الرئيسية / كتابات وآراء / أشواق فبراير المجيد

أشواق فبراير المجيد

موسى المقطري
الأحد , 05 فبراير 2017 الساعة 07:47 صباحا

لانك فبراير المجيد فذكراك ليست كسواها ، وعبقك يملاء الارجاء ، وأسمك مدوياً، رخيماً ، ندياً، لا يشبهه شئ .
فيك ارتفع صوت الحرية عاليا كنخلة شماء ذات جذور ضاربة في تربة هذا الوطن المعطاء .

فبراير لا يشبه الا نفسه ..
فيه كان صوت الحرية اقوى الأصوات ، صوت التغيير ، صوت الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل .
حين تنطلق قافلة الحرية لا تتوقف الا لتتزود للمسير ، وقد انطلقت قافلة حريتنا في فبراير المجيد ، ولازالت منطقة يتساقط منها خبث الطريق ، والمتسلقون ، ومن يريد تجيير الحرية لمشروعه الصغير .

لا تعجب يا فبراير إن رأيت مدعوا حبك يوماً يريدونك لتعيدهم لزمن ماقبل الحرية .
انهم بلاشك شذاذ الأفاق ، وضعاف النفوس ، والمتمرغين بتراب الذل البادئ على سيماهم .

أيها المارد الذي أدرك حقيقة الفجر ، ستظل مورداً للأحرار ، وملاذاً لعشاق الحرية ، وذكرى حسنة تتكرر كل عام لتعطينا قوة بعدة قوة فنواصل مشوارنا نحو التحرر واثقين بطريقنا نحو الانبلاج .

لعينَي فبراير الأجمل سنعزف أجمل الألحان ، وبعبير ازهاره الفواحة سنعطر أيامنا القادمة بأمل الانعتاق من قبضة أعداء الحرية الواهمين باستعادة سلطاتهم الموبوئة .

ايها الثائر الفبرايري :
ثورتك. انطلقت .. ولن تتوقف .
فقط يتوقف الذين ارادوا اقتناص اللحظة وتجييرها لمشاريعهم المتصادمة مع مبادئ ثوار فبراير .
فبراير انطلق بقوة الإرادة ، ولازال منطلقاً ، ومن ارادوا ايقاف انطلاقته بقوة السلاح يتساقطون على طريق التحرر وبناء الدولة المدنية العادلة .
مبادئ فبراير المجيد تتصادم مع احلام التوريث والهيمنة العائلية ، كما تتصادم مع التطلعات الواهمة للحكم باسم السلالة أو الطائفة .

رجال ثوار فبراير الأفذاذ يحملون الراية ، ولازالت خفاقة ، وسترفرف عالية في جهات الوطن الأربع ، وستتناقلها الأجيال بقوة الإرادة ، وصدق العزيمة ، والتلذذ بالكفاح .

وكالرجال لن تتوقف نساء فبراير المجيد عن العطاء والبناء والتضحية ، فهنَّ من انجبن الأحرار ، وهنَّ اللائي خلطن الحليب بالإباء ، ومزجن الماء بالإقدام ، وانضجن الخبز بحرارة الحب المخلص للوطن ، وعلمنَ الأطفال أن الوطن أمانة ، والأرض التي نشرب عذب مائها لا ينبغي ان يدنسها الأوغاد ، ولأجل الكرامة تهون التضحية .

نعاهدك يا فبراير ان لا نترك لصوص الجمهورية هذه المرة ليعودوا من جديد لسلب حقنا في التحرر ، وستظل ذكراك معلماً يشدنا أكثر لنرسخ جمهوريتنا الجديدة .

سنظل أوفياء لدماء الشهداء ، وأنات الجرحى ، وعرق المناضلين .

عليكم يا احرار فبراير السلام .