إيقاعات وجدانية ,,,, من وحي الثورة(16)
عباس القاضي
الأحد , 25 ديسمبر 2011
الساعة 09:40
صباحا
طلب الشيخ وسيلة لنقل التبرعات , ومروا للمحلات ليأخذوا الاحتياجات الملحة, والتي وعدوا بها غبش عجب زؤبه بندر من أثاث ومواد منزلية ومواد غذائية, أما الملابس فقد طلب المتبرعين أن يأخذوها كاملا.
عادوا إلى القرية فرزوا المواد, وحددوا الاحتياجات لكل فرد , وبعد صلاة العصر أخذهم الأستاذ محسن ليعرف كل واحد مسكنه وأخذ مستلزماتهم , ثم عادوا لصلاة المغرب والعشاء في المسجد, ومنه إلى بيت الحاج وبنفس البرنامج, جلسوا يتسامرون, وكان الحاج والشيخ هم المتحدثين الذين أطلعوهم على انجاز هذا اليوم الذي يبشر بعهد جديد ليس لمجتمع المهمشين فحسب ولكن للقريتين أيضا.
والنساء في الداخل يتآنسن مع الحجة حسينه, والتي تحذرهن من نسيان اللحظات التي قضينهن معها,, ولكن في خاطر كل واحدة من الأشجان ورهبة الموقف ما يثقل الخافق, كيف سيكون قضاء هذه الليلة؟ وكيف شكل الفرش وأدوات المنزل؟ وكيف سيكون دفء بيت الحجر والطين, ودفء المشاعر؟, تقول علياء في نفسها : يا شوقاه لك يا عبده, وحركاتك تلك, هل ستكون الغمزة بعينك اليسرى أم ستتحول إلى اليمنى \"غمزة إسلامية\" وهل ستضل حركات رأسك كما هي ونحن نتغير إلى الأحسن؟ لكن لا أريدها أن تتغير تلك الحركات التي تذوبني.
وحسينه تتكلم : أصبحتن مثل نساء القرية , لم أكتف بتعليمكن أمور دينكن, بل علمتكن التدبير المنزلي, كذلك فنون الطبخ, ولحسن حظكن أنكن تدربتن على سليلة المطبخ الشامي المشهور بالأكلات الشهية, وهنا توقفت حسينه على صوت الحاج وهو يصفق, يطلب من حسينه إخبارهن بأن أزواجهن في الانتظار.
خرجت سلمى وابنتها نجوى ليرين علي زؤبه وبندر بانتظارهن,ويا هول المفاجأة لم يكن الواحد منهم يتوقع أن الملابس تفعل بالمرأة ما شاهده زؤبه من سلمى وبندر من نجوى, خطا زؤبه أولا وبندر خلفه وتقاطرن خلفهم وهن لا يعرفن المشي من الملابس التي عليهن ومن شدة الحياء الذي كساهن بعد الهداية, كذلك انطلق عبده غبش بعد عشر دقائق من خروج زؤبه وبندر ونساؤهم, الأصول أصول قالها الحاج, لغبش, عَوِّدوا أنفسكم حسب الوضع الجديد, فلكل خصوصيته, وانطلقت معه علياء بفستانها الكحلي,حتى خرجا من البيت فنظر لها شزرا ولكن بإعجاب , وهما في الطريق يكلمها بهمس يقول لها مدللا : يا بنت كم لك مني ؟ رفعت كفها وأثنت الإبهام لتشير إليه بأصابعها (أربعة أيام), قال لها : كأنها عندي أربع سنوات, وأردف قائلا : هل كنتِ تحلمين بهذا ؟ ردَّت عليه وهي تحرك رأسها : طو, طو( لا, لا ), ثم قال لها : هل تشعرين بالسعادة ؟ فردت عليه وهي تحرك رأسها من أسفل إلى أعلى : قا, قا( نعم, نعم), فَهَولُ المفاجأة والسعادة الغامرة ألجمت لسانها عن النطق فقلبها يرجف وعينها تزغلل والدموع تتطاير, ثم تنحنحت لتصلح من صوتها لتقول له: عبدووه , لماذا لم يأت لك ملك الموت من زمان, حتى ننتقل هذه النقلة ؟ قال عبده غبش: ها قد وصلنا إلى البيت , سنواصل الحديث لاحقا, أخرج المفتاح, فتح ثم دخلا , ورغم تواضع البيت إلا أنهما وجداه أجمل وأفسح وأرحب من أي قصر على هذا الأرض, وجدوا الفراش الوثير, ثم ضحكت , وصاحت : وووعبدوووه بطانية أبو تفاحة ووعبدووه, ألم يكن ملك الموت قد أخذك إلى الجنة وأخذني معك؟ علامووه وعلياء, علاموه كنا سأدخل الجنة! أين العمل الصالح؟ رد عليها عبده غبش, وأردف قائلا: على الرقصة والهكسة, وشريط يطلع وشريط ينزل, واستطرد قائلا : الذي كنت تظنيه كما ظننت أنه ملك الموت, ما هو إلا الشيخ عبدالله الطائع, وفعلا أخذني إلى جنة الدنيا, والتي تنبع في الأصل من نفس سوية راضية بما قسمه الله لها في الدنيا, ولكنها تحتاج إلى تعب ومكابدة وعمل, وهي مَعْبَرٌ إلى الجنة الحقيقية, التي لا نجوع فيها ولا نعرى, فيها ما لا عين رأت, ولا أذن سمعت, ولا خطر على بال بشر.
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |