الرئيسية / كتابات وآراء / محمود ياسين : لا خير في الجعاشن

محمود ياسين : لا خير في الجعاشن

د. أحمد عبيد بن دغر
الأحد , 01 يناير 2023 الساعة 12:00 صباحا
يمن برس - محمود ياسين

الحكاية كما بدأت – شيخ وبلهاء- حدثت أشياء كثيرة أظن من بينها ثورة والحكاية لم تنتهي.
الأناشيد الوطنية لا تغير بداهيات الحياة الدنيا ببساطة لم تفكر الأناشيد في تحدي أحد أكثر سنن الكون معقولية وفداحة معاً.
ذلك أن الضعفاء لا يعولون على النشيد الوطني ملقين باللائمة على الله كالعادة- منذ البدء وابن الغني يركب ابن الفقير بقطعة خبز وهذا هو الحال يخلق الله جعاشن وفيها شيخ ورعية ومصاحف كثيرة فيها إشارات لفهم طبيعة (اتفاقيات التعاون بين الله والناس) غير أن الجعاشن بحاجة لاتفاقية من طرف واحد- مصاحف ملزمة لله بالتفاهم مع محمد أحمد منصور وإقناعه أو إقصائه.
غالباً ما يحتاج الضعفاء إلى الله أو إلى الشيطان- يدمر ويزلزل أو يشرف على تقديم خدمات ترفيهية على أن الشيطان قواد الضعفاء من ذوي الطموحات الإيمانية المتواضعة- أما الله فلمؤمني الجعاشن اختصهم بتلك الضغينة التي يكنها المصلي الكسول لإله لم يقم بشيء إزاء محمد أحمد منصور ولم يلفت انتباهه على الأقل..
تقول الحكاية أن الشيطان بذل جهوداً مضنية في إقناع أحدهم بالدفاع عن أرضه- وسوس كثيراً واستعرض قائمة أسباب وجيهة لإطلاق النار.. حتى أنه استشهد بحديث نبوي على كره منه- غير أن الرجل شكك في صحة الحديث ففقد الشيطان أعصابه وانتزع الكلاشنكوف من كتف الرجل وبدأ يطلق النار في حادثة أساءت لسمعة الشيطان ولتاريخه العتيد في قصص تنتهي غالباً بانتصار الخير على الشر- ومع تحفظ الكثيرين وتشكيكهم في واقعية تلك القصص ملمحين إلى أن ذلك شأن الخطابات الهادفة وأنهم لا يذكرون فيما سمعوا أن الخير انتصر وفقاً لمعايير الصراع الإنساني والصيرورات التاريخية- والجملة الأخيرة لا تخلو من الاستعلاء غير الملائم للجعاشن.
ما يهم هو أن الله يحتفي بالأقوياء ولطالما ساندهم بعد إشارة البدء التي يبدون فيها حماسة رائعة- دون أن يتدخل بالطبع في محاولات الشيطان تأكيدا ما كان قد بدأه في السماء وما أبداه من احتقار للإنسان...
ثم يترك للضعفاء إنجاز ضغائنهم وقصصهم الهادفة حيث يستمتعون بعض الشيء بتلك النهايات المجيدة للخير على أنهم أخيار بطريقة أو بأخرى- وبالعودة إلى تصريحات الشيطان أثناء حادثة العصيان الشهيرة نجد أنه التزم (بإغوائهم أجمعين) دون أن يتنبه لاستثناء أهل الجعاشن.
ولم يطالب بأي ضمانات للعمل في المنطقة..
وأياً تكن النتائج الفعلية لصراع الخير والشر- فهو يحتدم في شتى بقاع العالم ناقلاً الاشتباكات إلى قلب الإنسان فيما لا شيء يؤكد أن الصراع بين الخير والشر قد امتد إلى الجعاشن – ذلك أن لا خير في الجعاشن..