المنصة!!!
د . عبد الملك الضرعي
الخميس , 29 ديسمبر 2011
الساعة 07:40
صباحا
لقد ساد الخلاف بين المكونات الثورية حول الطريقة التي تدار بها المنصة منذ الأشهر الأولى ، وتولدت قناعة لدى البعض أن السيطرة على المنصة تعني السيطرة على الساحة ، وذلك غير صحيح فالمنصة هي جزء من النشاط الإعلامي للساحة وليست كله ، ثم أن اللجنة التنظيمية هي المعنية والمسئولة بشكل مباشر بفعاليات المنصة والساحة .
إن المتتبع للإشكالية التي تواجهها المنصة تتصل بصعوبة تلبية كل طلبات المشاركة خلال ساعات عمل إذاعة المنصة ، ومن الصعوبات الأخرى ما يتعلق بتوجيه محتوى الخطاب الذي ينشر ، فيجب أن يكون مراعياً للتوجه العام في الساحة ولايعكس رؤى جزئية لأي طرف كان ، بمعنى أن الرؤى الجزئية يمكن طرحها عبر منتديات الساحة واللقاءات العامة.
قد يقول البعض أن اللجنة التنظيمية لاتمثل كل مكونات الساحة ، وبالتالي ليس بالضرورة أن تتحكم هي وحدها بالمنصة ، نقول ذلك صحيح وندعوا إلى توسعة اللجنة التنظيمية لتشمل عدد أكبر من مكونات الساحة حتى تعكس البعد الديمقراطي لمكونات الساحة ، ولكن في الوقت الراهن وحتى يتم توسعة اللجنة ، يجب التوقف عن إثارة الصرعات الجسدية وفتح مجال للحوار الفكري بشكل شفاف يخدم مشرع الثورة الشبابية ، أما الصراعات التي بلغت حداً غير مقبول فتلك لاتخدم سوى القوى المضادة للثورة الشبابية ، وتصرف الأنظارعن مسار الثورة التي تجتاح مؤسسات الدولة.
نود التأكيد أن المنصة ليست الغاية من الثورة الشبابية الشعبية السلمية ولاتستحق مثل هذا الصراع ، ولكن في نفس الوقت هناك خطورة إذا أستغلت المنصة في توجيه الشباب الثائر خارج إطار التشاور والمسئولية ، فالمنصة هي التي يتم من خلالها الدعوة للمسيرات ، والمنصة يجب أن تعكس دائماً الإجماع الثوري المخطط ، أما تحولها إلى نقطة نزاع فذلك معيب في حق شباب الثورة.
لقد كان لكاتب هذه الأسطرجهد متواضع منذ اندلاع الثورة الشبابية ، وبروز المنصة في قيادة جماهير الساحة ، حينها قدمتُ رؤية إعلامية للمركز الإعلامي بساحة التغيير بعنوان(مبادئ الرسالة الإعلامية للثورة الشبابية) ، تلك الرؤية شملت عدد من المحاور لتوضيح أهداف الثورة الشبابية السلمية للرأي العام ، ومن ضمن ذلك تناولت الرؤية مقترح لإدارة المنصة بمفهوم يعكس التنوع السياسي والوطني ، كونها تختلف عن الساحات الأخرى لشمولها على مكونات من مختلف المناطق اليمنية والتوجهات السياسية ، وبالتالي طرحت حينها بأن يترك مثلاً ساعة يومية للفعاليات الشبابية في كل محافظة يديرها أبناء المحافظة وفق الثوابت الوطنية ، إضافة إلى مقترحات تؤكد على سلامة الألفاظ التي تطلق من على منصة الثورة ، كون المبدأ العام لثورة الشباب لايقوم على الإساءات الشخصية بل الخطاب الوطني المسئول .
أخيراً نأمل أن لاتكون المنصة سبباً لتفكك الساحة ، بل يجب أن تكون الموجه لثقافة الحوار، خاصة أن شباب الثورة في الأصل مواقفهم موحدة من العملية السياسية ، فهم مجمعون على رفض المبادرة الخليجية وما ينجم عنها ، وبالتالي مايحدث لاعلاقة أصيلة له بالمبادرة الخليجية ، بل زرع للشقاق في الساحة لخدمة إجندة داخلية وخارجية من خارج الساحة ،وذلك يستهدف بشكل مباشر النيل من وحدة المكونات الثورية ، لتحقيق هدف ضرب الثورة بالفتنة ، نأمل من كل المكونات أن تعيد النظر في مواقفها من بعضها البعض ، وأن تتحد في نقل اليمن إلى الدولة المدنية التي يلتزم فيها الجميع بمخرجات صندوق الإنتخابات النقي ، وذلك يعني أن على كل طرف حشد الجماهير بالبرامج السياسية وليس بالصميل والبدقية ، أما إن كان هناك من يريد الوصول إلى السلطة بالقوة ، فذلك يتناقض نصاً وروحاً مع أهداف ثورة الشباب السلمية الشعبية التي تسعى إلى بناء دولة المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية ، دولة يكون المواطنون فيها شركاء في السلطة والقوة والثروة .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |