عام على ليبيا .. بدون قذافي !
أحمد مصطفى الغر
السبت , 20 أكتوبر 2012
الساعة 03:40
مساء
صحيح .. أنه لا شماتة فى الموت ، لكن حتى وبمجرد أن انتشر خبر مقتل العقيدالقذافى .. فإذا بالنكات والسخرية عن القذافى تعود إلى صفحات و مجموعات الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى بسرعة البرق ، منها ذاك التصريح المصطنع على لسان القذافى الذى يقول فيه : \" خبر مقتلى صحيح ، لكنى أؤكد لكم انى بخير وبصحة جيدة \" ، لكن إذا كانت تلك المقولة الساخرة مصطنعة فقد كانت مقولات القذافى الحقيقية لا تقل سخرية عنها ، هذا بخلاف ملابسه و هيئته العامة التى تجلب السخرية حتى دون أن ينطق بأى كلمة أو يصوب تصريحاً طائشاً يصيب به العلاقات بين ليبيا و أى دولة أخرى بالموت أو على الأقل التوتر، هو قائد ثورة .. أرادها أن تستمر 42 عاما ، وإذا كانت ثورته فى بدايتها قامت للتخلص من الملكية و إرساء نظام جمهورى ديموقراطى حقيقى فى ظل نهضة عربية قديمة كانت أشبه بثورات الربيع العربى الحالى ، لكن حتى بعد أن حققت الثورة هدفها ، أراد القذافى لها أن تبقى مستمرة و يظل هو قائدها ، ولا نعرف على أى شئ كان \" يثور\" خلال كل تلك العقود الماضية ، خصوصا وأن الأحوال لم تتغير للأحسن و لم تنهض ليبيا النفطية لتصل إلى المستوى الذى هى عليه دول الخليج مثلا ، فبقيت \" الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى \" بلا حراك إلى الامام ، لم يكن الاسم الذى أعطاه العقيد لجماهيريته سوى مجموعة من الكلمات تشبه الى حد ما ألقابه الكثيرة و المتعددة ، فبخلاف كونه \"قائد الثورة\" ، فهو \" ملك ملوك افريقيا\" ، \" عميد الحكام العرب\" ، \"إمام المسلمين\" ، \"الفاتح العظيم\" ، \"المفكر الاممى\" ، \"صاحب النظرية الثالثة \" ، \" صاحب الكتاب الأخضر\" ، \" قائد الطوارق\" ، \" رئيس تجمع دول الساحل والصحراء\" ، و ألقاب أخرى كثيرة قد يصعب الالمام بها كلها .
لم تكن ليبيا تعرف الديموقراطية فى عهده ، رغم الإدعاء الرسمى السائد بأن الحكم بيد الجماهير، لأن ببساطة لم تكن الجماهير تجد من يعبر عنها بالأساس ، فوسائل الاعلام الرسمية لا تتحدث الا عن القائد ، واليافطات فى الشوارع تعج بكلمات القائد المقتبسة من خطاباته ،الصحف لا ترصد سوى تحركات القائد ، و مقالات الرأى لا تحلل سوى سياسات القائد ، لا يمثل ليبيا فى الخارج سوى القائد ، ولا بطل فى ليبيا سوى القائد ... هكذا كانت ليبيا طيلة 42 عاما ، كل شئ هو من إبتكار و إبداع القائد .. البطل .. الأب / معمر ! ، وكأن الجماهير قد عقمت فلم تنجب أى ليبى يمكنه أن يصنع شئ أو يقدم جديداً ، ربما لأن القائد و أبناؤه لم يتركوا شيئا إلا وفعلوه ! ، باختصار : مر عام على ليبيا بدون القذافى ، تتحسس معالم بداية طريق الديموقراطية وتنتهج سبيلا جديدا يأمل الجميع أن ينتهى بليبيا قوية وقادرة على تعويض عقود القذافى التى أضاعها من عمر الدولة الليبية ، ولعل الغد يحمل معه الخير لجميع الدول العربية !
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |