الرئيسية / كتابات وآراء / من يقف وراء ادراج القيادات اليمنية ضمن قوائم الإرهاب ؟

من يقف وراء ادراج القيادات اليمنية ضمن قوائم الإرهاب ؟

عباس الضالعي
الخميس , 08 ديسمبر 2016 الساعة 07:41 مساء
مصداقية أمريكا انتهت بعد تقاريرها عن الأسلحة النووية التي يمتلكها العراق وبسبب تلك التقارير الكاذبة تم احتلال العراق واخفائه من قائمة الدول ، اعتراف أمريكا بخطأ تلك التقارير قضى على سمعتها ..
ادراج الخزانة الامريكية للقيادي اليمني الحسن ابكر والشيخ عبدالله الاهدل وجمعية رحماء الخيرية ضمن قوائم الإرهاب هو يندرج ضمن كذب أمريكا واستغلالها ملف مكافحة الإرهاب لتحقيق مآرب سياسية لخدمة اجندتها السياسية ..

كل من ادرجتهم أمريكا في قائمة الإرهاب من اليمن لم تقدم دليلا واحدا لادانتهم بل لايوجد لديها دليل أصلا ، لان استغلالها لهذا الملف بهذا الشكل غير الأخلاقي والذي يفتقد للمعايير العملية ، أمريكا فقدت مصداقيتها عند الشعوب وفقدت ثقتها بسبب هذه التصرفات الرعناء ..
ماهي المعايير الذي اعتمدت عليها أمريكا بتصنيفها شخصيات يمنية ضمن قوائم الإرهاب ؟ بمجرد بحث بسيط حول أي شخصية ادرجتها أمريكا بقوائم الإرهاب نجد ان هذه الشخصيات تنتمي لجبهة مقاومة المشروع الإيراني في المنطقة ، وهو المشروع الذي تتبناه أمريكا ضمنا وتعتبره مولود غير شرعي لها للتحكم بالمنطقة من خلال تغيير بنيتها السياسية والفكرية ..
أمريكا تعتمد على جواسيس ذو طابع سياسي من صغار الناشطين قامت هي بنفخهم وقدمتهم للرأي العام كقيادات بينما هم عبارة عن مستفيدين يتبعون أطرافا سياسية لا يتمتعون بأي استقلالية ، غرستهم السفارة الامريكية في صفوف المكونات السياسية وصعدتهم لتولي مسؤليات سواء رسمية او غير رسمية وبسبب هؤلاء يتم قمع القيادات والمكونات والحكومة بملف ادراج أسماء عدد من القيادات ضمن قوائم الإرهاب ..

تبني أمريكا لدعم سياسة ايران التي تستهدف دول المنطقة وتعمل على زعزعة استقرارها واحتلال بعضها كما حدث في العراق وسوريا واليمن ولبنان ومحاولتها المستمرة لاستهداف دول الخليج ، هذا التبني هو تعويض عن فشل السياسة الامريكية واخفاقها في ملفات المنطقة ، ما دفعها باللجوء الى دعم مليشيا وفصائل ايران المسلحة ومنها مليشيا الحوثي في اليمن ..

أمريكا تعرف بالتفصيل من الذي يمارس الإرهاب الحقيقي باليمن ، وتعرف حجم الجرائم التي ترتكبها مليشيا الحوثي تحت راية وشعار الموت لامريكا الموت لإسرائيل ، وتعرف حجم الانتهاكات ضد الإنسانية بحق اليمنيين على يد مليشيا الحوثي ، وتعرف كم عدد المعتقلين في السجون وتعرف أنواع العذاب اليومي الذي يتعرض له المعتقلين وتعرف كم عدد الذين ماتوا نتيجة التعذيب الذي تقوم به مليشيا الحوثي للمعتقلين السياسيين في سجونها ..
ادراج اسم الشيخ الحسن ابكر والشيخ عبدالله الاهدل وجمعية رحماء ومن قبل هذا ادراج اسم الشيخ المؤيد والشيخ الزنداني والدكتور عبدالوهاب الحميقاني ومحافظ البيضاء نايف القيسي وشركة العمقي للصرافة كله يأتي ضمن محاولة سعي أمريكا للانتصار لمليشيا الحوثي الإرهابية ومحاولة البحث عن ادلة تدين خصومها السياسيين عن طريق هذا الادراج بقوائم الإرهاب ..
أمريكا بهذه التصرفات تثبت مدى التخبط الذي وصلت اليه نتيجة ضعف ادارتها الحالية الذي لم تحسم ملف واحد من ملفات الصراع والمناطق الساخنة في المنطقة والعالم ، ولهذا تلجأ أمريكا لمثل هذه التصرفات كوسيلة ضغط سياسية للقبول بمليشيا ايران الإرهابية ..

الحسن علي ابكر الذي أدرجت الخزانة الامريكية اسمه ضمن قوائم الإرهاب شخصية يمنية عامة ومعروفة ينتمي لحزب سياسي عريق يعمل تحت ضوء الشمس ويمارس انشطته وفق القانون ، قام هذا الحزب بعقد مؤتمراته العامة الذي يتجاوز عددها عدد سنوات الحرب الذي تقوم بها مليشيا الحوثي ، له قاعدة عريضة على طول وعرض الوطن اليمني ، له برامج سياسية يشارك بفعالية في كل العمليات السياسية والمحلية ، والحسن ابكر قيادي في هذا الحزب ولا يحتاج للعمل من تحت الطاولة مع أي فصيل خارج القانون ..

جريمة الحسن ابكر من وجهة النظر أمريكية وحوثية إيرانية انه من أوائل القيادات التي تبنت مقاومة المشروع الإيراني ووقف بوجهه بكل مايملك وقدم تضحيات لاجل هذا عدد من افراد اسرته وأولاده واقاربه وافراد قبيلته ، وفجرت المليشيا منازله ومنازل عدد من أبناء قبيلته كما هو الحال في كل المناطق التي تبنت مقاومة هذا المشروع الإرهابي ..
ينطبق ذلك على الشيخ عبدالله الاهدل فهو شخصية معروفة في الوسط الاجتماعي وواحد من الدعاة والمصلحين ولا يحتاج الارتباط بفصائل مشبوهة تعمل بالخفاء ، وهو أيضا من الرافضين للمشروع الإيراني ورافض لمليشيا الحوثي ، وهذا الرفض هو سبب تصنيفه من قبل الخزانة الامريكية ..
يجب ان تعرف أمريكا ان تصنيفها للحسن ابكر لن يؤثر عليه ولن يهز له شعره واحده من شعر رأسه ، ولن يؤثر على مكانته بل يزيد منها ويزيد من التفاف الاس حوله وتأييدهم له لادراكهم بأن هذا التصنيف هو درجة من درجات الارهاب الامريكي ، كما ان الحسن ابكر والاهدل وغيرهم لا يمتلكون الأموال والحسابات البنكية ، لهذا لن يكون التصنيف اكثر من دليل ادانة على سياسة أمريكا الفاشلة ..

لا يهمنا في هذا الموضوع تصنيف أمريكا لقيادات يمنية ضمن قوائم الإرهاب بقدر اهتمامنا بموقف الحكومة اليمنية الذي يعتبر بالنسبة لليمنيين هو الأساسي للتعاطي مع مثل هذه الممارسات والصمت المريب من قبل الحكومة والذي لم يصدر منها أي موقف سواء في الحالة الجديدة او الحالات السابقة وهذا الصمت يدل على شكوك حول دور قيادات حكومية تكون متورطة وتقف وراء هذا التصنيف ..
وصفي لسفير اليمن الحالي بواشنطن بالجاسوس ( سبق ونشرت بالتفاصيل دوره كجاسوس ) لم يكون اعتباطا او مزاجية وانما بناء على معلومات دقيقة حول أدائه المشبوه اثناء عمله مديرا لمكتب الرئيس هادي وتكليفه بأمانة مؤتمر الحوار بناء على توصية من السفير الأمريكي السابق والمبعوث الاممي السابق لليمن جمال بنعمر ومواقفه المشبوهة اثناء اجتماعات الرئاسة بسفراء الدول العشر لمرات عديدة ومحاولته المستمرة بتبرئة مليشيا الحوثي من أي اعمال إرهابية او تجاوزات ضد الدولة ، كان يطلق الجاسوس بن مبارك على مليشيا الحوثي بأنها جماعة لها مظلومية وانها جماعة نضال تبحث عن حقوق بينما كان يصف قيادات الدولة وبعض المكونات السياسية المشاركة في السلطة بأنهم إرهابيين وانهم الخطر على اليمن وامنه واستقراره ، تكلم بهذا الكلام بإجتماعات عديدة مع سفراء العشر واطلق وصف الإرهاب على قيادات عسكرية مثل الفريق الأحمر وقيادات سياسية مثل أولاد الأحمر ومكونات سياسية مثل الإصلاح والسلفيين ، وبناء على معلومات دقيقة فإنه يقف وراء تقديم تقارير لسفارات اجنبية ومنظمات قام من خلال هذه التقارير بتصنيف جبهات المقاومة في عدن وتعز والبيضاء ومأرب والجوف بأنها جبهات مخترقة من قبل تنظيم القاعدة والرئيس هادي على علم بهذه التقارير ، ومن هنا يأتي صمت الحكومة وعدم وجود أي رد فعل لها على الأقل ولو إعلاميا ..

تصنيفات الخزانة الامريكية كأنها تترجم تقارير الجاسوس بن مبارك ، وكلها لم تستهدف أي جماعة إرهابية او قيادي إرهابي معروف على الأرض ، وكل المصنفين هم من الرافضين والمقاومين لمليشيا الحوثي والمشروع الإيراني ، وهذا ما يدفعنا لمطالبة الحكومة بتصحيح موقفها وتصحيح اخطائها بتعيين سفير لليمن مشبوه ومتورط بقضايا تمس السيادة اليمنية ، بل ان هذا الجاسوس هو اول سفير يمني يتم طلب ترشيحه بناء على توصيات من مسؤولين أمريكيين ، حدث هذا من السفير الأمريكي السابق الذي ابدى رغبته لهادي بترشيح بن مبارك سفيرا لليمن لدى أمريكا وكذلك من مسؤول في الخارجية الامريكية لشؤن الإرهاب ، فهذا دليل على تورط هذا الجاسوس بأعمال تمس السيادة ، لا يجب ان نذهب بعيدا للبحث عن ادلة ، قيامه بتسجيل مكالمته الهاتفية مع الرئيس هادي وتقديمها لبنعمر والسفير الأمريكي تعتبر خيانة عظمى ويجب تقديمه للمحاكمة ..

قائمة القيادات اليمنية لدى الجاسوس بن مبارك طويلة ولن تتوقف عند الحسن ابكر والاهدل ومن سبقهم وستضاف أسماء جديدة وقيادات كبيرة في الدولة سياسية وعسكرية وستضاف مكونات سياسية أيضا ، طلب الامريكان بترشيح الجاسوس بن مبارك لم يكن من باب الصدفة او لسواد عيونه بل لدوره في تقديم خدمات تلبي رغبة أمريكا بتوفير أدوات ضغط تدين الأطراف المقاومة لمليشيا الحوثي ، ولا نستبعد ان تصنف أمريكا حكومة الشرعية مستقبلا بالارهابية او حتى الرئيس هادي نفسه ، مادام وهذا الجاسوس موجود فتوقعوا كل شيء ..
يجب ان لا يتجاهل دور هذا الجاسوس الذي كان رسول مليشيا الحوثي وسفيرهم داخل مكتب هادي وانه كان حلقة الوصل لتخدير هادي وطمأنته والتأثير عليه واقناعه بأن الحوثي حمامة سلام ، هذا الجاسوس يجب ان يحاكم ويقدم للعدالة ..

الإرهابي هو من يمارس القتل والتشريد والتفجير والاعتقال والتعذيب حتى الموت ، هو من ينتهك حقوق الانسان ، هو من اسقط الدولة ، هو من يمارس الطائفية بقوة السلاح ، هذه هي معايير التصنيف الإرهابي ، اما ان يتحول الحسن ابكر والاهدل والحميقاني الى إرهابيين وعبدالملك الحوثي وابوالحاكم الى حمامة سلام وطيور الجنة ، فدعم هؤلاء هو الإرهاب بذاته والصفات ..

يجب على الرئيس هادي والشرعية تصحيح الأخطاء وإعادة الاعتبار للوظائف والمناصب السيادية للدولة ، يكفي استهتار ..