أخيرا .. تونس تفتح منتجعاتها لبشار ؟!
فائز سالم بن عمرو
الأربعاء , 29 فبراير 2012
الساعة 06:40
مساء
فحين استضافت المملكة العربية السعودية رئيس تونس الهارب من ثورة شعبه حينها وصف الإعلام الثوري والإعلام الموجّه بان هذا الفعل جريمة نكراء وكفر بواح وانقلاب على الثورات والشعوب البريئة ومناصرة للدكتاتورية وناهبي الشعوب وبان المملكة تضع نفسها ضد إرادة الشعوب وتفرمل الربيع العربي ، وامتد هذا التضليل الإعلامي والفكري ليأخذ طابعا دينيا متهما المملكة بأنها خرجت عن الإسلام ومنحت الإجارة الإسلامية لقاتل وناهب شعبه وأطلقت الفتاوى من منبر الثورة \" اتحاد علماء المسلمين \" بعدم جواز الإجارة وبضرورة تسليم الرئيس لبلاده فورا دون تأخير ، ولم تقف هذه التفسيرات والتبريرات الثورية عند حدود المنطق إذا تجاوزته إلى استقراء الفنجان والودع واللعب بالبيضة والحجر وادعاء معرفة ما في اللوح والقلم ليفسر بعض المتفكرين وممتهني الكتابة بالأرجل بان المملكة تفعل ذلك خوفا من إن تصل الثورة إلى أرضها وسماءها فهي باستضافتها الرئيس التونسي تقوي تيار الثورة المضادة لإفشال الربيع العربي الذي سيدك عروشها وأبوابها وطالبت الكتابات الثورية بتحرير ارض الحرم من أهلها ومريديها متجاهلة القدس الشريف المغتصب .
ما قامت به الحكومة التونسية الجديد منطقا مقبول وسليم فهي أرادت حقن الدماء وتجنيب الشعب السوري والمنطقة ويلات الاحتراب والصراع المذهبي والطائفي الذي سينفجر في وجه الشعب السوري وسيصل شرره وناره إلى المنطقة وتضرر منه الأمة العربية والإسلامية ، فدعوة بشار الأسد وأسرته إلى الاستضافة ليس مناصرة لحكمه وتخلي عن الشعب السوري ، ولكنه مخرج سلمي للازمة السورية إذا حصل سيستفيد منه الجميع .
وإذا كان موقف الحكومة التونسية الثورية منطقا سليما لا يعادي العقل والواقع السياسي فان منطقة المملكة العربية السعودية في استضافة الرئيس التونسي أكثر منطقية وله من المبررات الأخلاقية والعقلية ما يجعله أكثر قبولا وكان يجب إن يقدم الشكر لحكام المملكة وشعبها بدل استنكار هذا الفعل وتجريمه ، فمن المبررات المؤيدة والداعمة لهذا الفعل بان المملكة لا يوجد لها حدود مع تونس حتى يقال بأنها تريد إفشال ثورة تونس وخلق ثورة مضادة ، ومنها بان المملكة قد احتضنت أفراد من المعارضة التونسية بشرط عدم تعكير صفو العلاقات بين البلدين فالهاشمي الحامدي صاحب قناة المستقلة استضيف بالمملكة في أيام حكم الرئيس الأسبق لاعتبارات إنسانية وحقوقية تقرها جميع الدساتير والقوانين الشرعية والوضعية ، كما إن المملكة احتضنت كثير من المبادرات لحقن دماء المسلمين وتجنيب البلدان العربية ويلات الحرب والصراع كما حصل في الأزمة اليمنية ومع الإطراف الفلسطينية .
نسجل شكرنا وتقديرنا للملكة العربية السعودية ومواقفها العربية الأصلية ومحاولاتها الحثيثة لحقن دماء المسلمين وتقديم الحلول السلمية وجمع كلمة المسلمين ونرفض سياسة التخوين وتوزيع الاتهامات والحكم بالنوايا .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |