نالت الحكومة اليمنية الجديدة برئاسة باسندوة ثقة البرلمان الذي يشبه الى حد كبير الجسد المشلول ، يعمل بنصف و نصفه الآخر لا يكاد إلا أصناماً نراها في الخامسة مساء من كل يوم في برنامج تسجيلي لجلساته الذي كانت القناة الفضائية اليمنية تعمل جاهدة لعرض هذه الجلسات ، على مدى سنوات انتخابه ، سعياً منها لإقناع العالم المحيط بنا بالاعتراف بالديمقراطية الهشه التي كانت عنوانها باليمن _ قل ما شئت و أفعل ما نشاء _ .

و قد أعلن باسندوة رئيس الوزراء عن مرحلة تقشفية ستطل على موظفي الجكومة ، من أجل الحد من إهدار المال العام في سبيل الأشخاص المعنيين ، و توفير المبالغ المالية التي تصرف لشراء السيارات و غيرها من مخصصات تحركات المسؤولين الحكوميين ، و يأتي هذا التقشف بعد ان أدرك رئيس الحكومة اليمنية ان اليمن يمر بحالة لا تحسد عليها من نقص الاحتياطي النقدي و انعدام الخدمات الحيوية كالكهرباء و البترول و غيرها من الخدمات الأساسية للحياة ، و كانت الحكومة اليمنية قد قدمة برنامجها لمجلس النواب في بداية الاسبوع الجاري الذي تأمل من هذا البرنامج ان يحقق التنمية الاقتصادية و ان يعمل على استصلاح ما خرب خلال زمن الثورة التغييرية السلمية .

و من السابق لأوانه اليوم الحكم على حكومة الوفاق بمعيار الأداء الحكومي لها و تصنيف مستوياته على كافة المرافق الحكومية ، و لكن يبدو لي من كلام السيد رئيس الوزراء على انه طموح في العمل و تطلعاته كما قال : يريد اليمن مثل تركيا و ماليزيا ، و نحن نقدر الكلام حين يتبعه العمل و لن نستطيع الآن الحكم عليه بين ما يفعل و ما يقول ، و نأمل جميعنا في كل أرجاء اليمن ان نكون كذلك ، لأن اليمنيون بمختلف اطيافهم متعطشون للنهضة و البناء ، و تواقون للعيش في بلادهم عيشاً كريما .

إنني أدعو كل مخلص لهذا الوطن الحبيب ان يدعو بالخير و الستر لبلادنا و ان نرى اليمن يمناً موحداً مشرقاً بتقدمه و تطوره ، اللهم اين أسالك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به إجبت و إذا استنصرت به نصرت ان تجعل اليمن آمناً مستقراً مزدهراً يا أرحم الرحمين .