عفوا بلقيس وعذرا أروى لازال صوتكن عورة في فقه ألإخوان
يحي محمد القحطاني
الأربعاء , 18 يناير 2012
الساعة 05:40
مساء
وواقع الحال في عالمنا العربي بشكل عام وباليمن بشكل خاص كما يقال (أن القطة تحب خانقها) فالناس عندنا إما غير مباليين أو أنهم ساديين يحبون جلاديهم ويحبون من يضطهدهم ويؤيدون ويناصرون من يسطوا على حقوقهم عملا بالمقولة المشهورة(جوع كلبك يتبعك)،فهم يشكون من ظلم الشيخ ومع هذا ينتخبون الشيخ،ويشكون من حكم العسكر ومع ذلك يقفون مع العسكر،ويشكون من الفساد ويناصرون المفسدين،يقولون أن الوطن يتسع للجميع وبنفس الوقت ينادون بعملية اجتثاث للمؤتمر الشعبي العام،يقولون النظام والقانون فوق الجميع وبنفس الوقت ينتهكون النظام والقانون،يشكون من عملية الإقصاء وألإستبعاد ويمارسونه على أرض الواقع قولا وعملا،وما معنى خروج بعض الشباب والشابات إلى الساحات والقيام بالمظاهرات والمسيرات تحت قيادة أحزاب لا تؤمن بالديمقراطية ولا بالتداول السلمي للسلطة ولا بالانتخابات وشعارهم (الإسلام هو الحل)ويحكمنا فقط(أهل الحل والعقد)،والإخوان لم يكونوا واضحين أبدا في تقديم أنفسهم أو في تحديد أهدافهم ووسائلهم, بل كانوا في معظم الأحوال غامضين مراوغين يتهربون من الإجابة, ويستعينون علي قضاء حوائجهم بالكتمان!والإخوان لا يكتفون بتضليل السلطات ومراوغة الخصوم, وإنما يراوغون أنفسهم ويغرقون أنصارهم في أفكار ضبابية وعبارات مجازية تصلح لإثارة العواطف أكثر مما تصلح للتعريف والتحديد،وهذا الغموض كان مقصودا,أي أنه كان نوعا من التقية التي تلجأ إليها بعض التنظيمات السرية,والتي استطاعت أن تنمو تحت ستار الدعوة ، وهذا يتعارض مع مدنية الدولة! ومع حقوق الإنسان،وبالتالي إذا أراد الإخوان المسلمون الانخراط بصورة إيجابية في النظام الديمقراطي فلا بد لهم من وقفة مراجعة فكرية وسياسية جريئة حول موقفهم الرافض من حيث المبدأ لحق النساء في تولي مناصب قيادية في الدولة،والإصلاح كحزب وتمثيل اجتماعي يظهر الأكثر تخلفاً أمام الأحزاب الأخرى بالنسبة للحقوق السياسية للمرأة، وما يستغربه الجميع من موقف حزب ألإصلاح حول قضية المرأة بالرغم إلى أنه ظل ولثلاث دورات انتخابية برلمانية يجني غالبية أصوات النساء دون أن يفكر بأضرار حرمانها من أهم جوانب حقوقها السياسية، بسبب المواقف المتشددة لرجال الدين على ضعف مشاركة المرأة في الشأن العام والانتخابات تحديدا، هذا التشدد يتمثل بالفتاوى التي أصدرها فقهاء حزب الإصلاح،برغم اعتماد الإصلاح على المرأة كجزء أساسي في دعمهم بالانتخابات كناخبة دون أن يعطيها الحق في الترشح هو أمر محير وعجيب في نفس الوقت،وأن تهميش الإصلاح للمرأة يرجع إلى خلل وتناقضات كبيرة بين توجهات مختلفة داخله،فهو يرى أن المرأة يجب ألا ترشح في الانتخابات لأنه (لا يجوز تعليق صورها ولا يجوز سماع صوتها عند قيامها بالحملة الدعائية)وأحزاب اللقاء المشترك رفضت كل المقترحات التي طرحها المؤتمر الشعبي العام حول الأخذ بنظام الكوتا للمرأة،وقدم المؤتمر مقترحات حول تخصيص دوائر معينة للمرأة وان تترك دوائر انتخابية للمرأة من كل الأحزاب ونترك المنافسة في الترشيح وأي أخت تفوز هو مكسب وطني للمجتمع وللتجربة السياسية وللوطن ورفض هذا المقترح،واقترح المؤتمر بأن تحدد كل دائرة لحزب يرشح فيه امرأة ولا ترشح فيه أي مرشحه من الأحزاب الأخرى بمعنى أن مرشحه المؤتمر هي مرشحه كل الأحزاب ومرشحه الاشتراكي هي مرشحة كل الأحزاب وهكذا ببقية الأحزاب،والهدف الأساسي هو الكل ينتخبها لكي تصل لمجلس النواب،ولضمان ذلك يدرج ضمن قانون الانتخابات،ورفض هذا المقترح من قبل المشترك،وعلى سبيل المراوغة والكذب على الذقون قال/علي الصراري أحد قيادي ألإشتراكي أن حزبه يدعو إلى أن تحصل المرأة على نسبة 30% من المقاعد الانتخابية وهي نسبة واقعية بعيداً عن مفهوم المشاركة ووفق معالجة تاريخية إلا أن حزبه لم يستطع الفكاك من الانصياع للرؤية المتشددة التي يدير بها حزب الإصلاح اللقاء المشترك،وكذلك قال محمد قحطان أحد قيادي ألإصلاح أن حزبه همش الحقوق السياسية للمرأة،لأن هناك قوى داخل الحزب حالت دون تمكين النساء من حصولهن على حقوقهن السياسية وترشيحهن في الانتخابات،وقال: الإصلاح لم يحسم بعد موقفه من الحقوق السياسية للمرأة،حيث يرتبط ذلك بمسألة الجدل الفقهي حول الأولوية العامة للمرأة،ومما سبق نجد أن هؤلاء الشباب والشابات المعتصمون في الساحات والمغرر بهم سرقت أحلامهم وثورتهم من قبل هذه القوى ألإقصائية والظلامية،الذين يعتبرون المرأة شرا مطلق وصوتها عورة وناقصة دين وعقل،ويريدون(للأسف)أن يعودوا بعجلة التاريخ إلى الوراء، نتيجة لحقد دفين وثأر في صدورهم ،متناسيين حكم الملكة بلقيس على مملكة سبا وحكم الملكة أروى في عهد الصليحيين وما تحقق على أيديهن من التطور الحضاري والإنساني والعدل.والله من وراء القصد والسبيل.
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |