حفلات القتل في حلب
أحمد منصور
الثلاثاء , 06 ديسمبر 2016
الساعة 07:35
صباحا
لم تعانِ مدينة في العالم قصفاً وحشياً وتهجيراً قسرياً وتدميراً منظماً منذ الحرب العالمية الثانية كما عانت وتعاني حلب الآن، وهذا يؤكد أن ما يجري تجاوز الحرب وقواعدها إلى الحقد الأسود وآفاقه التي لا حدود لها، كما أن ما يجري تجاوز حدود حماية نظام طائفي علوي اختطف سوريا منذ أكثر من خمسة وأربعين عاماً بدعم شرقي وغربي إلى خريطة جديدة تهدف إلى تمزيق سوريا، ليس إلى دولتين أو ثلاث، وإنما إلى دويلات طوائف تعيش حروباً لا تنتهي بعد عقود.
ما قامت به إدارة أوباما، ليس المشاركة في الجريمة، وإنما الضلوع الكامل فيها بدءاً من المطالبة بإسقاط الأسد وصولاً إلى دعم الأسد حتى يصبح جزءاً أصيلاً من أي حل قادم؛ بل إن الاتحاد الأوروبي أعلن صراحة أنه سيسهم في دعم الأسد للمساعدة في إيجاد حل، ولا أدري أي حل هذا الذي سيجري على الدماء والأشلاء والأطلال! لقد حول المجتمع الدولي، وعلى رأسه مبعوث الأمم المتحدة القبيح ديمستورا، القضية السورية من حرب إبادة طائفية عنصرية إلى أزمة صغيرة تتمثل في خروج ثلاثمئة مقاتل تابعين لجيش فتح الشام من شرقي حلب، وهذا المبعوث نفسه قال خلال زيارته للأسد بدمشق الأسبوع الماضي كلاماً لم يفهم منه أحد شيئاً سوى أنه يدعم النظام وأن سقوط حلب في أيدي النظام أمر واقع لا محالة والمسألة لم تعد سوى مسألة وقت فقط.
إذن، هناك تعاون دولي في حفلات القتل التي تجري للشعب السوري، روسيا وإيران والنظام العلوي والمليشيات الطائفية التي جاءت من أصقاع الأرض تقوم بالقتل في حين المجتمع الدولي والولايات المتحدة وأوروبا يسهمون في قتل الأمل وإباحة ما يجري والإعداد ليكون الأسد جزءاً من الحل، ما يؤسفني هو أن معظم العرب يقفون عاجزين في انتظار دورهم في حفلات الذبح.
صحيفة \"الوطن\" القطرية
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |