محاربة الإرهاب - واجب ديني وأخلاقي
يحي محمد القحطاني
الجمعة , 23 مارس 2012
الساعة 05:50
مساء
لذا فمن الضروري أن تكون الجهود متكاملة ودور المجتمع في ذلك لا يقل أهمية عن الجهود الحكومية فالكل له تأثيره الفاعل في عملية ا لرد والتصدي لأي عمل إرهابي جبان، لذلك فأنه ينبغي على المجتمع اليمني بمؤسساته ومنظماته وهيئاته وتركيبته القبلية الإسهام الفاعل بكل ما يقدر عليه في محاربة هذا السلوك المشين والمضر بأمن واستقرار الوطن وعملية بناءه وتقدمه، وهكذا فإن محاربة اليمن للإرهاب منطلقه من قناعة وطنية وإيمان أبنائه بوجوب اجتثاث شجرة الإرهاب الغريبة الخبيثة من على أرضهم الطيبة وتخليص المجتمع من شرورها،وهو واجب وطني تمليه على هذا الشعب قيمه وأخلاقياته العربية والإسلامية المثلى والكريمة والعادلة في مقاومة ورفض هذه الأعمال الهدامة، وهو الأمر الذي يوجب علينا أن نحافظ على وطننا وعلى أمنه واستقراره، وأن نقف صفًا واحدًا في مواجهة كافة التحديات التي تواجه بلادنا حيث يمثل الإرهاب أهم وأخطر هذه التحديات.
ونعلم جميعاً كم عانت اليمن بل وما تزال تعاني جراء ما تقوم به العناصر الإرهابية من أعمال إجرامية استهدفت تشويه صورة اليمن وضرب اقتصاده الوطني وزعزعة أمنه واستقراره،فلم يعد بوسع هذا الوطن أن يتألم أكثر ولن يقبل بأن يكون عرضة لمزيد من أعمال الإرهاب والعنف والتخريب ولن يسمح أبداً في أن يكون ملاذاً للإرهابيين وثقافة الحقد والكراهية والعنف والغلو والتطرف التي نتاجها دوماً الهدم والتخريب،وعمليات الاختطاف والتقطع وترويع الآمنين وإخافة ابن السبيل وقطع الطريق وكل فعل يهدف إلى بث الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم وتعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر،من خلال المشاركة المجتمعية في مكافحة الإرهاب والتخريب وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار،ولتحقيق نتائج ايجابية تخدم المواطن اليمني ونماء وتطور الوطن،وبضرورة وأهمية التعاون والمشاركة من كافة أفراد المجتمع في سبيل التصدي للإرهاب والإرهابيين ووضع حد نهائي لكافة أعمالهم الإجرامية التي لا تخلف للأوطان إلا الدمار والعواقب الوخيمة ، وان ماقاموا به هؤلاء الإرهابيون من تنظيم القاعدة في الآونة الأخيرة من جرائم باستهدافهم عدد من الموقع العسكرية وقتلهم للجنود من القوات المسلحة والأمن والمواطنين ،وكالعادة كان الضحايا كما في العمليات السابقة مواطنين يمنيين أبرياء،والتي تتكشف بالمعطى والنتيجة أنها تعود إلى حالة التخبط الناجمة عن الإحباط واليأس الذي تعيشه هذه العناصر الإرهابية بعد المواجهة الأمنية والعسكرية الحازمة والأمنية التي تجسدت في الضربات الاستباقية التي وجهت للقيادات والعناصر الإرهابية في أوكارها في محافظات أبين والبيضاء وشبوة،ولاشك إن أي نجاح على صعيد تضييق مساحة الفقر وامتصاص البطالة خاصة في أوساط الشباب سوف يشكل حاجزاً يحول بينهم وبين السقوط في هاوية استقطاب العناصر الظلامية الإرهابية لهم ومن ثم الدفع بهم إلى طريق الموت والهلاك لأنفسهم وللأبرياء،وعلى ضوء ما سبق نخلص إلى أن مكافحة الإرهاب تبدأ من مكافحة الفقر والبطالة والنهوض التنموي بالمجتمع على نحو يرتقي بأحوال أبنائه وظروفهم وأوضاعهم الاقتصادية على الصعيد الحياتي المعيشي والتعليمي والثقافي والصحي،وهنا تكون قاعدة الانطلاق الصحيحة لمحاربة الإرهاب والقضاء علية،وبكل تأكيد أن لكل مواطن دوراً فاعلاً ومؤثراً في محاربة الإرهاب،وأننا جميعًا نشكل دعمًا وسندًا قويًا لجملة الجهود الدءوبة والمستمرة لقيادتنا السياسية والتي تحظى بدعم شعبي ودعم إقليمي ودولي غير مسبوق في تاريخنا المعاصر،ولأجهزة الأمن والجيش في القضاء على الإرهاب واجتثاثه من اليمن، بل وفي كل ما من شأنه خدمة الوطن ومصالحه العليا، وهذا لن يتأتى بوجهة نظري إلا بعد إنها ألانقسام في مؤسسة الجيش وإنها ألأزمة السياسية اليمنية وتغيير العناصر التي أسأت لليمن واليمنيين وعاثت في ألأرض فسادا والشعب كله سيكون إلى جانب القيادة السياسية لأن ولائنا وانتماؤنا لوطننا الحبيب سيكون على الدوام يد العون المساندة للقوات المسلحة والأمن في كافة مهامها ومواجهاتها ضد الأعمال الإرهابية والتخريبية،وضد كل من يحاول المساس بأمن وسلامة واستقرار المجتمع وإقلاق السكينة العامة،وبما أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح،فيجب على أبناء المجتمع اليمني أن يشاركوا بفاعلية في إحلال الاستقرار والسكينة لتؤتي بعد ذلك التنمية ثمارها، ويجب أن يستشعر الجميع صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً أنهم شركاء في حماية الوطن وحفظ أمنه واستقراره وحراسة مكاسبه ومنجزاته،وهم معاً ضد الإرهاب ويد واحدة في التصدي لأعمال التخريب أينما تكون على تراب اليمن الطاهر،ومحاربة الإرهاب هي مهمة يتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي،ويجب أن تتم محاربة الإرهاب من خلال معالجة الأسباب التي تغذي الإرهاب بالإضافة إلى إنهاء سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تعاملها مع القضايا الدولية ومثال ذلك (الدعم الأمريكي لإسرائيل وتأييد جرائم الإبادة ضد الفلسطينيين),لذلك لابد أن يكون هناك توازن في المواقف والسياسات حتى يتم إقناع الشعوب والدول والحكومات بذلك,فإذا كان المطلوب دعم السياسة الأمريكية فقط من أجل مكافحة الإرهاب, فيجب أن يكون بالمقابل دعم وتأييد للقضايا العادلة وفي مقدمة هذه القضايا قضية الشعب الفلسطيني بدلا من تشجيع إسرائيل في سياساتها العدوانية ضد الفلسطينيين,فالاحتلال الأمريكي والأوروبي لأفغانستان والعراق لن ينهي الإرهاب,وقتل أنور العولقي وأبو علي ألحارثي وبن لادن كذلك لا ينهي الإرهاب,والله من وراء القصد والسبيل.
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |