صوت الوطن المخنوق
جلال غانم
الجمعة , 31 أغسطس 2012
الساعة 05:40
مساء
أنفاسي اللاهثة وسط هذا الرُكام الإنساني تتبدد ويختفي صوتي وترتفع صوت الولاءات , أغصان الوجع وأغاني الاستبداد وأنا الباحث عن براءة اختراع تُعيد الولادة من جديد , الخُلود الذي ينتصر للخبز
لكن الصِور الباهتة التي تطفو على ذاكرتي مستحضرة مسيرة متكاملة من التناقضات كحُزن أسود مخلفة ورائها تأملات زمن جريح تُعيدني إلى ما قبل ولادة الجرح العظيمة , صوت الوطن المخنوق .
موجات الحزن والوجع السياسي والاقتصادي في حضرة وطن مُبعثر في أحضان جلاديه , فواجع وكوارث تنمو وسط حُقول من الألغام تُسمم نسيم الصباح الذي انتظرناه طويلا وانتظرنا معه رغيف خبزنا وافتقدنا به صوت الفلاحين , وصوت فيروز وهديل الحمام .
فوبيا وسرطان مستشري في الجسد المترنح في انتظار السقوط الكلي .
لم نمت يوما إلا وفي غِمدنا عذاب وصمت كبير وفي عيوننا الأسى المريب وبدر الضُحى الذي لم يطلع , الليل الذي لم نرى نجومه سِواء الحُرقة لتاريخ مُلون يصنعه أغبياء , يضرِبون بقوة في الأعماق , يحُاصرون الورود , يمنعون طُلاب المستقبل في النشيد , فضاء من اليأس وبُحور من الصمت كبركان مكبوت وشيطان الخوف يصعد بجلبابه الفضفاض وبأحزمته المفخخة بعطر الديناميت .
هل صرت اليوم بلا مشروع , بلا وطن , بلا هوية بِلا حلم جميل .
زمن النقاء ولى بلا رجعة والأيادي البيضاء تتساقط تِباعا وتتوالى مسلسلات الاغتيالات ويتم إفراغ الوطن من صوت المناديين بتحريره , ومن قبضة اللاهوت ومن مشرط الرصاص .
أغنية الوداع الأخير وآيات الحب والأمان , والخلاص لغات محتاجه إلى فك أضداد روح ثورتها العشقية المسكونة بِروح الدم والتمرد .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |