ثنائية المال والإعلا"السيد".. والعامل"العبد"!!
جمال عبد الناصر الحكيمي
الخميس , 07 يونيو 2012
الساعة 09:59
صباحا
ومع ذلك فإن أرباب العمل تراودهم أحلام توسيع استثماراتهم واحتكاراتهم للقطاعات الاقتصادية الأساسية وتحقيق أضخم الأرباح وقرارات الخصخصة شاهدة، وإن لم يكن فالقليل من الربح مع تحسين الصيت يفي بالغرض، خصوصاً إذا كان ذياع الصيت يمر عبر التدليس على المجتمع بستار الخير كبناء مسجد لكل مواطن وشراء سيارة لكل صحفي! عوضا عن الاقتراب من معاناة العمال وإعانتهم في بناء مسكن لكل عامل أو توفير الرعاية الصحية الملائمة لهم أو وقف مسلسل التعسف ضد عمال أفنوا جل أعمارهم في خدمة أرباب العمل، فضلاً عن مسؤولية اجتماعية تجاه المجتمع هي أصلاً مدفوعة من حساب فائض عرق العامل لتستمر الحكاية في صنع قصص استثمارات غزت الشمس .
لكن يبدو أن ممارسة نفوذ أرباب العمل حالياً لم ينزل عن عرشه، ويحاول البحث عن قوارب سياسية وإعلامية للنجاة من عهد اقتراف الاستغلال \"المتعمد\" تجاه العمال والمتمثل في تجاهل التشريعات بالتواطؤ مع الفاسدين، ولا يخفي أن الشركات الخاصة كجزء من النظام كانت اللاعب الأساسي بدرجات متفاوتة، كذلك كان لها قوانينها الخاصة التي تتماهي مع شبه الدولة لتمارس سلطتها لتجنب الفوضى وفتح أبواب الحرية أمامها لاستنزاف الطاقات البشرية المؤهلة بدون ثمن وبما يتعارض مع قوانين صنعتها لتبخسهاها ! وهذا السلوك نجده في اعتراض رب العمل في أحدى الشركات الكبيرة خلال التسعينيات على محاولة العمال في الشركة تشكيل كيان نقابي – بتهديدهم بإغلاق المصنع، ما أدى إلى تنازل العمال عن حق جوهري لهم، لأنهم شعروا بالتفوق لدى اصحاب العمل، حينما تقدموا بشكواهم لمكتب العمل ، ليجدوا إجابة مباشرة \"من بتنا طحوا؟\" وبذلك كسب أرباب العمل ورقة الجمع بين إدارة الشركات ومصالح المجتمع .
هكذا فإن رب العمل رمز للتسلط مثلما كان النظام مرادف للاستبداد والقمع طالما الحالة المدنية في تشكيل نقابات تتعارض مع انسانية وتفجر مصانعه. ولكن لا يمكن فهم النقد المخيف للعمال إلا انطلاقا من التخبط من بين احتكار إنتاج القانون في السابق وبين نقل الحقوق في حدها الأدنى حالياً من \"إرادة رب العمل المتسلط \"إلى العامل ولو \"بصوت خافت \" في مرحلة تشهد ولادة قيصرية للحالة المدنية وتحاول النقابات فيها بعد انطلاق عجلة العمل النقابي إلى الأمام-خاصة في مجموعة هائل- رسم خطوط مشتركة مع أرباب العمل، تكفل علاقة عمل مستقرة. وبدلاً من تأجيج حروب افتراضية في مقالات تضعف فرص التوصل لصيغة تطور من العلاقة بين العمال وأرباب العمل، وتختزل العلاقة الجديدة بزعم أن الشركات هي كل شيء فيما العمال لا شيء !! وتجسد ثنائية المال والإعلام ، القائمة على حماية مصالح بسعادتها في بؤس وشقاء العمال وترعرع الانتهازية، دون إفهامنا الأوضاع القائمة من منطلق إيجابي يحترم العقل بعيداً عن التلميح المحرج إلى أن تجنيب أرباب العمل المشاكل هو عبر احتواء الحقوق والوقاية منها بشكل عاطفي .
وفي الإطار الدستوري والقانوني معطوفاً على الواقع السياسي جاءت النقابات كتجربة أولى في مجموعة هائل ومصانع تعز وهذا لا يعني تحديد مستقبل العمل النقابي في اليمن بهذه الخطوة. وقد يكون تأسيسها وفقاً للشكل التقليدي رغم الثورة وما تعانيه التشريعات من عور ونقص صارخ ، هو من قبيل التسليم الأدبي من قبل العمال لضرورة نمو بيئة للاستقرار والشراكة، أي التغيير داخل الإطار التقليدي الذي قامت الانتفاضة الشعبية ضده ، بحيث تستقيم الحياة المدنية بعد عبث طويل. فهناك الأن من ينظر بكراهية للنقابات ، بينما هي بغض النظر عن النزاعات الحزبية واستلاباتها – إشارة للمبادئ التي تمهد لمشاركة متقدمة. واعتقد أنها ستفرض تمثيلها بعد غياب لتقطع أي أمل في ممارسة أي تأثير من أي طرف يقلل من قدرة العمال على بلورة استقلالية عن التحالف الذي ساد في السابق ليختطف تمثيلهم، وهو ما سيحولها إلى حامل مشروع جديد للنضال من أجل ضمان حرية وكرامة العمال .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |