عندما لا تكون المصلحة في المنصب
محمد جميح
الاثنين , 15 مايو 2017
الساعة 09:53
صباحا
أيهما أفضل-إذن-لتوني بلير؟ أن يبقى في السلطة أو أن يغادرها؟ الجواب واضح. توني بلير يتمشى-اليوم-في شوارع لندن دون حراسات كبيرة بعد أن خرج من المنصب، لأن أحداً من البريطانيين لا يطالبه بثأر يجعله يخشى على حياته من القتل أو الاغتيال، بغض النظر عن جرائمه في العراق.
عندنا لا يستطيع الرئيس أن يخرج من المنصب، لأسباب واضحة: فهو بعد المنصب سيخسر كل الأموال التي يجنيها منه أثناء وجوده فيه. ثم إن الرئيس العربي إذا خرج من المنصب، فإن ضحاياه سوف يكونون له بالرصاد، ولذا من خرج من المنصب في بلد عربي، لا يبقى فيه، بل يغادر مع ثروته، خوفاً من الثأر، إلا من رحم الله. وبالمجمل: من مصلحة توني بلير ألا يبقى في الوظيفة العامة، لأنه يكسب بالخروج منها أضعاف ما يكسبه بالبقاء فيها، بينما تقتضي مصلحة الزعيم العربي أن يظل في المنصب طول حياته، لأنه بالخروج منه قد يخسر كل شيء بما في ذلك حياته.
نظرة إلى صورة الرئيسين الفرنسيين السلف والخلف تطرحنا أمام إشكالية حضارية وثقافية وسياسية عميقة نحتاج إلى جهود مكثفة لتجاوزها في بلداننا العربية. وعندما نصل في بلداننا إلى لحظة تاريخية، مثل هذه اللحظة في فرنسا اليوم، ستختفي نزعات التقسيم، والدعوات الانعزالية، والتطرف الأصولي، والعنصرية الطائفية والمناطقية. وستنسجم العلاقة المتوترة بين الشعوب والحكام، والأنطمة والمعارضات، وسنعيش حالة من الأمن السياسي والسلام الاجتماعي والازدهار الاقتصادي المنشود. الأمر ليس مستحيلاً، لكننا نحتاج إلى أن يبدأ النموذج في دولة واحدة، وعندها ستتحرك العجلة إن شاء الله.
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |