هل أتاكم نبأ الحوثي في المقاطرة !!
موسى المقطري
الأربعاء , 31 أغسطس 2016
الساعة 09:14
مساء
أصبحت انتفاضة المقاطرة ضد الأمام يحي( 1922م) معلماً لا يمر المؤرخون دون الخوض فيه ، فالتاريخ يسطر إنَّه ابتداءً من الأكاحلة العليا قاوم الأحرار الجيش الغاشم ، وخاب مسعى الامام بجيشه الجرار الذي يمثل فيه \"الزيود\" الغالبية العظمى ، إضافة لمن لبى ندائه من \"اليمن الاسفل\" وهم القلة ، وفيهم بعض \"المشائخ\" الذين ظهروا كوسطاء ، ثم بخدعة ماكرة سلموا قلعة المقاطرة للإمام وجيشه ففضل أغلب الثوار الموت من شاهق على ان يصبحوا أسرى .
سُجن من الأحرار الكثير ، وقُتل الأكثر ، وهُدمت منازلهم وسُلبت حلي النساء ومواشي الرعية ، كعادة الاماميين القدامى والجدد .
اليوم التاريخ يعيد نفسه ، وكما يقول المؤرخون إن الأحداث تعود وتتكرر بصورة معاكسة في الغالب ، فكما كانت بالأمس مأساة سطرها الاماميون ، ستكون اليوم مأساة يتذوقون وبالها وقد شرعوا في أول فصولها .
عَبَر الحوثيون بعض المناطق الشرقية للحجرية (حيفان - الأحكوم ) عن طريق خدير والراهدة بعد أن يئسوا من مناطقها الغربية الممتدة من المعافر حتى المقاطرة ، إذ سبق ان جربوا حضوظهم في المسراخ والضباب وراسن وبني عمر ، ورجعوا من كل جبهة خائبين يحملون جثث قتلاهم وأنات جرحاهم .
انسحبت وحدات عسكرية تتبع الجيش الوطني كانت ترابط في حيفان ، ونحن مدينون لقادتها بتوضيح الأسباب ، ومدى سلامة قرار الإنسحاب من عدمه .
طمع الحوثيون بقطع شريان الحياة الوحيد المتمثل بطريق هيجة العبد التي تصل تعز بالعاصمة المؤقتة عدن مروراً بجبال ووديان المقاطرة ، فانتفض رجالها في وجوههم ومنعوهم من التسلل لقراهم ، وعلى رأسها الاكاحلة العليا والسفلى والمرابدة، وتداعى الأحرار من كل حدب وصوب وعلى رأسهم أحرار قبيلة الزريقة لحماية الطريق وصد هجوم الانقلابيين ، فلم تستطع مليشيا الإنقلاب التقدم خطوة واحدة في قرى المقاطرة ، وأصبحت مواقع الاشتباك معهم في أخر منطقة من مناطق الاحكوم وهي منطقة \"الاثاور\" التابعة لمديرية حيفان المجاورة للمقاطرة .
\"أمين الأكحلي - عبده نعمان الزريقي\" .. هذان الاسمان سيتذكرهما الحوثة كثيرا ، فتحتَ قيادتهما تجمع المقاومون ، وكوَّنوا مجموعات قتالية لازالت ترابط في الجبال والتلال ، تسد الثغرات وتمنع التسللات ، يعيدون التاريخ لكن بحسابات جديدة ، وصور أكثر بياضاً ، ورجال تجري في عروقهم دماء الأجداد ، يصنعون مأساة للغزاة سيظل يذكرها الأباء للأبناء ، وعلى شفاههم ترتفع التكبيرات بتحقيق الانجازات العسكرية بين لحظة وأخرى .
في جبال المقاطرة وممراتها الوعرة كُتبت ولازالت تُكتب النهايات المرَّة للكثير من الذين غرر بهم الانقلابيون ، وعلى حجارها الصماء تلمع همة الرجال ، ومن بين ترابها الخصب تنبت الوطنية في أبهى تجلياتها ، ومن جباه أبنائها البسطاء التي تلفحها الشمس كل صباح تشرق شمس التحرر ساطعة لامعة .
سيندم الانقلابيون الف مرة لأنهم قرروا يوماً ان يهاجموا المقاطرة ، وسيسددون فاتورة ثأر قديم صنعه الأماميون في عشرينيات القرن الماضي ، وسنشعل – كعادتنا حين نفرح– نيران النصر قريباً في جبال المقاطرة فرحين بنصر الله شاكرين حامدين له ، مترحمين على الأرواح التي ارتقت وهي تناضل لاجل التحرر والخلاص .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |