الرئيسية / كتابات وآراء / الطير ،،،، ذلك المخلوق العجيب

الطير ،،،، ذلك المخلوق العجيب

عباس القاضي
السبت , 28 يوليو 2012 الساعة 07:50 مساء
الطير أمة من الأمم التي خلقها الله لنا زينة ، لمظهرها تقر الأعين ، ولصوتها تُشَنَّف الأسماع ، وقبل هذا كانت وسيلة تعليم منذ بدء البشرية ، فقابيل أرشده غراب كيف يواري سوءة أخيه ، والهدهد أرشد نبي الله سليمان – عليه السلام – إلى قوم تملكهم امرأة ،لها عرش عظيم ، غير أنهم يسجدون للشمس من دون الله ، كأول عمل صحافي على وجه الأرض ، وكان سببا في هدايتهم .

والطير خدم البشرية منذ الأزل فقد كانت الحمام الزاجل وسيلة الاتصالات الوحيدة تنقل الرسائل بين الأقاليم .

والطير حامل البشرى ، فقد نسب للحمام أنه أول من بشر بانتهاء الطوفان عندما عاد يحمل بمنقاريه غصن الزيتون ، فأصبح من حينها رمزا للسلام

والطير مصدر إلهام ودليل لمخترعات خدمت البشرية كالطائرات ، التي قربت البعيد ، وحولت السفر من مشقة إلى متعة ، حتى داست أقدام البشر الكواكب ، واكتشفوا المجرات ، واستقرت الأقمار الصناعية في الفضاء كم يستقر البازي فاردا جناحيه في الجو .

من الطير بعض العصافير لها أشكال وألوان لا تستطيع أن تقف أمامها دون أن تسَبِّح الخالق المبدع ، بمعنى أنها تدل على الله .

ومن أنواع الطير ما يحلق عاليا وله قوة نظر غير عادية بالإضافة إلى قوته الإسثنائية ، فاتخذوه رمزا في الأعلام الوطنية كالنسر .

ومن الطير ما هو داجن لا يستطيع الطيران ، ليكون في متناول أيدينا لنزين بها موائدنا ، ومن فرْطِ لذّتها جعلها الله من أشهى طعام أهل الجنة \" ولحم طير مما يشتهون \".

ومن الطير ما له صلة بين البر والبحر كالطيور البحرية التي تمتاز بسيقانها الطويلة لتغوص في الأعماق لتشاركنا طعام البحر ، فتكون من أجمل الكائنات لسكان الجزر وراودها.

ولكن هناك طير يأسرك مظهره ، يطربك هديله ، هو من علَّم الإنسان ، الحب والعشق والغرام ،،، إنه الحمَام .

فالحمًام أستاذ الرومانسية الأول في الأرض ، فقد حاكاه الشعراء والمحبين ولكن الذي لا يدركونه ،، أنه رمز للطهر والعفاف كونه يقتصر على قرينته فقط .

فالذكر من الحمام إذا ماتت أنثاه لا يمكن التعايش مع أخرى ، ويظل وفيا لها حتى بعد موتها ، أما الأنثى فإنها لا تستطيع أن تعيش بعده ، تلحقه بعد فترة وجيزة حزنا وكمدا عليه .

ولصوت الحمام سحر يأخذ بالألباب ، يجعلنا نقول : إذا نطق الطير لكان الحمام شاعرها .