مسيرة ( الحياة ) الراجلة .. وغزوة العسرة !!!
محمد حمود الفقيه
الخميس , 22 ديسمبر 2011
الساعة 09:40
مساء
هو الهدف السامي وحده الذي جعل من المؤمنين ان يذهبوا آلاف الأميال تحت حر الشمس ، وفي المناخ الحار الشديد ، يرافقهم الايمان في قلوبهم و ما خرجوا من أجله هو إرضاء الله سبحانه وتعالى ، فتحملوا بذلك الحر الشديد و مشقة السير الطويل ، لا لشئ إلا مرضاة الله سبحانه وتعالى .
وعلى هذا فإننا نرى اليوم ثلة من الناس من الشباب اليمني ، الذين قرروا ان يمشون على أقدامهم من تعز الى صنعاء في ضل توفر وسائل النقل الحديثة في عالمنا اليوم ، هؤلاء الشباب لم يكن لهم ان يفعلوا هذا لولا إيمانهم العميق بما يذهبون اليه من غاية إنسانية كريمة ، انها التعبير في الوقوف أمام الظلم أمام الجور أمام الاستبداد الإنساني ، هؤلاء الشباب لا يسعون الى غنيمة يجدونها في طريقهم الطويل ، ولا يهدفون الى إشهار أنفسهم بمقاييس غينيس ، بل هم فتية آمنوا بربهم الحق العدل الذي قال جل في علاه في الحديث القدسي يرد على دعاء النفس المظلومة : ( لانصرنك و لو بعد حين ) ، نعم انهم فتية آمنوا بالحقوق المشروعة ، آمنوا بالدفاع عن المظلوم ، آمنوا بمدأ القصاص من المجرمين ، هؤلاء الفتية سيخلدون في قلوب العالمين ، هؤلاء الفتية تغلبوا على مشقة الطريق ، وتغلبوا على شدة البرد القارس في ذروة الشتاء ، تخلوا عن فرشهم المرفوعة واكوابهم الموضوعة ، في سبيل الحق ، في سبيل الحرية ، في سبيل الحياة الكريمة .
ان [ مسيرة الحياة الراجلة ] اليوم ضربت لنا أروع الأمثلة في التضحية والذود عن المظلوم ، ضربت لنا مثالاً لتحطيم اليأس في عقولنا ، ومثالاً في كسر الحصار الذي غطى على قلوبنا طيلة حياتنا الماضية ، مسيرة ( الحياة ) هذه ، ضربت لنا مثالاً لشراء الحرية بأغلي ما يملك الانسان وهي نفسه وماله ، و اننا حين ننظر ونشاهد هذه المسيرة النوعية في تاريخ التغيير الحضاري والإنساني ، لينتابنا شعوراً بالأمل ، واحساساً بالنور المشرق الذي قد أطل على شبابنا شباب الحرية والتغيير ، و تطمئن قلوبنا نحو بوابة المستقبل القريب الذي نجلم به ، اليوم الارادة الحرة وجدت لتبقى ، اليوم النفوس تغيرت ، اليوم القلوب آمنت بالغايات والأهداف السامية ، اليوم العقول تسلك الطريق الصحيح وتتخلص من الفكر الجمودي التبعي ، اليوم الشباب رسموا لنا كروكي المستقبل الجديد ، وهتفوا ان لا ذل بعد اليوم ولا خنوع و لا مجاملات ولا منافع رخيصة أمام الحق والعدل والحرية .
ان على كل انسان ينتمي الى هذا الوطن بعد ان يشاهد _ مسيرة الحياة _ ان يرجع الى نفسه ويحاسبها على ما اقترفت من جرم التبعية للمجرمين ، والتبعية السلبية للفاسدين ، والتجرد من الوهن والضعف والتردد نحو ما من شأنه ان يحرر البلاد والعباد ، اسأل الله العلي الكبير ان ينتقم من الظالمين ، وان يرينا كيد الكائدين وان يبلغ شبابنا مقاصدهم السامية ، انه سميع قريب مجيب ..
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |