تباشير العيد
موسى المقطري
الأحد , 10 يوليو 2016
الساعة 04:27
مساء
ولأننا في بلد غزت فرحته منغصات كثيرة ، فقد يستسلم البعض لهذه المنغصات فيكسوه الهم ، ويصرفه عن الفرح بالعيد ، وما فيه من معاني البشر والتفاؤل .
ساضعكم أمام مجموعة من البشائر التي بها نمحو الهم ، ونودع القلق ، ونفرح بالعيد .
يهل عيد الفطر المبارك وهناك كثير من الأشياء قد تغيرت في واقع البلد ، وهي كفيلة ان تجعل المستقبل القريب والبعيد أفضل ، وما ينقصنا إلا استحضارها .
أول هذه البشائر أن هناك مشروع سلالي مقيت يجرى التحضير له منذ عقود تمت تعريته ودفعه للظهور _ربما قبل النضوج_ وساعدت ظروف محلية واقليمية في ذلك ، وربما لو تأخر في الظهور لكانت الظروف غير هذه ، وربما تمكن وما استطعنا له ردا .
فبعد ان استيقن المخلوع بانتفاء عودته للتحكم بمصير البلد وضع يده بيد أصحاب مشروع الحق الإلهي المزعوم ، فسلم لهم السلاح والإمكانات ، فاغتروا بقدرتهم على حكم البلد ، وكشروا عن انيابهم ، واستبشروا بتحقيق أحلامهم المشؤمة ، لكن الأقدار جائت بما ليس في حسبانهم ، فحرقت اوراقهم ، ودخلوا في معركة غير متكافئة نتيجتها على المستوى القريب والبعيد فشل مخططهم السلالي الهادف لحكم اليمن والتحكم بقدراته .
أليس العيد أجمل ونحن نراقب فشل وتضاؤل هذا المشروع ؟
العيد أجمل وقد تحقق لنا بعضاً من مقومات الدولة المدنية العادلة ، وأهم تلك المقومات جيش وطني لايدين بالولاء لأسرة ولا لسلالة ولا لمنطقة ، يحمي البلد وإنجازاته ومقدراته .
الجيش الوطني اليوم صار واقعاً ملموساً في المناطق الأهم ، والتي تستطيع تغيير المعادلة ، فمارب وتعز ومحافظات الجنوب كلها يحميها هذا الجيش مدعوماً بالمقاومة والحاضنة الشعبية ، كما ان قوة الردع لدى الجيش الوطني في تطور مستمر نتيجة التسليح والتدريب والرفد بالخبرات الميدانية ، ولم يعد الاعتماد وحيدا على تدخل الطيران لوقف تحركات المليشيات بل صارت القوات في الأرض رقماً صعبا ومرجحا في كثير من الجبهات .
كان من الصعب جداً إنشاء مثل هذا الجيش لو لم يحصل ما حصل ، وسيظل جيش السلالة وحرس العائلة هما عنصرا الترجيح في اي تطورات سياسية ، وورقة رابحة لتجيير اي اتفاقات أو تصالحات لصالح السلالة المتحالفة مع العائلة .
دعكم بما رافق او قد يرافق هذا الانجاز من اخفاقات ، وذلك مثله مثل اي عمل بشري زد على ذلك ظروف صعبة تمر بها الشرعية ليس اقلها شحة الموارد أو صعوبة التواجد على الأرض أو مخلفات النظام البائد .
في الإجمال هناك إنجاز يحب ان نرفع قبعاتنا احتراماً له ، ولكل الذين يبذلون جهودا مضنية لاتمامه كما يحب أن يكون .
سيكون عيدنا اجمل ونحن نستذكر ونراقب هذا الانجاز المميز .
من بشائر العيد التي تزرع البسمة إجبارياً تحول المقاومة الشعبية من مجرد فكرة وقناعة الى سلوك جمعي يحترمه اليمنيون إجمالاً ، فالمقاوم أصبح في نظرة المجتمع بطلاً _وهو كذلك بالفعل_ .
مقاوموا اليوم احسن حالاً من حيث التدريب والتجهيز والإعداد والأعداد ، وهم رديف للجيش الوطني في حماية اليمن الجديد الذي تتشكل ملامحه الناصعة .
ومن التباشير أن صور المقاومة وأشكالها تنوعت لتتجاوز العمل المسلح الى مقاومة افكار الجماعة السلالية وتعرية مخططاتهم ، ودعم مقاومة بالجبهات ، والعمل الاجتماعي لردم الفجوة الاقتصادية في المجتمع عبر المبادرات الطوعية للأفراد والمؤسسات والجمعيات لرعاية الجرحى ، ودعم القطاع الصحي ، ورعاية أسر الشهداء ، ومساعدة النازحين والمتضررين .
كل هذه الأنشطة وغيرها كثير هي صور للمقاومة كمشروع وفكر وليس كفعل فقط .
هذا كله سيضمن أن الشعب يستطيع حماية منجزاته ، ومقاومة اي مشروع حالي او لاحق يحاول الاستئثار بقرارات ومقدرات البلد لخدمة مشروعة الشخصي او العائلي او السلالي .
سيكون عيدنا فرائحياً اكثر ونحن نستحضر هذه القيمة الرفيعة .
الستم معي أن وراء كل ابتلاء نعمة ، وخلف كل إخفاق نجاح ، وبعد كل صبر جائزة .
في مجمل الحال فالشرعية بذراعيها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هي أفضل بكثير من ذي قبل ، وهناك جهود تُبذل لتأسيس دولة ذات مدلول وطني واسع ، والقصور في الأداء الإداري أو الارتبارك لحكومة الشرعية ظاهرة طبيعية ترافق أي تأسيس ، وليس من الحكمة أن نَعمى فننظر للكاس الفارغ وننسى الكاس الممتلئة .
هناك بشائر كثيرة أتت متزامة مع هذا العيد ، ونظرة متأنية وتفكير عميق منك عزيزي القارئ سيجعلك أفضل حالاً ، وأكثر فرحة واستبشاراً .
عيدكم مبارك ، وايامكم سعيدة .
دمتم سالمين .
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |