الباحثين والسياسيين والكتاب بوضع الأصابع على الجرح والضغط بقوة لفتحه ورش الملح عليه لتعقيمه بدلاً من تركة يتعفن ويتقيح ويتحول الى صديد ينفجر في وجوه اليمنيين كلما أرادوا التغيير الحقيقي الذي يخدم \" الأغلبية المغلوبة \" بتعبير الأستاذ النعمان فما هو واضح وجلي عند العودة الى تاريخ الإنتفاضات والثورات ضد الظلم والطغيان والإستبداد أن هناك قوى مصالحها متطابقة ومتجانسة لا تعترف بوطن ولا بمذهب ولا بجهة لا يهمها غير مصالحها وما تحققه من مكاسب والوطن والشعب يحرق ويعيش في جحيم وهذه القوى هي التي تتكالب على أي انتفاضة أو ثورة تهدف الى التغيير الحقيقي والإنتصار \" للأغلبية المغلوبة \" فهي إما تلجأ الى ركوب الموجة وامتطاء الإنتفاضات والثورات أودفع قادتها الى ارتكاب بعض الأخطاء والممارسات غير المحسوبة الناتجة عن عدم تقدير المواقف والظروف فيتم إستغلال ذلك وتضخيمه والهدف النهائي إفراغ التغيير الحقيقي من مضمونه.
• وتاريخ تمردات وانتفاضات وثورات اليمنيين ضد الظلم والطغيان والإستبداد والفقر والتجويع وأهدار الكرامة يذكر لنا أمثلة ونماذج كثيرة من العدين ومذيخيرة في أب والمقاطرة في تعز والزرانيق في تهامة تم فيها التخلص من قادة تلك الإنتفاضات والثورات وإفراغها من مضمونها وتجريم قادتها وتكفيرهم وكما حدث مع ثورة 48 وثورتي 26 سبتمبر والـ14 من أكتوبر فثورة الـ26 من سبتمبر مثلاً أنتهت الى مصالحة وتسوية وجرى شق صفوف الثوار ووصل الأمر إلى الإقتتال تحت لافتات مختلفة أبشعها اللافتة الطائفية والعنصرية، وكان أهم سبب انتكاسة ثورة 26 سبتمبر وقتال ثوراها فيما بينهم يتعلق بالجيش وتركيبته وطبيعة انتمائه ونوعية سلاحه وما حدث في ميناء الحديدة بين الثوار المدافعين عن صنعاء بعد انتصارهم من مشادات كلامية واختلاف وصل حد الشتم واللطم كان بسبب الإختلاف حول طريقة توزيع صفقة اسلحة ثقيلة وصلت ،وتطور الأمر الى قتال وحرب شرسة بين الوحدات العسكرية ورفاق السلاح وهو ما عرف بـ \" أحداث أغسطس الدامية 68م \" وما تبعها من اقتتال في المناطق الوسطى وحروب بين شطري اليمن سابقاً و حرب صيف 94م المشئومة كان أبرز أسبابها إنقسام الجيش والأمن وعدم الثقة فكل الحروب كانت تخاض تحت لافتات لا علاقة لها بمشروع التغيير الحقيقي الذي يخدم \" الأغلبية المغلوبة \" من أبناء اليمن بل كانت حروب صراع من أجل الإستحواذ على السلطة والمال والنفوذ.
• وفي اليقين الراسخ لدى اليمنيين أن معضلة اليمن مرتبطة بالجيش وتركيبته وتربيته وانتمائه وطريقة اختيار قياداته ونوعية تسليحه وأماكن تمركزه ومرتبطة بالمليشيات المسلحة \"القبائل المسلحة \"وعملية توزيع السلاح وتكديسه وما يتم تداوله ونقرأه يومياً عن توزيع أسلحة منذ بداية الثورة الشعبية السلمية حتى اليوم على مستوى الحارات والمدن والقرى والنواحي القبلية والتغاضي عن نهب معسكرات وتخزين أسلحتها المتوسطة والثقيلة في مناطق قبلية معروفة والسماح بتسرب أسلحة متوسطة وثقيلة الى أيدي مجاميع مغلقة مذهبياً أو مناطقياً أو حزبياً هو بداية السير نحو هاوية الضياع لليمن واليمنيين ولم ولن يكتب لإي ثورة أو تغيير النجاح مالم تحل معضلة الجيش الذي بناه - الرئيس السابق صالح - طوال ثلاثة عقود على أساس مناطقي وقروي ثم ضاقت الدائرة في السنوات الأخيرة ليتحول إلى جيش بقيادة عائلية .
• وأخيراً لتذهب الأطراف المعنية اليمنية إلى الحوار الوطني مستفيدة من ماضيها الدموي لصياغة اليمن الجديد ليصبح غير هذا اليمن الذي كادت مشكلاته وقضاياه العالقة المتراكمة منذ بداية القرن العشرين الماضي أن تفجره شظايا.. يمن فيدرالي اتحادي من اقاليم متعددة وعودوا إلى التاريخ فلم تستقر اليمن وتزدهر الإ بذلك ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة فقد قسم اليمن إلى اربع ولايات وارسل إليها اربعة رسل بينما ارسل إلى الروم رسولاً واحداً والى الفرس رسولاً واحداً فهل تفهمون ؟
صحيفة الجمهورية :الثلاثاء 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2012م
ــــــــــــــــــــ
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |