الرئيسية / كتابات وآراء / إلى فخامة الرئيس : ان كنت لا تعلم فتلك مصيبة وإن كنت تعلم فالمصيبة أعظم

إلى فخامة الرئيس : ان كنت لا تعلم فتلك مصيبة وإن كنت تعلم فالمصيبة أعظم

د. أحمد عبيد بن دغر
الأحد , 01 يناير 2023 الساعة 12:00 صباحا
يمن برس - عبد السلام الخلقي:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ / المشير علي عبد الله صالح وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
أرسل لك هذه الرسالة بحق النصيحة التي علمنا النبي صلى الله عليه وسلم ( ولأئمة المسلمين وعامتهم ) .
إن اليمن اليوم تمر بأزمة ما عرفتها طيلة حياتها ، إنها تقف اليوم على شفا جرفٍ هارٍ في كل المجالات الإقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية .

أنظر إلى واقع اليمن عن قرب بعيدا عن تلك التقارير التي تصلك عن تطور اليمن ومحبة الشعب والتصفيق ورفع الأعلام فهؤلاء مأمورون بفعل كل هذا أمامك .

فأما الحالة الاقتصادية فلا داعي لنشرح لك بكم أصبح كيس القمح والطحين والزيت والرز والسكر ، من المحتمل أنك لا تدري بذلك لأن كل ذلك يصل إليك بدون أن تتنقل بين الدكاكين لتحصل على أقل سعر .

كما لا داعي أن نبين لسيادتكم حالة أكثر الشعب لاسيما الذين لم ينعموا بوظيفة إلى اليوم ، يكفيك أن تصلي في أي مسجد وأقول( أي مسجد) لترى المتسابقين لطلب المعونة من المصلين يكادون يشكلون صفا قبل الصف الأول من كثرة طلبهم للمساعدة أصبحوا فصحاء في اللغة .

كما أظن أنه لا داعي أيضا لأن أخبر سيادتكم بالباعة المتجولين أو الفراشين البسطاء على أزقة الشوارع ، آه يا سيادة الرئيس لو رأيتهم .... أنا أعلم أنك لم ترهم لسببين :
الأول : أن العساكر يزيحونهم من الجولات والشوارع قبل الموكب والثاني ، قد يكون العاكس الذي على سيارة فخامتكم يحجب رؤية هؤلاء البسطاء ، ولعلهم هم أنفسهم من يصفقون تحت أوامر بالتصفيق .

وأما الثقافية فقد أصبحوا يبشرونا ببدء مباريات كرة القدم النسائية والجودو والكاراتيه كل ذلك يعرض على التلفاز أمام الناس ....

أما الحالة السياسية فيكفي الحريات السياسية والإعلامية المكبوتة ، حتى أنك قد فتحت لك جبهات كلامية مع العديد من الأحزاب ( عفوا ) بل مع كلللل الأحزاب بما فيهم الإصلاح الذي وصفته يوما ما بالشريك الثابت على مواقفه الوطنية وفي لحظة أخرى وصفته بالتتار .
وأما الحالة العسكرية فصعدة وحربها ، ومظاهرات المتقاعدين التي بدأت تعزف نغمة الجنوب وأصبحت تحرف مسارها لتشكل خطراً على الوحدة .


سيادة الرئيس الوحدة اليمنية التي تعمدت بالدماء أصبحت في خطر ، فعليك أن تراجع حساباتك وتتشاور مع عقلاء اليمنيين بعيدا عن الحزبية البغيضة لعل سفينة اليمن تنجو من الرياح الهوجاء التي تهددها .