سفر الرئيس شرط استقرار اليمن!
نصر طه مصطفى
السبت , 31 ديسمبر 2011
الساعة 09:40
مساء
تحولت هذه الزيارة العلاجية إلى قضية مثيرة للجدل في الأوساط الأمريكية فيما يترقب اليمنيون إتمامها بفارغ الصبر لأنهم بعد أن تنفسوا الصعداء عند توقيع الرئيس صالح على المبادرة الخليجية وبعد أن بدأت الطمأنينة تتسلل إلى نفوسهم من جديد عقب تشكيل حكومة الوفاق الوطني وتشكيل اللجنة العسكرية وبدء أعمالها بنجاح، فإن القلق لازال يساورهم بين الحين والآخر كلما ظهر الرئيس صالح ليمارس نشاطا لا مبرر له بغرض إلقاء كلمة أو إجراء حوار لا ينتج عنه سوى إثارة أسباب التوتر من جديد، كما هو حال المؤتمر الصحفي الذي عقده السبت الماضي ولم يجد المراقبون فيه أي جديد سوى توجيه الانتقادات لأحزاب اللقاء المشترك التي أصبحت شريكة في حكومة الوفاق الوطني، وتوجيه الانتقادات لشخص رئيس الوزراء محمد سالم باسندوه الذي يحظى بتقدير وطني واسع، وتوجيه الاتهامات لحكومته ولدولة قطر ودعاوى متعددة ضد الشباب المشاركين في مسيرة الحياة... باختصار كانت القراءة الواضحة للعيان أن الهدف من المؤتمر الصحفي توتير الأجواء السياسية وإعاقة عملية مناقشة برنامج الحكومة، ولولا المتابعة المباشرة التي يقوم بها سفراء دول الخليج والدول الأوروبية والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لما تحقق شيء من آليات المبادرة الخليجية... وفي اليوم التالي ترأس اجتماعا للجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام بحضور عدد من القيادات الأمنية والاستخبارية في خرق واضح للدستور الذي يحظر على هذه القيادات الانتماء الحزبي، وكما لو أن هذا الاجتماع الحزبي يهدف لاتخاذ إجراءات أمنية ضد أحزاب اللقاء المشترك خاصة أن الخبر الرسمي عن الاجتماع تم تكريسه لتوجيه انتقادات ضد هذه الأحزاب الشريكة في الحكومة!
من الواضح أن بقاء الرجل في اليمن أصبح معوقا لعملية تنفيذ المبادرة الخليجية في مرحلتها الأولى التي ستفضي إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة، وأصبح سفره للعلاج ضرورة قصوى لنجاح هذه المرحلة، تماما مثلما أن بقاءه خارج اليمن في المرحلة الانتقالية الثانية ضرورة لنجاحها والتي قال بصددها أنه ينوي العودة لممارسة المعارضة خلالها ومن غير المفهوم أي معارضة يقصد خاصة أن حزبه سيظل شريكا في الحكومة طوال هذه المرحلة، مع أن حصوله على الحصانة القضائية سيترتب عليه تلقائيا حرمانه من ممارسة أي عمل سياسي في المرحلة القادمة كما هو متعارف عليه في مثل هذه الأمور... لذلك سيتحتم على المحيط الخليجي والمجتمع الدولي المعني بتنفيذ الآلية وتجنيب اليمن الصراع أن يكون حريصا على توفير كل أسباب النجاح للمبادرة الخليجية وهذا أمر لا يمكن أن يتحقق طالما ظل الرئيس صالح موجودا في اليمن فيما أقاربه مستمرون في توليهم قيادة العديد من الوحدات العسكرية والأمنية.
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |