الرئيس .. وعقدة اللقاء المشترك
ناصر الصويل
الأحد , 01 يناير 2023
الساعة 12:00
صباحا
تابع اليمنيون – بعد كثرة الأقاويل حول تردي حالته الصحية واحتمال وفاته - الإطلالة التي ظهر بها \"الرئيس\" من خلال وسائل الإعلام المرئية , من مكان تواجده في السعودية , ظهر وكأنه أصيب بشلل تام , ماعدا حواسه العقلية التي لازال يتمتع بها , وظهر ذلك جليا\" في أسلوب كلامه المعهود وطرحه الاستعدائي والمتعود عليه في الهجوم على المعارضة – بالذات اللقاء المشترك- وتحميلها مسئولية الأعمال التخريبية التي يرتكبها نظامه ويصفها , بأسوأ العبارات وأقبح الألفاظ , التي لا يليق أن تصدر من إنسان عادي , فضلا\" عن رئيس دولة , وكأن المعارضين لنظامه ليسوا يمنيين , واتوا من كوكب آخر, كما ظهرت على وجهه آثار الحروق التي أصيب بها , ولا ريب إن هذه عقوبة عاجلة من الله تعالى في الدنيا , ليذيقه مرارة الألم والحريق بالنار , فالجزاء من جنس العمل , فالذي أقدم عليه نظامه في مدينة تعز من حرق مخيمات المعتصمين في ساحة الحرية , بما فيها من أناس معاقين عاجزين عن الحركة , ومجزرة جمعة الكرامة في صنعاء , ومجزرة مصنع الذخيرة في أبين , والمجازر التي لازال يرتكبها بقايا النظام في حق الشعب اليمني في بعض المدن اليمنية , ليست بالأمر الهين وكما تدين تدان ..
اعتذار للشعب ..
فالرئيس كان المنتظر منه في هذه الإطلالة - المتأخرة - الاعتذار للمعارضة - اللقاء المشترك- وللثوار وللشعب اليمني ككل , عن الجرائم التي ارتكبها نظامه في حقهم , وطلب المغفرة والتوبة من الله تعالى ليتجاوز عن الأخطاء التي ارتكبها نظامه , طيلة حكمه الطويل , ويكفر عن ذلك بإعلان تنحيه عن الحكم وتسليم السلطة للشعب وهو يقرر مصيره , ولكن- للأسف- بدلا\" من كل ذلك أطلق العنان للسانه ليتوعد المعارضة – اللقاء المشترك- بالعذاب الشديد , وبالويل والثبور , وبمزيد من التحدي والمواجهة , أي انه لم يتعظ لما حدث له , بل لازال يفاخر بالانجازات الوهمية لنظامه وبالديمقراطية - المزعومة- التي تحققت في عهد نظامه الاستبدادي..
هوس الحب ..
وبعد كل هذا الإصرار على التحدي , والإمعان في إذلال الشعب , والمنطق الاستعدائي واستخدام لغة التهديد والتخوين , لكل من يعارض نظامه المهترئ , ومع كل ذلك , نرى من يهلل لظهوره وكأنه \"المهدي المنتظر\" الذي سيملأ الأرض عدلا\" , فيا ترى هل يستحق هذا الإنسان كل هذا الحب والاهتمام المبالغ فيه , من قبل الأتباع والمناصرين له ؟ , وتلك الهستيريا وهوس الحب الجنوني , الذي وصل إلى حد إطلاق الأعيرة النارية بكثافة و بشكل عشوائي , لتذهب بأرواح العديد من الأبرياء والضحايا من أبناء الشعب اليمني , ويفعلون ذلك بزعمهم إن ذلك تعبيرا\" عن الفرح والسرور بظهور \"الرئيس\" , فإذا كانت هذه طريقتهم في التعبير والشعور بالفرح لظهور \"الرئيس\"!! , فكيف ياترى ستكون طريقتهم الفرائحية بعودة \"الرئيس\" إلى اليمن ؟! , فلربما أبادوا الشعب عن بكرة أبيه !! .. أي عقول هذه مجنونة تنساق وراء الأشخاص لا وراء المبادئ وحب الأوطان , فهم يتجاهلون أو يتعامون عن حقيقة هؤلاء الحكام -الطغاة- الذين لا يهمهم سوى كرسي الحكم , مهما كانت التضحيات ولو على حساب دماء الشعوب والرقص على أشلائهم ..
فرض الوصاية ..
إن الظهور المفاجئ \" للرئيس \" و في هذا التوقيت بالذات وتأخير هذا الظهور حتى هذه اللحظة , كان الغرض منه خلط أوراق اللعبة السياسية من جديد , والعزف على وتر المبادرة الخليجية – ذريعة الوصاية- والمتزامن مع تدارس الثوار والقوى السياسية والاجتماعية والقبلية والعسكرية المنضمة والمؤيدة للثورة السلمية , مشروع تشكيل \"المجلس الانتقالي\" , والبدء في ترتيب البيت اليمني وتضميد الجراح , وتناسي الماضي وفتح صفحة جديدة , استعدادا\" لبناء اليمن الجديد , فكان ذلك دليلا\" قاطعا\" على محاولة قوى خارجية - معروفة - للتدخل في الشؤون الداخلية لليمن , وفرض الوصاية عليها , وذريعتها في ذلك إحياء المبادرة الخليجية من جديد , وذلك لضمان فرض \"الرئيس\" البديل , ليتولى حكم اليمن في الفترة القادمة , شريطة أن تكون مواصفاته متطابقة مع المواصفات والمقاييس التي ترضاها , ويفضل لها أن يكون \"الرئيس\" البديل , نجل \"الرئيس\" أو احد أقرباءه , وذلك لتبقى اليمن على الدوام , رهينة تحت نظرها , ويظل الشعب اليمني في حالة ضعف مزمن , وعاجز عن النهوض الإنساني والحضاري , ولتضمن بقاء مصالحها الإستراتيجية محفوظة في اليمن في ظل القيادة الجديدة ..
وقفة أخيرة :
يعتقد البعض إن \"اللقاء المشترك\" هو العائق وراء تأخير الحسم الثوري وانتصار الثورة , وذلك من خلال الدخول مع النظام في مفاوضات وحوارات ومبادرات لا طائل منها , بل على العكس من ذلك أمدت من عمر النظام وأعاقت المسيرة الثورية نحو تحقيق أهدافها الثورية المرسومة .. وهذا الاتهام مجافي للصواب , والحقيقة - باعتقادي- تكمن في تقاعس قطاعات عريضة من أبناء الشعب بالالتحاق بركب الثورة وإعلان الانضمام إليها , بل على العكس من ذلك وجد من يعادي الثورة ويحرض ضدها , ويتمنى ان تفشل في تحقيق أهدافها , وهو يعمل ذلك ليس حبا\" في النظام , ولكن كرها\" في \"اللقاء المشترك\" وعلى رأسه \"التجمع اليمني للإصلاح\" , وهؤلاء الصنف من الناس لازالوا على مواقفهم هذه إلى اليوم بالرغم من بشارات الحسم الثوري والنصر المبين الذي يلوح في الأفق القريب!!..
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |