عقيدة سياسية معصومة
رضوان محمد السماوي
الثلاثاء , 15 مايو 2012
الساعة 03:40
مساء
الحيلة كون العقيدة السياسية الإمامية قائمة على فكرة المعصومية وعلى أساسها حددوا مواقفهم التكفيرية في الموقف من الخلفاء الثلاثة الأوائل ، فكيف لهم بعد ردح من الزمن والانتظار يُسلمون زمامهم لبشر عاديين كأمثال الخميني الذي يجد التبرير والتبجيل من أتباعه .
هذا التبدل في العقيدة السياسية الإمامية ألا يمكن أن يكون مدخلاً لإعادة النظر في الموقف من الخلفاء الثلاثة ، على العموم هذا الاستطراد للتوضيح أن هناك فرقاً شاسعاً بين المواقف السياسية السنية والشيعية فالمواقف الشيعية مبنية على العصمة بينما المواقف السياسية السنية مبنية على الاجتهاد والفعل البشري البحت الذي قد يكون صائبا ً وقد يكون خاطئا ً من هذه الفكرة نوضح أن استعانة آل سعود بالقوات الأمريكية والأوروبية الكافرة في التسعينات خطوة محسوبة عليهم وليست على التدين السني إن صح التعبير ذلك أنه موقف سياسي وسبق أن أوضحنا أن العقيدة السياسية السنية تقوم على الاجتهاد وبذل الوسع في اتخاذ الموقف بخلاف العقيدة السياسية الإمامية التي تقوم على العصمة وبالتالي فما كان من آل سعود غير محسوب على منهج المسلمين السنة وفقاً لما عللناه سابقاً فضلاً أن الكثير من العلماء أنكروا تلك الفتوى سواء من علماء الحرمين كسلمان العودة وسفر الحوالي وغيرهم أو من علماء العالم الإسلامي في حينه .
وعليه فالموقف من التعاون مع القوات الكافرة التي غزت العراق في عهد صدام لم يكن رأياً فردياً أو سياسياً من أُناس دفعتهم الأطماع لاتخاذ ذلك الموقف وإنما كان بناء على العقيدة السياسية الإمامية المعصومة ، ولذلك لا نستغرب تعاون ميليشيات بدر التابعة للمجلس الأعلى للثورة الشيعية العراقية بقيادة محمد باقر الحكيم وخلفه أخوه عبد العزيز الحكيم والآن عمار الحكيم ( وراثة عيني عينك ) وكذا ميليشيا حزب الدعوة الذي كان يتزعمه إبراهيم الجعفري وكذا ميليشيا جيش المهدي بقيادة مقتدى الصدر ( المشهور بالمولى أتاري ) .
لما كانت المراجع الشيعية الكبرى اليوم تتمثل بعلي خامنئي وعلي السيستاني وأحدهما وكيل الإمام المعصوم فهذا التعاون الشيعي السياسي لا يمكن أن يتم إلا بناء على فتوى ومباركة هؤلاء المراجع وبالتالي فمسألة تعاون السيستاني مع أمريكا في العراق تبرره العقيدة السياسية الإمامية ويؤكده الواقع وهو ما سبق وأشار إليه بريمر في مذكراته مشيداً بدور السيستاني في إنجاح العميلة السياسية في العراق ، يؤكد هذا اللقاء الأخير الذي جمع المالكي بعلي خامنئي ، فالتعاون الشيعي النصراني ليس وليد اليوم ، ولا هو( جريمة خيانة )كما يصورها المسلمون السنة ، بل هو موقف سياسي قائم على عقيدة شيعية معصومة .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |