خطوة للامام .. وليس إنتصاراً !
أحمد مصطفى الغر
السبت , 26 نوفمبر 2011
الساعة 05:40
صباحا
فى الثالث والعشرين من سبتمبر يعود على عبدالله صالح إلى اليمن بعد تلقيه العلاج فى السعودية ، فى رسالة واضحة بأنه مستمر فى حكم البلاد ومواصلة المسيرة ! ، وأنا شخصياً لا أعرف ماهى المسيرة التى أراد ان يواصلها ؟! ، إلا إذا كان يقصد مواصلة قتل الثوار و تخريب ما تبقى من اليمن الذى كان سعيداً فى يومٍ من الأيام ، ألان وبعد ان وقع على عبدالله صالح على المبادرة الخليجية و التى رفض التوقيع عليها من قبل .. يبدو أن هناك ما يبشر بأن الأزمة فى طريقها إلى الحل ، لكن للأسف فإن المبادرة التى من المفترض أن تحمل بين طياتها الحل فإنها تحمل فى ذات الوقت المعوقات التى ستمنع هذا الحل ، فبغض النظر عن كونها تحمل خروجاً مشرفاً لطاغية أذل شعبه و أفقره ، فإنها تتضمن حصانة من الملاحقة القضائية له ولأسرته ، وهو ما قد يعنى بشكل أو بآخر أن دماء الشهداء فى الساحات قد تذهب هباءً ، هذا بخلاف إحتمالية تعثر تطبيق تلك المبادرة ، خصوصا وأن على عبدالله صالح قد سبق و أبدى الكثير من الممطالة قبل التوقيع ، فما المانع من أن يبدى ممطالة فى التنفيذ ؟!
فى رأيي فإن التوقيع هو مجرد خطوة للامام ، هى فقط حجر تم إلقاؤه فى المياه الراكدة لعله يحركها ، لكن بالتأكيد لا يعد هذا إنتصاراً للثورة ، خصوصا وأن بقاء على عبدالله صالح لمدة تسعين يوماً كرئيس شرفى ينبأ بإحتمالية سرقة الثورة من الشباب على أيدى رجال صالح وأعوانه ، بل و بالتأكيد أقاربه الذين ينتشرون فى المناصب القيادية للدولة وخاصة العسكرية و الأمنية و كأن جمهورية اليمن قد باتت المملكة اليمينة فى عهد ملكاه / على صالح ! إذ يتولى أسرة الملك معظم المناصب الرفيعة والحساسة ، لكن حتى وان رحل صالح فإن بقاء حزبه و رموز نظامه يمارسون الحياة السياسية هو بمثابة الإبقاء على الشوكة فى قدم اليمن دون إخراجها و تضميد الجرح وهو ما يعنى ضياع هدف أخر من أهداف الثورة التى يطمح الشعب من ورائها فى تطهير الحياة السياسية فى اليمن لخلق حياة سياسية قائمة على الديموقراطية والعدالة تخلق خصومة مع الماضى بكل أشكاله .
بإختصار .. لا أعتقد أن التوقيع على المبادرة قد لبى ما يطمح إليه الشباب فى الشوارع والساحات اليمينة ، خصوصاً و أن المبادرة قد باتت كارتاً محروقاً لحل الأزمة ، و أن بعض القوى قد رفضتها مراراً حتى قبل أن يرفضها صالح نفسها مسبقاً ، و إن كان صالح قد غير موقفه منها مؤخراً فإن هذا لا يعنى بالضرورة تغيير تلك القوى أو الشباب لموقفهم من المبادرة بدورهم ، كما أن نماذج الثورات العربية فى الجوار لم تحلها مبادرات خليجية تضمن للطغاة خروجاً مشرفاً و حصانة من الملاحقة ــ ولولا الملامة ــ لضمنت لهم تكريماً ! ، دعونا ننتظر لعل فى قادم الأيام ما يَسُرنا !
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |