... الوصفة السحريه .. وخيوط المؤامرة
صالح السندي
الخميس , 19 يناير 2012
الساعة 06:20
صباحا
فن الجرعات السعريه سابقا بمنظورها الاقتصادي الوقائي القاتل للشعب حصريا وإبداع للنظام الحاكم في اليمن وحده , وحتى إبان الثورة الشبابيه وعلى مدى عام من التغييرات السياسيه الحاصله , ومرورا بالمبادرة الخليجيه وما تبعها من تحولات سياسية جذرية , التي وظفها النظام لمصلتحه , وكانت بمثابة انقاذ للنظام الفاسد , اختزل النظام الاسري قدراته وامكانياتة في اللعب باوراق عديدة و رمي الكروت الواحد تلو الآخر متفانيا في قلب الطاولات السياسيه بروح تآمريه وإجرامية عاليه , وكانت مخططاته غالبا ما تبؤ بالفشل الذريع , في ظل الصحوه الشعبيه والادراك والوعي الوطني .
كان الأحرى بالنظام استخدام هذه العقلية التآمرية الفذه في تسخير الطاقات السياسيه والشبابية لخدمة الوطن بكافة مؤهلاتة وكوادرة وقدراته , والخروج به من كوارثه وأزماته المتعددة , فلوتم توجيهها التوجيه الصحيح والمطلق لكانت اليمن الان في مصاف الدول المتقدمة , ولأن النظام الاسري خبرعلى مدى سنوات حكمة المتتابعه , خصوصية الشعب اليمني , وتركيبته القبليه والاجتماعيه والمذهبيه الخاصة , وظفها افضل توظيف لخدمة اجندته والهروب من نهايته الحتمية والاكيده وسقوطة المريع , وهذا ما بدا جليا وواضحا حاليا في العزف على أوتارالمذهبيه والطائفيه والمناطقيه وبقوة , وتجلت هذه اللعبه السياسية في أستخدام النظام كروت القاعدة والمذهبيه لضرب الشعب اليمني من داخل تركيبته الاجتماعيه والقبليه , وبث روح الفرقه والانشقاق والتمزق الوطني , وماحصل في صعدة وأبين من حروب طاحنه لاسباب غامضه ومجهوله , تضعنا امام ما يحصل الان في مدينة رداع للتساؤل عن استراتيجية النظام القادمه والهدف من خلق بؤر صراعات جديده , انها وصفه سحريه بامتياز لانقاذ النظام المتهالك , واخراجه من ازماته وسقوطة , وتتمثل الوصفه في ارسال جماعات مرتزقه لاسقاط مدينة ما , ثم يتم إضافة صبغة القاعدة ونكهتها الهجومية للعمليه برمتها و اتهامها بالسيطره الكليه على المدينة واعلانها إمارة اسلامية , ثم ادماج التهم العنصريه بوجود الحوثيين أو أي فئة ما في المنطقه , وتسليم المدن بكافة منشئاتها ومؤسساتها الحكوميه والحيوية على طبق من ذهب للقاعدة المفترضه , اضافة مع إدماج العنصر القبلي وترهيبه واخافته من السيطره الدخيلة القادمه للمنطقه , وتداعياتها الوخيمة من قبل الجماعات الارهابيه المختلفة تحت مسميات عدة , ولا مانع -حسب المخطط- من اضافة مجموعات كبيره مسلحة تتوافد بتخطيط مسبق لتعلن الولاء والطاعه للأمير القادم , وباوامر رئاسيه وتوجيهات عليا مدروسة تقضي بتسليم قوات الحرس الجمهوري والامن المركزي مواقعها ومقارها للجماعات الجهادية , وتعلن انسحابها من المدن المستهدفة , ولا ننسى هنا الدور الاعلامي البارز والمؤثر بشقيه الموال والمعارض في إذكاء هذه الفتنه ونشر الاخبار و ربما بمبالغه شديده تخدم النظام وتغذي مخططاته لتحقيق اهدافه .
وبذا اصبح النظام قادرا اكثر من ذي قبل للتماسك وحفظ وجوده , وارهاب العالم وايصال رسالته بانه الحارس الفعلي للبوابه الجنوبيه لشبه الجزيرة العربية من مخاطر القاعده والارهاب الدولي , رسائل النظام وخطواته المدروسه تطيل من عمر بقاءه ووجوده الفاقد للشرعية اصلا , هنا بدأت تدب الخلافات والصراعات بين الاطياف المختلفه القبليه والمذهبيه و التنظيميه لمواجهة العدو الإفتراضي المجهول القادم الذي تم تقديمة على انه القاعدة اثباتا , وكل طرف يكيل التهم للطرف الآخر بمختلف الانتماءات السياسية والحزبية و المستقله بتأجيج الاوضاع , وعن الدور الخفي لكل مكون ضد الطرف الآخر , واصبحت الساحه اليمنيه موطنا خصبا ومنتجعا حافلا بالصراعات والاقليات المتناحرة فكريا وعقائديا وسياسيا , وهذا ما كان يريده النظام وما حققه وما وصل اليه فعلا , الضرب على الوتر المذهبي والطائفي والحزبي مجتمعا اصاب الحركه الجماهيريه للتغيير بالشلل التام .
فبدلا من ان يكون محط انظارنا جميعا وهدفنا الاسمى تحقيق أهداف الثوره الشعبيه السلميه , صار همنا الاوحد هو كيل التهم والخلافات وتبادل الاتهامات والصراعات مما يخدم النظام اكثر مما يخدم الوطن , ولان القاعده خرجت من تحت عباءة النظام البائد , وفر لها الحماية والدعم اللوجستي والمالي والعسكري وحرية التحرك والتنقل بين المدن والمحافظات وبناء المعسكرات , وهاهو اليوم يستخدم هذه الورقه افضل استخدام لادارة كفة الامور لصالحه , واظهار صورته للعالم الخارجي انه المنقذ الوحيد , ولكن الاعيبه التي لا تخفى على أحد , صارت واضحه للعيان و مكشوفه بصوره فاضحه لما حصل في مدينة رداع , وصار القاصي والداني يعرف حق المعرفه ان شكوك وشبهات انتماء القاعده للسبعين باتت حقيقه مؤكده لا يمكن انكارها , وهذا ما تناقلته الفضائيات الاخباريه العربية والعالمية بشكل مباشر وجدي و فاضح للنظام الاسري الحاكم , وعن مدى العلاقه الوثيقة المتأطره والخفيه والقوية بين القصر والقاعده , وكيف تظهرها متى ما شاءت لتخدم اجندتها وتبرر جرائمها ومذابحها بحق الشعب اليمني .
وما يهمنا فعلا في الامر هو الانتباه للمكائد وعدم الفرقه والاختلاف , وعدم السعي والانجرار في مخططات النظام و مؤامراته لبث الاختلافات والصراعات بين ابناء الوطن الواحد بمختلف تكويناتهم وانتماءاتهم , والوقوف يدا واحدة ضد القاعده الرئاسيه النظامية , وعلى مجتمعنا اليمني خاصة وفيما يدور الان في مدينة رداع , عدم الانجرار الى المخططات الرامية لاشعال فتيل الفتنه والحروب والاقتتال , وتحكيم العقل والمنطق ومعرفة العدو الحقيقي فعليا الذي يريد المساس بأمن الوطن واستقرارة , وجره الى مربع الصراعات والعنف .
هذه الابتكارات المتتاليه للنظام لتحقيق مكاسب وقتيه ومماطله سياسيه على حساب الواقع ومزيدا من الضحايا , متمثلة الان في السعي كما يشاع لتأجيل الانتخابات الرئاسيه والعودة لما قبل المبادرة , وتفجير الاوضاع عسكريا وامنيا وقبليا , انقاذا للطغمة الاسريه في صنعاء على حساب بقية المناطق المشتعله بنار السبعين , كانت رؤى اكثر المحللين الاستراتيجيين للسياسه اليمنيه لما قبل المبادرة الخشية من التوقيع عليها , ليس لما ستوفره من ضمانات للحاكم -جدلا- بقدرما سيترتب عليها من شق الصف والتحول عن المسار الثوري والشعبي الواحد , كان قبل المبادره وهذا حال الوطن باسره الوقوف يدا واحده ضد عدو واحد متمثلا في الاسرة الحاكم ونظام الفساد بكافة رموزه , اما الان فبعد التوقيع اصاب الحركة الوطنيه كثيرا من التغييرات في المسارات والاتجاهات تلبية للمطامع السياسيه وتأثيراتها على الواقع الثوري والشعبي , وبذا انحرفت عن مسارها الصحيح , سواء على مستوى الساحات ومختلف الفعاليات الجماهيرية والشعبية , او على المستوى تحركات الوطن اليمني ككل .
النظام الاسري يدرك جيدا خصوصية الشعب اليمني وتركيبته القبليه والمذهبية والحزبية الخاصه , فيتقن اللعب الان وبجداره على هذه الورقه , وبدأت فعليا تؤتي أؤكلها المثمرة , ونرى الساحة الوطنيه باتت الان شعلة ملتهبة بالخلافات و الانشقاقات وخرجت عن مسارها واهدافها , بما يساهم بصورة او باخرى في استمرار النظام القائم وديمومته و توقف مراحل التغيير والبناء , وهو ما يضع الوطن كليا على اعتاب مرحله جديدة و خطيرة جدا مجهولة النهايات غير مأمونة النتائج والعواقب , اذا لم نتلافها بشكل جدي وتحرك سريع سيصعب التحكم بها وانقاذ الوطن والوصول به الى بر الامان , وتحقيق كافه معايير الدولة المدنية الحديثه للبنآء والتغيير على كافة الاصعده والمستويات , مستلهمين من دروس الماضي ان الوحده الوطنيه هي الاساس القوي والمتين لانقاذ الوطن والنهوض به في شتى المجالات , والاجتثاث الفعلي للفساد المالي والاداري وثقافته المتجذرة بكل صوره واشكاله , والمضي باليمن قدما الى رحاب المدنية الحديثة..
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |