دمعة با سندوة .. والاشفاق على الوطن ...!
محمد حمود الفقيه
السبت , 03 ديسمبر 2011
الساعة 08:40
صباحا
فالدموع التي انهمرت من عيني بأسندوة _ليست دموعة وحسب _ أنها دموع الثكالى اللاتي فقدن أبنائهن وبناتهن في ساحات التغيير والحرية ، ودموع الشيوخ الذين فقدوا فلذات أكبادهم في عرس التغيير و دموع الأبناء والبنات الذين أزهقت أرواح آبائهم في ساحات التضحية في صنعاء و تعز و أرحب وابين وعدن ، أنها دموع الأطفال الذين سقطت على بيوتهم القنابل و الرصاص ، أنها دموع الجرحى والمصابون الذين حرمتهم الإعاقه الدائمة عن الحركة واستمتاعهم بالحياة .
دموع سندوة هي دموع كل يمني مهاجر عن وطنه و غائب عن أحبته ، دموع سندوة هي دموع الفقراء والمساكين الذين غلبتهم قسوة الفقر والعالة والبئساء ، فلم تسيل دموعه خشية أو رهبه ، إنما سالت لتظهر الشفقة والرحمة التي لم تظهر في من كان قبله من الساسة ، أولئك الذين حملوا قلوباً سوداء تجاه هذا الوطن السعيد .
كيف لا يبكي بأسندوه وهو قد حمل الأمانة التي ما استطاعت على حملها الجبال ولا حتى الأرض ولا السماء ، كيف لا يبكي والطريق أمامه وعر محفوف بالاشواك والمخاطر ، ان الشعور في تحمل المسؤولية لا يعبر عنه بضجيج الخطب ولا يعبر عنه بالظهور في الشاشات ، ولا في مرور المواكب الشطحية ، وإنما يعبر به بالقلوب فتترجمه المشاعر وتحمله الى العيون فترد العين بدمعتها الهادئه ألماً وحزناً من عظم المسؤولية الربانية التي كلف بها الراعي نحو رعيته .
باسندوه اليوم_ يحمل طفل أصيب بحادث الزمن فكسرت احدى رجليه وأصيبت احدى ذراعيه بالجروح البليغة ، وتهشمت أجزاء في جسده ، لذا فالطفل يحتاج الى تظميد كسوره على مراحل عدة ، ويحتاج الى التئام جروحه البالغة ، كما يحتاج الى عناية فائقة التركيز كي يتنفس الطفل الصعداء ، هو اليمن الجريح المكسور ، فقد كسر اليمن من أطرافه في أبين وصعده ، وجرح وتهمش في بعض مناطق جسده ، اليوم سندوه يفكر في جراحة هذه الكسور وينظر كيف تظميد الجروح البالغة التي أصيب بها اليمن ، لم يبكي سندوه شغفاً بالبكاء أو حبا في مسح الدموع ، سندوه اليوم يبكي هذا الطفل الذي رماه والداه وتخلى عنه أخوته وأصدقائه وترك في الطريق الطويل بعيدا عن الأطباء والصيادلة والممرضون .
باسندوه اليوم يعرف بأن عليه توفير سريرٍ سياسي في عناية شاملة مركزة ، يحتاج الى الكادر المحلي ذو الخبرة والأمانه وتحمل المسؤولية ، يحتاج الى الطبيب الإقليمي والدولي كي يستفيد من الخبره تارة والامكانية تارةً أخرى ، كي ينقذ حياة نفساً بريئة من محنتها التي حلت عليها ومصيبتها التي ألمّت بها .
ان محمد سالم باسندوه .. يحتاج اليوم الى من يواسيه في هذا المصاب بالجلل ، فليست المسؤولية غريبة عليه ، فالجميع يعرفه ونضاله الجهادي ضد الاستعمار الأجنبي ، وغيرته الوطنيه والتحررية ، لهذا فإن على من بلغ سن المسؤولية من أبناء اليمن أن يبادر بتجفيف دمعة باسندوه و هلموا للوقوف مع الرجل ، واستعينوا بالله الواحد. الأحد ان يعينه وأنتم جميعاً على تجاوز هذا البلاء وتدارك هذا العناء ، للوصول باليمن الحبيب الى التعافي والشفاء ...
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |