عندما يبكي صديقي
محمد سعيد الجبري
الخميس , 02 فبراير 2012
الساعة 06:40
صباحا
دقائق معدودة وفتح ممرض باب الغرفة وقال: موعد الإبرة. فتح(أخي) عينيه.. ورسم ابتسامة على شفتيه ؟ غادر الممرض الغرفة وأقفل الباب. قال أخي: ماذا حدث بموضوع السفر للعلاج في الخارج؟ قلت: الإجراءات من الجانب اليمني تمّت.. ولم يبق سوى البلد المُضيف. ضحك متوجعاً: أليست هي الجاره ذاتها ، التي أقفلت في وجهنا وضيقت علينا كل أسباب الراحة وحاربتنا في أبسط الحقوق المشروعه، وأبقتنا عالقين في المنافذ؟! ضحكتُ بمرارة وقلت: بلى.. هي ذاتها.
ثم قال بحزن: رسمتُ كثيراً تلك المعاناة،, الحمد لله رب العالمين في السراء والضراء.. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. صمت من جديد.. وأخذ يتحسس مكان الجرح الغائر في بطنه.. ثم قال: ليتها كانت رصاصة صوبها نحوي صهيوني وأنا أقاتل. ثم أغمض عينيه.. ولكن ليس لينام هذه المرة..! بل كان يجاهد؛ ليمنع الدموع أن تسيل. كنت أرى عراك جفنيه وارتعاش أهدابه، بينما لم يقو جفناي أن يصدا سيل الدموع الجارف. كنت أبكي بصمت.. وأنتحب بلا صوت. قال ولا يزال مغمض العينين: كلها ابتلاءات من الله يا(محمد الجبري).. وعسانا نكون من الصابرين والمأجورين. ثم أمسك بيدي وشد عليها بقوة، ثم نام. كان متعباً جداً.. وكنت حريصاً أن يحظى بقسط من النوم والراحة.. آثرت أن أمشي.
شوارع عدة مررت بها.. كانت خطواتي سريعة بسرعة دقات قلبي الموجوع لحال أخي وصديقي. كنت أبكي بحرقة، وكادت الدموع تخفي عني معالم الطريق.. لم يكن يهمني من أنا ومن أكون.. ولم يكن يهمني إن كانت عيون المارة ترمقني.
كل ما كان يهمني ولا يزال.. أنَّا أخي وكل الجرحاء أن يكونو بخير...دعواتكم لهم بالشفاء يا إخوتي....والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |