الرئيسية / كتابات وآراء / نشطاء حزب الاصلاح والامارات

نشطاء حزب الاصلاح والامارات

عبد الإله الحريبي
الاثنين , 13 فبراير 2017 الساعة 03:00 مساء
بين الفينة والاخرى يقوم نشطاء حزب الاصلاح في اليمن بتوجيه حملات قوية ضد الامارات العربية المتحدة اهم الدول المشاركة مع السعودية في التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية عسكرياً ومادياً ، ودائماً ما يكون السبب تصريح ما لاحد مسئولي الامارات او مقال لكاتب في صحيفة اماراتية ، ينبري هؤلاء النشطاء بقوة في مواقع التواصل الاجتماعي ، وبدلاً من مواجهة اي نقد للاصلاح بحقائق في الميدان والعمل على توضيح المواقف من اي اتهامات تصدر للاصلاح من هذا او ذاك ، ينبري هؤلاء لسب وشتم الامارات ، وهو ما لا يليق بهم كتيار يقول انه يلتزم بالاداب الاسلامية في الحوار ويتقبل النقد ، حتى في حالة الإساءة إن وجدت فالاخلاق الاسلامية يجب ان تكون موجودة ، في رسالةٍ وجهها احد قيادات حزب الاصلاح لقواعد الحزب يقول في معناها ان انتقاد الاصلاح في رأي كاتب او سياسة صحيفة لا يجب ان تقابل بشتم وسب الدولة التي تصدر منها هذه الصحيفة او تلك ، لأن من يقرؤون هذه الردود العنيفة والسيئة جمهور كبير تمت الإساءة اليه ، واحياناً كثيرة يتم الاساءة للدولة وهذا فيه إساءة للحزب نفسه ، الإمارات دولة شقيقة استطاعت تحقيق الرفاهية لشعبها بفضل حسن ادارة الدولة للثروة ، والامارات ثاني أكثر دول التحالف العربي المساند للشرعية ، ضحت بدماء نخبة من قوات جيشها على ارض اليمن ، كما انها الاكثر فاعلية في المجال الاغاثي ، ولديها تخوف من ان يصير امر الجيش اليمني الجديد الى جماعة الاخوان المسلمين التي يمثلها حزب الاصلاح ، وهذا التخوف له اسبابه ، فعلاقة الاخوان المسلمين بالامارات سيئة جداً وهذا موضوع قد نتناوله في مقالٍ آخر ، نعود لهؤلاء النشطاء الذين يعززون مخاوف الامارات بمثل هذه الحملات السيئة ، مع ان حزب الاصلاح في بياناته الرسمية يصدر خطاباً راقياً وممتناً للدور الاماراتي في اليمن ، لكن نشطاء الحزب في مواقع التواصل الاجتماعي لا يلتزمون بسياسة الحزب ، ويصعدون من نبراتهم للامارات التي تصل الى حد تحريض الجماهير اليمنية ضد هذه الدولة وقياداتها الحكيمة ، أمر مؤسف نتمنى أن تضعه قيادة الحزب في اول اهتماماتها ، وان تضع برنامجاً تثقيفياً وتوعوياً عن تقبل نقد الاخرين ، وان هذا النقد هو ما سيسهم في تطوير الاصلاح وتحسين ادائه وعلاقاته مع الاخرين داخلياً وخارجياً .