الرئيسية / كتابات وآراء / حزب الإصلاح وخياراته المرّة (2-2)

حزب الإصلاح وخياراته المرّة (2-2)

عبد الإله الحريبي
السبت , 22 أبريل 2017 الساعة 03:32 مساء
علي صالح يريد تأسيس امبراطورية قوية لحكم نجله احمد الذي يعمل عليه ، واولاد الشيخ يعتبرون انه لولا وقوفهم ووالدهم معه ما كان لعلي صالح ان يحكم اليمن يوماً واحد ، وكانت بداية ثورات الربيع العربي ودخول الإصلاح في غمارها مع بقية أحزاب اللقاء المشترك ، الشيخ / عبدالمجيد الزنداني وقف مع هذه الثورة بعد ان رأى مقدار شعبيتها الجارفة ، وحاول تسييرها على حسب ما يأمل بداية لحكم خلافة إسلامية ، معتقداً خطأ ان هذه جماهيره ، وتغافل ان هذه الجماهير كانت جماهير اليمن الجديد الذي ينشده اليمنيين ، وهو الذي تمثل بعد ذلك بمخرجات الحوار الوطني التي تأسس لشكل الدولة الجديدة ، في ظل ثورة الشباب مارس الإصلاح بعض السلبيات التي تمثلت في محاولة تجيير نتائج الثورة لصالحه ، ومحاولة فرض نفسه ليكون البديل لحكم صالح ، كما كانت هناك ممارسات فاسدة لا تمت لروح وقيم ثورة الشباب مارسها من اعتقد الناس انهم حماة الثورة الشبابية الشعبية عسكريين وقبليين ، ظهر الحوثيين كمنافس قوي وفاعل لحزب الإصلاح في استخدام العامل الديني لجذب الجماهير ، وكذلك ادعاء مكافحة الفساد ومحاربته وضرب القوى التقليدية التي تعيق بناء الدولة المدنية الحديثة ، شعارات الحوثيين وسلبيات الإصلاح في فترة حكومة باسندوة أعطت للحوثيين مساحة واسعة من التحرك والامتداد في محافظات ليست متوافقة معهم فكرياً مثل تعز وعدن ، كثيرة هي القوى التي تخوفت من ان يكون الإصلاح بوجهه القبلي والعسكري هو البديل لعلي صالح وحزبه ، ولذلك حصلت ارتجاجات في اطار الصف الثوري المعارض اتاحت للحوثيين تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية وخاصة في عمران وما حدث بعدها في صنعاء ، وإقامة تحالفها القوي مع علي صالح الذي حاول ضرب معارضيه بهذه الجماعة القادمة من كهوف التاريخ ، استطاع علي صالح وجماعة الحوثي دك معاقل حزب الإصلاح في عمران وبالذات قبيلة حاشد والاستيلاء على قصور آل الأحمر ، وكذلك تم تدمير مقر الفرقة الأولى مدرع واجبار الرئيس هادي والقوى السياسية على اتفاق السلم والشراكة الذي كان بمثابة تسليم السلطة لجماعة الحوثي ، الا ان تدخل المحيط العربي بقيادة السعودية شكل طريق الإنقاذ من سيطرة الجماعة ، وكان ما حدث من تدخل عسكري عربي بعد ان استطاع الرئيس / عبد ربه منصور هادي الخروج من صنعاء الى عدن ، وطلبه رسمياً تدخل عسكري عربي لإنقاذ اليمن من سقوط وشيك لليمن تحت النفوذ الإيراني ، شكل هذا التدخل العربي انقاذا لحزب الإصلاح ربما من عملية استئصال كان قد بدأها الحوثيون وعلي صالح ، وكان طبيعياً ان يكون الإصلاح في مقدمة المساندين للشرعية بكل الوسائل المتاحة لديه ، عسكرياً واعلامياً ومادياً ، بالرغم من ان كل القوى السياسية الفاعلة وقفت مع الشرعية ، وقاتلت في صف الشرعية ، حتى التيارات الدينية التي كانت تتجنب الخوض في السياسة ( السلفيين ) ، اضطروا للوقوف مع الشرعية في حربها ضد الانقلاب ، بعد تبين وقوف ايران كداعم للحوثيين وصالح ، ومحاولة الحوثيين فرض مناهجهم بالقوة في المدراس والجامعات ، الإصلاح الان يشكل حالة قلق لبعض دول الخليج من سعيه للسيطرة على تشكيلات الجيش الوطني وهو ما يهدد مصالح الخليج الذي اصبح متيقن من خطورة ان يكون فصيل سياسي او جماعة دينية هي المسيطرة على الدولة وبالذات الجيش ، فمن مصلحة اليمن والخليج ان يكون الجيش القادم بعيداً عن الأحزاب السياسية وصراعاتها ، وهو ما يوجب على الإصلاح ان يتنبه له مبكراً ، حزب الإصلاح اليوم امام اختبار حقيقي وتقف امامه تساؤلات منها .. هل يقاتل في صفوف الشرعية من اجل تحقيق مخرجات الحوار الوطني بما فيها تلك المتعلقة ببناء جيش وطني غير متحزب ؟ وهل يقاتل من أجل الشرعية التي يمثلها هادي أم من أجل أن يكون هو البديل لهادي في السلطة ؟ .. الإصلاحيون اليوم يشنون حملات كبيرة ضد من يحاول النيل من حزبهم .. وبطريقة تدعوا للخوف منهم ، فكل من يقف منتقداً الإصلاح أو الموالين له في المقاومة يعتبر عفاشي أو غير ذلك من المصطلحات التخوينية التي نجدها في وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يمارس اليوم مع كتائب ابو العباس السلفية ، على الإصلاح النظر في واقع الاحداث اليوم على المستوى الداخلي والخارجي ويبتعد عن العنتريات ، وان يختار الخيارات المرة التي ستجنبه خيارات أشدِ مرارة .. لعله إن فعل ذلك يحصد ما يستحقه من شراكة وطنية في سلطة القرار بعد الحرب .. لأن غير ذلك سيجعله عرضة لعملية مشابهة لما يحدث الآن لجماعة الحوثي وصالح .. ولن تنفعه أمواله ولا مقاتليه وسلاحه إن نظر الى هؤلاء على انهم مقاتليه وليس مقاتلي الشرعية وان نظر ان سلاحهم سلاحه وليس سلاح السلطة الشرعية .. والحديث يطول .. و قصته مع الامارات لها موضوع لاحق إن شاء الله .

*خاص بيمن برس