الإعلام الثوري والجيش الوطني
ناصر الصويل
الأحد , 01 يناير 2023
الساعة 12:00
صباحا
ينقسم الإعلام من المنظور الثوري إلى قسمين : إعلام حر (متبوع) , وإعلام مسيس (تابع) , فالإعلام المسيس : يمثله الإعلام الرسمي بمختلف وسائله الإعلامية , ويعتمد أسلوب الكذب والتضليل والتطبيل , لتحسين وجه النظام القبيح , والكل اكتشف هذه الحقيقة المرة , أقول المرة , لان هذا الإعلام - للأسف الشديد- يمول من مال الشعب , ويستخدم ضد مصالح الشعب , ولصالح طغمة حاكمة , لا يهمها غير حماية مصالحها الشخصية , والحفاظ عليها , وإرضاء غرورها الشيطاني , بان غيرها لا يستطيع حكم اليمن ..
تحريض ثوري ..
إما الإعلام الحر: فهو يقوم بدور الجندي المجهول في الثورة , والوقود المحرك للثورة , بديلا\" للمال الذي يفتقده الثوار - لان الثورة , ولاتحتاج إلى كثير من المال , بقدر ماتحتاج إلى مزيد من الثبات والصمود والإصرار الثوري - وذلك من خلال قيامه بدور \"المحرض الثوري\" الذي يوقظ الضمائر, ويرفع الهمم والعزائم الثورية , ويزرع الثقة في نفوس الثوار , ووسيلته في ذلك بث البرامج الثورية (الأناشيد - الرسائل - الاستطلاعات- الأخبار- المقابلات – التقارير) وغيرها من البرامج التي تخدم المسيرة الثورية , وقد لاحظ الجميع , ما لعبته قناتي \"الجزيرة\" و\"سهيل\" - كنماذج للإعلام الثوري- في نقل فعاليات الثورة , وبث الخبر والصورة بشكل واقعي وموضوعي , وعلى الهواء مباشرة , الأمر الذي جعل النظام يضيق ذرعا\" بهاتين القناتين , وبالذات قناة \"الجزيرة\" , التي لم يتحمل النظام تغطيتها الإعلامية للثورة , وجرأتها في كشف الحقيقة للمشاهدين - كما هي- بدون تزييف أو قلب للحقائق وبمهنية عالية , بالتالي كان مصيرها الإغلاق القسري لمكتبها في صنعاء , وترحيل مراسليها غير اليمنيين , وذلك بعد قيام وزارة إعلام النظام , بسحب تصاريح مزاولة العمل الإعلامي للقناه ولمراسليها في اليمن , وسبق هذا الإجراء قيام النظام بسلسلة من المضايقات لمراسليها , وصلت إلى حد التهديد بالتصفية الجسدية ..
انقسام الجيش ..
لقد لعب الإعلام الحر دورا\" أساسيا\" في انتصار ثورتي تونس ومصر , ولازال يلعب دورا\" في بقية الثورات العربية , ومنها اليمن والتي لم تحسم مصيرها الثوري بعد , لأسباب الكل يعلمها , والتي من أبرزها انقسام الجيش اليمني , بعكس ماهو عليه في مصر وتونس , حيث كان الجيش بجميع مكوناته إلى جانب الثورة , بل هو الحامي لها والمدافع الرئيسي عنها , وهو أداة الحسم الثوري , ولقد شاهدنا ذلك بأم أعيننا ,عبر شاشات الإعلام الحر , وبالتحديد عبر قناة \"الجزيرة\" القطرية الحرة , وإما في الحالة اليمنية , فان الذي وسع الفجوة أكثر- بالرغم من انضمام أعداد ليست بالقليلة إلى الثورة - بين الجيش والثورة في اليمن , هو قيام فصيل من الجيش - الحرس الجمهوري - بضرب مناطق وقرى آمنة , في محاولة منه لصرف الأنظار عن الثورة , والتأثير السلبي عليها , والعمل على استفزاز الثوار , وبالذات الجيش المنظم إلى الثورة , ومن جانب آخر , محاولة إشغال الجيش بمعارك جانبية , لإثبات بان اليمن ستنهار سياسيا\" وامنيا\" واقتصاديا\" , إذا سقط النظام .
وقفة أخيرة ..
إن من عوامل الحسم الثوري وانتصار الثورة الشعبية - السلمية - في اليمن - في تصوري- في ظل غياب أو ضعف دور الجيش الوطني في حسم الثورة , أسوة بباقي الثورات العربية , هو الإمساك بزمام الإعلام الرسمي أو بعبارة أكثر صراحة ووضوحا\" هو القيام بعملية الاستيلاء - السلمي- على كافة وسائل الإعلام الرسمي , التي تبث السموم القاتلة - صباح مساء - في محاولة منها - يائسة - للفت في عضد الثوار , وإفشال الثورة السلمية , ولكن في المقابل إذا ظل الإعلام الرسمي بيد بقايا النظام للترويج من خلاله لأكاذيبهم وشائعاتهم المستمرة ضد الثورة والثوار, والتي نخشى في نهاية المطاف , أن يصدقها الناس , ويعادون الثورة والثوار من حيث يعلمون أو لا يعلمون , كرد فعل طبيعي - تنويم مغناطيسي- لتكرار سماع ومشاهدة المادة الإعلامية الرسمية المضللة , عملا\" بمقولة : \"اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس\" !! ..
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |